الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
لم يعد هناء ثمة ما يدعوا للبقاء، هناء حيث اللاوطن وحيث تنتحر الأحلام وتصلب الأمنيات وتقتل الأماني في تجاويف النفوس المترعة قبل ولادتها وقبل أن تغادر شرنقة النمو في تضاريس الأجساد المثخنة

الثلاثاء, 09-أغسطس-2022
ريمان برس - خاص -
 
لم يعد هناء ثمة ما يدعوا للبقاء، هناء حيث اللاوطن وحيث تنتحر الأحلام وتصلب الأمنيات وتقتل الأماني في تجاويف النفوس المترعة قبل ولادتها وقبل أن تغادر شرنقة النمو في تضاريس الأجساد المثخنة بتجاعيد القهر، التي تتزين بها أجساد المقهورين كنياشين على صدور (الجنرالات)..!!
تؤغل النفوس الأمارة بالحرية والانعتاق في جلد الذاكرة، وتحاول بقايا المشاعر المفرطة بالخنوع لجهابذة اللحظة ودستورهم المسكون  بمواد القتل المباح، وبنصوص التفرد والتملك مشفوعة بتعميد( إلهي ) موقع بشهود (السقيفة)..؟!
تحاول بقايا المشاعر الانعتاق، لكنها تصطدم بما هو أكبر من قدرتها، فترتد منكسرة نحو أعماق الذات، تبحث في التجاويف عن ممكنات البقاء، فلا تجد غير صهيل القهر وترانيم الإنكسار تعزف في أنسجة الجسد المنهك تراتيل (كربلائيه)، تصدح بمفردات مبهمة، تنتصب الرغبة في الفهم علها تستوعب فحوى تلك الترانيم، غير أن ضجيج الحاجة يطغى فتغظ الآذان الطرف متجهة بصاحبها نحو الإحساس (المادي) بتداعيات اللحظة النزقة، فتدرك أن (الواقعة) تجتر نفسها وان (الماضي) أصبح هو حاضرنا والمستقبل..؟!
تهفوا النفس نحو فسحة من نقاء يعيد لها وان بصيص من أملها المصلوب، فتجد نفسها تطفح (قيح القهر) و (صديد الحزن) ينسابان من مسامات الجسد المثخن بحراب القهر والحقد ومديات (الفرسان) الفارين من غبار (كربلاء) ممتشقين سيف (البطل) مترنمين بألحان أسطورته، لكنهم.. ليسوا منه ولا مثله.. بل هم لا يقربون ولا ينتمون لذاك( البطل) .. أنما هم بقايا (يزيد)؟!
آه.. من زمان الأركسة، ومن ديمومة القهر وامتداد أدواته، هذا الممتد من يوم( الواقعة) مخلفا قرونا وعقودا ومآسي تجدد ذاتها.. مآسي تؤغل في أقتفاء أثر الواقعة وتعيد إنتاج من المآسي  ما يفوق (الواقعة)..!!
هناك كان (الحسين) إيقونة الثورة من أجل (الحق) والحرية والعدالة، ومن أجل الانتصار  لهذه القيم.. فكان نموذجا للثائر الملتزم، فقدم دمه قربانا لقيمه، ومن أجل مبادئ أمن بها، فأتخذ الأحرار من ذلك الدم وقودا ينير دروبهم نحو نهار الحرية والعدالة والحق..
لكن.. لكن كيف تحولة( الواقعة) إلى (كرباج) يهوي على ظهور عشاق (الحسين) الذين  اقتفوا أثره  واتخذوه قدوتهم، في طريق البحث  عن بصيص من حرية وعدالة وكرامة وشعور بالانتماء ؟!
نعم.. كيف صرنا في قبضة من يتحدثون بترانيم ومفردات (الحسين) ويتحدثون بلغته، فيما هم يمارسون أفعال (يزيد)..؟!
تتسع دائرة القهر وتستوطن الأحزان المسامات التي تزين أجسادنا.. تفرض اللحظة شرعيتها.. تمنحنا فرصة استعادة ذكرى الملحمة _كربلاء _ تستعيد النفوس المترعة بعض شبقها وتتوهم أملا عائدا، غير أن ثمة غبار داكن يخيم على  سماء (الزمكان)  وجغرافيته المجبولة بكل أطياف العبث السريالي..!
