ريمان برس - خاص -
شفيق عبد الرحمن قاسم (الصبري) تعرفه أحجار وأشجار مديرية حيفان وأهلها ويعرفه القطاع التربوي في المديرية وعرفه كل صاحب حاجة لجاء إليه ليقضي له حاجته في أي دائرة وفي أي جهة حكومية ولم يتردد (شفيق) في خدمة كل من لجاء إليه.. رافق القاضي عبد الجليل شاهر العريقي وعن طريقه عرفت (شفيق) صاحب الأخلاق الرفيعة والعلاقات الاجتماعية الواسعة والمبادر في تقديم خدماته لمن يحتاجها، تعرض قلبه قبل سنوات للإنهاك فسافر للعلاج فقرر الأطباء الذين أسرفوا على علاج قلب (شفيق) بدعم القلب المنهك بجهاز يمكن قلب (شفيق) من العمل بانتظام، فعاد (شفيق) بذات النشاط وذات السلوك المرح والحضور الاجتماعي والتفاعل في خدمة كل من يلجاء إليه طالبا مساعدته.. قبل بضعة سنوات التحق (شفيق) ب(جامعة الحكمة) وكان مثالا للإخلاص والتفاني مؤديا دور رجل العلاقات العامة بكل جدارة وامتياز..
أتذكر حين اتصل بي قبل عام تقريبا يخبرنا بأنه قرر اخيرا أن يتأهل ويطلق حياة العزوبية وان عقد قرانه قد تم والعرس خلال أيام، لم أتمكن من مشاركته فرحته فقد كنت بعيدا عنه، لكني قابلته بعد زواجه بأشهر كان بشوشا مغمورا بكل مظاهر التفاؤل بالحياة الجديدة التي يعيشها.
ذات مرة تناولت بمقال (جامعة الحكمة) فجاءنا (شفيق) للمنزل معاتبا وكانت عبارة (حبيبي انت ياعم طه) هي التحية التي يرددها كلما التقينا، ويرددها بالهاتف بدلا عن عبارة (الو)..
عصر اليوم أبلغني الولد صلاح درهم عبد الحفيظ العريقي بوفاة (شفيق) ورحل إلى جوار ربه بالعاصمة المصرية القاهرة.. نزل الخبر على راسي كالصاعقة مع ان الموت حق ولا راد لقضاء الله وقدره، لكن ما ازعجني هو أن (شفيق) بحسب تقارير الأطباء كان يمكن أن يعيش لو امتلك (12000) دولار قيمة بطارية الجهاز الذي كان يساعد قلبه على العمل، وفيما كان زملائه يتسولون ويستجدون أصحاب المال لجمع قيمة البطارية، كان القدر أسرع بأخذ وديعته ليرحل (شفيق) قبل أن يرى طفله القادم الذي لايزال في بطن أمه الحامل به بشهرها الخامس..!
الأكثر إيلاما كما علمت أن زملائه عجزوا عن ترحيل جثمانه لليمن وأنهم قررو دفنه بالقاهرة..؟!
رغم رحيل (شفيق) في الأيام المباركة من ايام عرفة وهي الايام العشر التي بها اقسم رب العالمين، إلا أن (شفيق) كان يستحق من العناية والرعاية بقدر ما أعطى بحياته للناس والبلاد وكل من عرفهم.
حقا تعجز الكلمات عن وصف (شفيق) ومواقفه وإنسانيتهم ودماثة أخلاقه، كما أجد نفسي شخصيا عاجزا عن الحديث عن (شفيق) وفي هذه اللحظات التي أجدني مسكونا بكل مفردات الأسى والحزن..
ولأنني مؤمنا بقدرة الله سبحانه وتعالى، لا أجد إلا أن أقول رحمك الله يا (شفيق) واسكنك فسيح جناته والهمنا واسرتك وكل زملائك وأصدقائه ومحبيك الصبر والسلوان.. أنا لله وأنا إليه راجعون.. ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم. |