الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
أن تكون من أبناء مديرية حيفان محافظة تعز وتنتمي لعزلة الأعروق ذات التاريخ النضالي الأكثر عراقة، وأن يكون مسقط راسك قرى (الذراع، والدار، والحكاء) وهذه القرى تتبع القرية الأم قرية (ذؤاب)، أقول أن كنت من أبناء إحدى هذه القرى الثلاث فأن معاناتك

السبت, 02-يوليو-2022
ريمان برس - خاص -

أن تكون من أبناء مديرية حيفان محافظة تعز وتنتمي لعزلة الأعروق ذات التاريخ النضالي الأكثر عراقة، وأن يكون مسقط راسك قرى (الذراع، والدار، والحكاء) وهذه القرى تتبع القرية الأم قرية (ذؤاب)، أقول أن كنت من أبناء إحدى هذه القرى الثلاث فأن معاناتك تتجاوز معاناة (سجن الباستيل) الأشهر رعبا في فرنسا والذي تسبب بقيام الثورة الفرنسية قبل أكثر من مائتين عام..؟!
أبناء قرى (الذراع، والدار، والحكاء) في (ذؤاب) العريقية يواصلون حتى اللحظة مسيرة حمل رأيتها أبائهم واجدادهم ذات يوم مؤغل بحثا عن حياة كريمة تقيهم المعاناة وبؤس المكان وقساوة الجغرافية والتضاريس، قرى لم يختارها أبناء هذا الجيل ولا أبائهم ولا أجدادهم، ولا يعرفون دافع اختيار اسلافهم القدماء لإستيطان (أغصان الجبال الشاهقة) وتطويع تضاريسها التي إذا ما تأمل زائرها إلى تلك المدرجات التي تزين أعناق الجبال، تراها وكأنها ( حلي مرجانية تزين عنق إمرأة فاتنة الجمال)، ثم تسال نفسك  أين (حدائق بابل المعلقة) من هذا المشهد الأسطوري؟ لكن الحاجة وقوانين التطور تفرضان خيارتهما خاصة حين تجد نفسك وأنت المنتمي لهذه القرى تعاني من القهر والتهميش وقساوة الجغرافية وأحكام الطبيعة الجائرة، خاصة أن كان بينك وأهلك وأبناء هذه القرى وبين السعادة مسافة لا تزيد عن (كيلوا ومائتين متر)؟!
هي مسافة الطريق التي ستربط هذه القرى الثلاث وأبنائها وأمراضها ونسائها وشيوخها بالطريق الرئيسي الذين يربط قرية  (ذؤاب) بقرية (الكرب) والذي قد تمتد حسب الوعود إلى قرى أخرى في الأعروق وإلى خارج قرى الأعروق ومديرية حيفان وصولا إلى محافظة لحج..؟
منذ عام 1980م والأحلام تراود أبناء هذه القرى بأن يوما سيأتي حتما وتنتهي معاناتهم، وقد انتهت أجيال من أبناء هذه القرى ولم تنتهي معاناتهم ولم يتحقق حلمهم بالسكينة ومعبر آمن يتيح لهم فرص إسعاف امراضهم وخاصة النساء الحوامل التي قد تتعثر  ولادتهن لكن محاولة إسعافهن من خلال حملهن على (نعوش) في طريق وعرة وشبه عمودية، محاولة محفوفة بالمخاطر قد تنتهي إما بوفاة الأم ونجاة الجنين أو نجاة الأم ووفاة الجنين أو بوفاتهما معا..؟!
آلاف يستوطنون هذه القرى، وكثيرا منهم كانوا بحكم الضروف الحياتية القاهرة قد أجبروا على مغادرة قراهم هذه إلى المدن وتركوا خلفهم أراضيهم ومنازلهم وقصص وحكايات أجدادهم وكل مشاعر الانتماء التي تستوطنهم لأماكن الميلاد والطفولة، حاملين معهم ذكريات وحنين لم يفارقهم، إلا أن برزت الأحداث التي يمر بها الوطن فأضطر الكثيرون من أبناء القرى العودة باسرهم وأطفالهم على اعتبار أن قساوة الجغرافية والتضاريس أهون عندهم من (إذلال وإهانات وغطرسة المؤجرين)!!
