الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
فقدت اليمن يوم أمس علما من أعلامها، وهامة من هامتها واحد أبرز الشخصيات الاجتماعية والوجاهية، وفقدت أنا الأخ والصديق والأستاذ  الشيخ عبد الرحمن محمد علي عثمان، الذي رحل

السبت, 06-أغسطس-2022
ريمان برس - خاص -
  
فقدت اليمن يوم أمس علما من أعلامها، وهامة من هامتها واحد أبرز الشخصيات الاجتماعية والوجاهية، وفقدت أنا الأخ والصديق والأستاذ  الشيخ عبد الرحمن محمد علي عثمان، الذي رحل إلى جوار ربه في منزله في مديرية المسراخ محافظة تعز الذي اعتكف فيه بعد أن تفجرت الفتنة وتحولت الأزمة اليمنية إلى حرب ت أخلت فيه كل العوامل وضاعت فيها الحكمة اليمنية ووجد شيخي وصديقي وأستاذي نفسه مجبرا بعد أن فقد الجميع مفردات الحكمة وميزة الصبر والتعقل، وجد نفسه  مجبرا على النزوح من العاصمة صنعاء إلى منزله في المسراخ رغم إنه كان يشغل منصبه كرئيس لمجلس الشورى الذي لا يستشار..؟!
كانت وطنية الرجل وشخصيته الكارزمية وتجربته كرجل دولة متميز قد أدرك فداحة ما نحن فيه وما نسير عليه ويسير فيه الوطن، فقال كلمته الصادقة المعبرة عن حكمة خبير وبصيرة عليم بأن الفتنة ستلف الجميع وستدخل الجميع في نفق مظلم سيدفع الشعب ثمنه، حاول وبذل كل طاقاته وجهوده ومكانته ووظف وجاهته وكل تاريخه لإنقاذ البلاد ودفع أطراف الصراع لتحكيم عقولهم ومراعاة مصالح الشعب والوطن، محذرا من مغبة الانجرار إلى هاوية الإنزلاق مؤكدا للجميع بأن المتربصين باليمن الأرض والإنسان كثر من الداخل والخارج وما هو أبعد منهم، لكن تحذيراته وكل مساعي قوبلت بأذان صماء وعقول  تائه  وقلوب كجلمود صخر، فقرر الاعتكاف في (قريته) متأملا بحيرة وألم وحسرة لما يجري في وطنه وعلى شعبه مكتفيا بالابتهال لله سبحانه وتعالى بأن يتدخل بقدرته وينقذ هذا الشعب والوطن مما حل بهما من كارثة صنع بدايتها أبنائه وتلقفها أعدائه ليعبروا عن احقادهم ورغباتهم في تطويع وتركيع شعبا لم يركع بحياته إلا لله وحده..
سنوات عجاف مؤلمة عاشها الأخ والصديق الشيخ عبد الرحمن محمد علي عثمان يعاني من الألأم المركبة وهي ألم وطنه وألم ينخر في جسده الذي كان بمثابة احتجاج يتفاعل في جسده على ما ألت عليه اوضاع وطن عشقه الراحل وناضل في سبيله وأنذر نفسه وسخرها منذ ريعان شبابه لخدمة هذا الوطن والارتقاء به إلى مصاف الأوطان المتقدمة.
ينتمي الشيخ والصديق الراحل لأسرة وطنية مناضلة قدمت الكثير من التضحيات في سبيل اليمن الأرض والإنسان وتقدمهما الحضاري، فوالده هو الشيخ المناضل الشهيد محمد علي عثمان الذي قاوم طغيان الإمامة مواصلا دور أجداده الذين ساروا على هذا الطريق، طريق النضال الوطني بالحكمة تارة والعزيمة تارة أخرى، وكان والده الشيخ محمد علي عثمان رمزا من رموز النضال الوطني ووجاهة اجتماعية ذائعة الصيت والحظور، وعند قيام الثورة اليمنية التي كان أحد رموزها وصناعها تولى رئاسة مجلس السيادة قبل تشكيل حكومة وقيادة الثورة وكان لاحقا أحد أبرز وأهم الوجاهات السياسية التي بذلت جهودا جبارة لتوحيد الصف والموقف بين رموز وقادة الثورة والوطن لينتهي به المطاف شهيدا أمام منزله في مدينة تعز على يد قوي الغدر والخيانة التي ضاقت ذرعا من مواقف الرجل وشجاعته وصراحته ورغبته في إصلاح المسار الوطني بما يلبي رغبات الشعب ومصلحة الوطن، وهذا ما لم يعجب أولئك الذين اعتبروا الثورة والدولة مغنما فنصبوا أنفسهم أأئمة على البلاد بدلا عن إمام ذهب بفعل إرادة الشعب والأحرار، ولإرباك هذه الأسرة المناضلة وشل دورها وتقليص نفوذها وحظورها ألقيت التهمة باغتياله  من قبل قوي النفوذ على بعض اقربائه وأهله، ومع ذلك لم ينخدع انجاله وذويه طويلا وبرزا الشيخ عبد الرحمن