الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
تبدو الأزمة اليمنية الراهنة الأكثر تعقيدا بين كل الأزمات التي تشهدها الساحة العربية، بما  في ذلك الأزمة في مناطق شرق سورية أو تلك التي تشهدها الساحة الليبية، وهي أزمات يكفي لانهائها أن تجتمع

الجمعة, 08-يوليو-2022
ريمان برس - خاص -

تبدو الأزمة اليمنية الراهنة الأكثر تعقيدا بين كل الأزمات التي تشهدها الساحة العربية، بما  في ذلك الأزمة في مناطق شرق سورية أو تلك التي تشهدها الساحة الليبية، وهي أزمات يكفي لانهائها أن تجتمع (أجهزة المخابرات التركية _السعودية_القطرية _ الأردنية - البريطانية) برعاية ممثل لجهاز المخابرات الأمريكية، لتنتهي ازمتي سورية وليبيا، لكن أزمة اليمن ومع انها ليست بعيدة عن كل هذه الأجهزة، تبقى عصية على الحل  حتى لو عقد قادة ورؤساء الدول التي تنتمي إليها هذه الأجهزة فإن من الصعوبة بمكان حل الأزمة اليمنية، فما بالكم وكل أطراف الأزمة _المحليين _يكفرون ببعضهم ويخونون بعضهم ويلعنون بعضهم ولا يثقون ببعضهم، وجميعهم لا يشعرون بمعاناة البسطاء من أبناء الشعب ولا يكترثون بما حل فيهم طيلة سنوات الأزمة والحرب الداخلية والعدوان الخارجي، ناهيكم أن الأطراف الخارجية لا تشغلها أزمة اليمن حاليا ولا بؤس وشقاء مواطنيه..!!
تابعت كغيري ردود الأفعال على إعلان (سلطة الامر الواقع في صنعاء) فتح ممرا من طرف واحد في تعز  يمر عبر شارعي 50_60 بمناسبة عيد الأضحى، وبمعزل عن كل الحسابات أيا كانت دوافعها ومن أي طرف كان، يفترض التفاعل مع المبادرة على قاعدة ليس بالإمكان أبدع مما كان، وشيء أفضل من لاشيء، ويبقى هذا المعبر حسب علمي أفضل من تلك المعابر الالتوايه بما فيها من مشقة وصعوبة وإرهاق لتنقل المواطن ناهيكم عن كلفتها الخيالية وعدد الساعات التي يقضيها المواطن يطوي مسافات الطريق التي يشكل العبور فيها فعل فوق قدرة المواطن على التحمل..!
وبمعزل عن كل الحسابات فإن المفترض أن تكون هناك ثمة نوايا حسنة تزرع الأمل والتفاؤل في وجدان الناس بدلا عن الخطاب العصبوي الذي تقابل فيه الأطراف بعضها وتوظفه ضد بعضها بصورة تبدو فيه مواقف أطراف الصراع وكأنهم أعداء تاريخيون لن يلتقون ابدا..؟!
أن  انعدام خطاب حسن النوايا في أي صراع لا يخدم الوطن ولا الشعب من أي اتجاه كان وأيا كانت مواقف ومواقع أطراف هذا الخطاب فإن كل ما يصدروه للذاكرة الجمعية الوطنية يكرس حالة الاحتقان والبغض والكراهية والحقد، ومن يمارس هكذا خطاب هو كمن يصب المزيد من الزيت على النار المشتعلة..!!
قد لا اتفق مع (سلطة الامر الواقع في صنعاء) وبالمقابل لا اتفق مع سلطة ما يطلق عليها ب (الشرعية) فكلاهما بنظري من يقف وراء هذا الحال الذي تعيشه اليمن بارضها وإنسانها إذا ما استثنيت دور( سلطة الامر الواقع) في مواجهة العدوان ، لكنني مع كل بادرة مهما كانت عابرة، يمكن أن تكون نافذة للسلام الاجتماعي إذا ما تعاملنا معها بمسئولية وطنية بعيدا عن الحسابات الحزبية والسياسية وثقافة الإقصاء والإلغاء والتنكر للآخر..!
و المؤسف في تداعيات مشهدنا الوطني أن وكلاء أطراف الصراع أكثر تطرفا في مواقفهم وخطابهم وسلوكهم من أطراف الصراع الرئيسيين، وبالتالي لم يعود خوفنا من (الجرافي)  بقدر ما ينتابنا الخوف من (خدم بيت الجرافي) كما يقال..؟!
وتعصب أطراف الصراع اليمني ضد بعضهم ومحاولة كل طرف إلغاء الآخر، وإصرار هذا الطرف أو ذاك لتجاهل بوادر حسن النية التي يقدمها أحدهم مهما كانت ضبابية أو هلامية، إنما هو فعل يدل على قصر نظر وغباء سياسي يتحلى به الطرف المتعصب لرائه، وبعيدا عن مزايدة البعض  المباركين لخطوة سلطة الامر  الواقع  بفتح معبر شارعي 50_60 كبادرة حسن نية ومن طرف واحد، فإن هذا الموقف لا ياتي من باب المكارم ولا سيدخل العابرون منه لجنة النعيم وبالتالي لا يستحق هذا الموقف صخبا وتطبيلا إعلاميا وتوظيف سياسي، بالمقابل لا تستحق هذه الخطوة رفضا مبالغا فيه من قبل الأطراف الأخرى واعتصامات وخطابات ومطالبات المجتمع الدولي بما لا يقوى على فعله ولا يريد فعله..؟!