كما أن ثمة تحولات تنموية حدثت بالمنطقة حملت البشري لأبناء هذه القرى وجددت في نفوسهم ممكنات التفاؤل بالانتصار على الجغرافية والتضاريس وقساوتهما وتحقيق الأماني في شق  طريق الكيلو والمائتين متر، خاصة وثمة طريق اسفلتية تحتهم وأخرى اسفلتية شقت من فوق رؤوسهم، تفاعل مع كل هذه التحولات أبناء هذه القرى فاتخذوا من فكرة المبادرات المجتمعية نافذة تصلهم بأمانيهم وبأمل يسعون لتحقيقه منذ أربعة عقود، فشكلوا مجلس تعاوني وبادروا عبر هذا المجلس لجمع التبرعات من الأهالي طرقوا أبواب المجلس المحلي بالمديرية، ناشدوا الوجهاء والأعيان، والشخصيات النافذة، طرقوا أبواب المحافظة، فاعادتهم بدورها للمجلس المحلي بالمديرية، الذي بدوره وجه احد الخبراء المتخصصين بشق وتخطيط الطرقات من نشطاء الحركة التعاونية المبادة؟!
فقام بدوره بإنجاز التخطيط، مع العلم ان اكثر من أربعة مخططات قد تم إنجازها لهذه الطريق خلال اربعة عقود، ليأتي المخطط الأخير بإضافات لجسور وعبارات لتصريف مياه السيول، وجدران ساندة، وكل هذا يحضي بقبول واحترام كل أبناء هذه القرى، لكن التنفيذ؟ كيف؟ ومن؟ ومتى؟
لكل ما سلف وضع أبناء هذه القرى بين يدي ملفا متكاملا عن مشروع طريق (الكيلو ومائتين متر) الذي أصبح بعض أبناء هذه القرى ينظرون إلى طريقهم _الحلم _وكأنها  تتماهي مع (جسر مدينة النور) المزمع إنشائه ليربط اليمن  بدولة جيبوتي..؟!
وقد طالبني  أبناء هذه القرى بمناشدة الشيخ المناضل سلطان أحمد عبد الرب السامعي عضو السياسي الأعلى والشخصية الاجتماعية الأبرز نشاطا وحضورا في تعز واليمن، وكذلك وضع القضية أمام الأخ محافظ محافظة تعز رئيس المجلس المحلي الشيخ صلاح عبد الرحمن بجاش، وبهما يمكن أن تنتهي معاناة أبناء هذه القرى وعليهما يراهن مواطني قرى (الذراع _الدار _ الحكاء) في قرية (ذؤاب) أعروق _مديرية حيفان _محافظة تعز..
وهم أي أبناء هذه القرى يراهنون على عدالة الشيخ سلطان السامعي وتدخله رآفة بهم وتقديرا لشيوخهم وأطفالهم ونسائهم، ومعه الشيخ صلاح بجاش محافظ المحافظة وبقدر تهما  على إنها معاناة سكان هذه القرى وهما أقدر على تحقيق ذلك  رحمة بكل هؤلاء المواطنين الذين  يقطعون مسافات السفر من كل محافظات اليمن برفقة أسرهم وأطفالهم ببضع ساعات ثم يقضون ساعات أطول بالصعود عموديا نحو قراهم فيذرفون من ( الدموع والعرق) ما يكفي لتحريك أحجار (وادي الرجيمة)..!!
لقد أصابني الذهول حد الدهشة والاستغراب وانا اطلع على وثائق هذه الطريق وأيضا ما استمعت له من بعض أبناء المنطقة، وما سردوا لي من حكايات وقصص متصلة بمعاناة أبناء هذه القرى، والمصيبة الأكبر أن هذه القصص حدثت وتحدث بالاعروق، الأعروق التي أبنائها صنعوا مجد وطن وأشعلوا ثورة ويساهموا وبفعالية وحماس في بناء تنمية وطنية تشمل كل الخارطة الجغرافية، ومع ذلك ها هي حكاية قرى (الذراع _والدار _والحكاء) التابعة لقرية (ذؤاب)، التي أبنائها يناشدون اليوم وبنفوس مقهورة وقلوب مكلومة  كل من له موقف وصوت وكلمة من أجل الشيوخ والنساء والأطفال، التفاعل مع قضيتهم أو هدفهم والمحصور في طريق طولها كيلو ومائتين متر وعرضها أربعة متر ونصف، فهل من يستجيب؟!
أملنا كبير وثقتنا بعد الله بالشيخ سلطان السامعي، والشيخ صلاح بجاش، وبكل الخيرين ممن سيتفاعلون مع هذه المناشدة، والذين ستنحني لهم هاماتنا لتفاعلهم حتما.. وإنا لمنتظرون.

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)