محمد علي عثمان بدوره الوطني والحكيم المدرك لمسار وتداعيات الأحداث ليواصل مشواره الوطني على خطى والده واجداده واسلافه إلى جانب أبناء وطنه مستلهما منهم أحلامهم وتطلعاتهم ليترجمها في كل مواقفه كرجل دولة وشخصية وجاهية واجتماعية، ونجح الراحل في كل المهام الوطنية التي تقلدها بدءا من دوره في الإسهام   وتأسيس الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة ومن ثم تولى رئاسته لاحقا، قبل أن يتولى قيادة  محافظة تعز، ثم قيادة محافظة  الحديدة، ثم محافظا مرة أخرى لمحافظة تعز، قبل أن يتولى حقيبة وزارة الصناعة والتجارة ورئاسة الهيئة العامة للاستثمار، ثم اخيرا رئاسة مجلس الشورى بعد استشهاد أخيه ورفيقه الاستاذ الشهيد عبد العزيز عبد الغني الذي كان تجمعه بالشيخ عبد الرحمن علاقة أخوية مميزة.
شخصيا أجد صعوبة في الحديث عن الفقيد الشيخ عبد الرحمن الذي ربطتني به علاقة أخوية صادقة وكنت قريبا منه لسنوات طويلة وبحكم قربي هذا من الراحل عرفت عنه ما لم يعرفه الكثيرون خاصة عن مواقفه الوطنية  ورؤيته لمسار المشهد الوطني، كما عرفت الكثير عن أفكاره  وقناعته السياسية وكان رحمة الله تغشاه شجاعا في التعبير عن هذه المواقف حتى حين كان الرئيس الاسبق (صالح) في قمة مجده ورسوخ سلطته، حين كان  لا أحد يجرؤ على أنتقاده في أمر ماء كان الشيخ عبد الرحمن محمد علي عثمان يمتلك كل الشجاعة والقدرة على التعبير عنها ومكاشفة الرئيس بكل ما لديه من رؤى وملاحظات، وقد سببت له هذه الصراحة والشجاعة في القول الكثير من الإشكالية مع الرئيس والمحيطين به وكنت وبحكم علاقتي بالفقيد الراحل أعرف منه بعض من هذه الإشكاليات ليس بحكم مهنتي الصحفية بل كصديق للشيخ الراحل الذي أعجز عن وصف عظمته وعظمة مواقفه الوطنية التي ليست غريبة عنه وهو حفيد الشيخين والرمزين الوطنيين المناضلين علي عثمان وعبد الله عثمان اللذان قاوما كل صنوف القهر والظلم سوى تعلق الأمر بقهر وظلم الأتراك أو تعلق بظلم وقهر الأأئمة بعدهم، وأيضا هو نجل الشيخ والمناضل محمد علي عثمان الذي لا تغيب مواقفه النضالية عن كل باحث أو مهتم بالشأن الوطني اليمني.
لا أعرف حقا ماذا أقول في رحيل هذه الهامة الوطنية الذي كان علمي برحيله بمثابة فاجعة أصابتني خاصة والظروف أجبرتني عن الانقطاع والتواصل معه خلال العام الأخير، وكان آخر تواصلي الهاتفي معه يعود لما قبل أكثر من عام ثم انقطع التواصل حتى تفاجأت برحيله عبر خبر منشور في إحدى الفضائيات فكان الخبر المؤلم الذي ضاعف من الأمي المكتسبة التي تعاني منها واعيش تداعياتها وهذا ما دفعني منذ أكثر من شهر على الانقطاع والتواصل مع الأصدقاء وكل من كان يتابعني عبر تطبيق الواتس الذي يعد النافذة الوحيدة لتواصلي مع الأصدقاء والزملاء والمتابعين، وقد دفعني رحيل الشيخ عبد الرحمن رحمه الله إلا تذكر آخر اتصال جرى بيني وبين الصديق والأستاذ الراحل عبد الجبار سعد محمد رحمة الله تغشاه، حين قال لي حرفيا (يا طه.. تحت الأرض خيرا من فوقها) وها أنا اليوم اردد واقول نعم يا استاذ عبد الجبار.. تحت الأرض خيرا من فوقها، إذ لم يعد هناك ما يسر فوق الأرض وعسى أن نجد تحتها الطمأنينة والسرور باذنه تعالى..
رحم الله الشيخ والصديق والأخ والأستاذ عبد الرحمن محمد علي عثمان واسكنه فسيح جناته وصادق العزاء للأخوة الشيخ محمد عبد الرحمن والشيخ وليد عبد الرحمن ولكل أفراد الأسرة الكريمة ولكل آل عثمان ولكل محبي وأصدقاء الراحل الكبير والذي سيبقى خالدا في ووجداننا وذاكرتنا حتى نلتحق به.. أنا لله وأنا إليه راجعون.. ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم الخالد الدائم الذي لا يزول.

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)