فالتعصب للمواقف فعل يوحي بأن المتعصب لا تعنيه البلاد ولا يفكر بمعاناة مواطنيها وان كل همه هو الانتصار لخياراته، وتسجيل نقاط على خصمه دون أن يكلف نفسه بمهمة جعل اي مبادرة  مهما صغرت نافذة نحو مراسي السلام الاجتماعي، ثم إلى متى سيظل هذا التعصب والتنكر بين اليمنيين؟
وكيف يفكر أطراف الصراع وأتباعهم ومناصريهم وحلفائهم بالنهاية الحتمية للأزمة؟ هل ينتظر كل طرف نهاية الطرف الآخر؟ وكيف؟!
خاصة و(الانقلابيين) في صنعاء لم يعودوا كذلك في أجندة المجتمع الإقليمي والدولي، بعد أن تمكنوا من فرض وجودهم وأنتزاع الشرعية من محاور التأثير الإقليمية والدولية وأن كان هذا الاعتراف  غير معلن لكنه قد حدث  واقعيا واعترفت  الأطراف الخارجية بسلطة صنعاء ، كما هي _اي _ الأطراف الإقليمية والدولية_من قلصت  ثقتها بالشرعية ورموزها، وهذا ربما ما لم يدركه الكثيرون في  الداخل اليمني.
أن أي بادرة تأتي من قبل أي طرف من أطراف الصراع يجب أن تقابل بالترحيب مهما كانت ولايجب إخضاعها لنزق المرجفين في شبكات التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية  المتحمسين  لحرب  طويله تدوم حتى آخر مواطن يمني..!!
أو لتشطير الجغرافية وتقطيع اليمن إلى كانتونات على أساس حزبي وطائفي ومذهبي ومناطقي ، في مرحلة ثمة أطراف خارجية تعمل على إيقاد جذوة الصراع بين اليمنيين ليس حبا بهم ولا حرصا على وحدة وطنهم، بل رغبة في إنهاك كل الأطراف المحلية وإيصال العلاقة فيما بينها إلى نقطة اللاعودة وعندها ستفرض هذه الأطراف خياراتها وشروطها وسيطرتها على المواقع الاستراتيجية اليمنية في لحظة تكون فيها الأطراف المحلية منهكة والشعب كافر بالجميع باحثا عن بقايا (رغيف) سيجعل منه وطنه وهويته وغايته..؟!
قلت سابقا واقول دائما واكرر قولي ان الازمة اليمنية أن لم يعود فيها عقلاء اليمن إلى رشدهم ويتفقوا  فيما بينهم على مخرج لها وحل فإن من المستحيل أن يأتيهم الحل من الخارج لا من دول الخليج ولا دول الشرق الأوسط ولا من الأمم المتحدة والعواصم الغربية، لن يأتي حل الأزمة اليمنية إلا من الداخل اليمني وعلى ايدي اليمنيين، الذين أن لم يتفقوا فيما بينهم وبعيدا عن التعصب وثقافة الكراهية، وأيضا بعيدا عن أنظار العالم الخارجي فإن البلاد بكل من فيها ذاهبة إلى (الجحيم) مهما حاولت أطراف الصراع تسويق التبريرات والاعذار المخدرة لوعي اتباعها في سبيل شدهم خلفها وجرهم لمزيدا من التعصب الثاري..!
لذا اقول فليكن معبر 50_60 في تعز بداية امل وإنفراج ونافذة نحو تطبيع العلاقات الاجتماعية وخطوة على طريق الالف ميل للحل الكلي والنهائي.. واتمنى ان تتوقف أيضا ثقافة الحقد والكراهية في مفردات الخطاب الإعلامي والسياسي لأطراف الصراع الذين عليهم أن يدركوا حقيقة أن المنتصر فيهم مهزوم، بعد أن استطاعت محاور العدوان الخارجي العربية والدولية شرعنة الأزمة في النطاق الداخلي ومنحها قبولا دوليا في ظل عالم مختل فيه كل التوازنات القانونية والأخلاقية والإنسانية..؟
وان كانت كل هذه السنوات لم تتمكن فيها أطراف الصراع من فهم قواعد اللعبة والموامرة فإن من العيب والعار على هذه الأطراف الإيغال في المتاجرة بالدم اليمني ومعاناة شعب لاذنب له سوى إنه صدق شعارات هذه الأطراف وهرول خلفها دون إدراك نهاية لمعاناته ولا يعرف المدى الذي قد يصل إليه..
عيدكم مبارك جميعا وكل عام واليمن وشعب اليمن بمختلف شرائحهم وطبقاتهم بخير وسلام واستقرار واسأل الله ان يجعل هذا العيد آخر اعيادنا في ظل الأزمة وان يأتي العيد القادم وقد انزاحت هذه الغمة وعاد السلام والاستقرار لهذا الشعب الذي يدفع ثمن نزق نخبه ووجاهته منذ آلاف السنيين..!!

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)