هناء حيث نستحظر (الحسين) والملحمة ونحتفي بذكريات المآسة المؤلمة ونتجاهل قيم ومبادئ (الحسين) والغاية النبيلة التي دفع حياته ثمنا لها، أن استشهاد (الحسين) لم يطمس نبل الغاية والأهداف التي جعلته يفضل الشهادة على حياة الذل..!
فكيف لبعض من يدعون أنهم من عشاق   (الحسين ) أن يمارسوا  ما مارسه( قتلة الحسين)..؟!
تنتفض التساؤلات الباحثة عن إجابة، تقتفي قيم وأخلاقيات (الحسين) الثائر الأكثر حظورا في الذاكرة البشرية والرمز الأكثر حظورا في ذاكرة ووجدان المسلمين، أليس هو سبط رسولنا الكريم عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام، وهو من تحدي (الباطل) وخرج ثائرا ضده وضد رموزه..؟!
وهو من وصفه رسولنا المصطفى بأنه (سيد شباب أهل الجنة)..  و ( تقتله الفئة الباغية)، وأبوه هو الإمام علي كرم الله وجه أول المسلمين من الصبيان وأول فدائي في الإسلام،  ورابع الخلفاء الراشدين، ومفتاح مدينة العلم، وأمه فاطمة البتول الزهراء احب واقرب بنات سيدنا ورسولنا النبي الخاتم إلى قلبه وعقله..ولأنه كذلك كان من الطبيعي أن يقف وقفته البطولية في وجه الباطل وأهله لينصر الحق وأهله وان كان أصحاب الحق يؤمها قلة فإن المفترض اليوم وهم كثرة أن يتحلوا بكل أخلاقيات (الحسين) لا أن يجتروا الواقعة للتأثير دون أن يعملوا على تطبيق أخلاقيات وقيم بطلها ويجعلوا منها قيما للمحبة والسلام والحرية والعدالة الاجتماعية، من أجل كرامة البشر.. كل البشر بما فيهم أحفاد الخصوم والمتربصين، تجسيدا لقوله تعالى (وعباد الرحمن الذين يمشون على  الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما)..
إذا.. كيف نفهم الحادثة _الثورة الأولى _في مسار الأمة؟
كيف لنا أن نستحظر ملحمة (كربلاء) وتضحيات (الحسين) دون أن نستحظر القيمة الأخلاقية التي عبرت عنها الملحمة، ونقف عن البعد الديني والسياسي والثقافي والاجتماعي والأخلاقي، وكل ما جسدته ملحمة (كربلاء) وبطل ثورتها الثائر النموذج والقدوة الشهيد  (الحسين) الذي لم تكن  ملحمته في سبيل البحث عن (السلطة) ولا دفاعا عن ( آل البيت) أو في سبيلهم، بل كانت ثورة (الحسين) ثورة( الحق) ضد( الباطل).. ثورة من أجل تحقيق وتطبيق مبدأ ( الشورى) الذي صادره الطغاة  الذين استبدلوا الشورى بالوراثة مخالفة لأوامر الله تعالى القائل (وامرهم شورى بينهم)..ثورة لتصحيح مسار الدين وقيمه وأخلاقياته والمفاهيم المعبرة عن عظمة هذا الدين وعظمة من جاء به، من بعثه الله هاديا ومرشدا ومنقذا للأمة من الهلاك والظلم والخنوع والذل والارتهان.
أن لكربلاء أبعاد وقصص وحكايات وعبر والواجب استلهام كل هذه المعاني والقيم وتأصيلها، ومن ثم الأخذ بها كنواميس ومنظومة ثقافية تجسدها سلوكيات ومواقف عشاق (الحسين) الذين لن يكونوا على منهجه وطريقه، أن لم يقتفوا أثره ويتخلقوا بقيمه وزهده وشجاعته وان يطهروا أنفسهم من رجس الدنيا ومباهجها الزائفة وان يجعلوا العدل غايتهم  ومناهضة الظلم هدفهم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبيلهم، ومن لا يكون كذلك فلا علاقة له ب( الحسين) وثورته..!

( صنعاء.. في لحظة معاناة  كربلائيه..)

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)