الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
تواصلا مع ما سلف أعود واقول متسائلا.. ما هي المكاسب المرجوة التي يراهن على تحقيقها أطراف الصراع اليمني الذين وقعوا جميعهم في (فخ) المخطط الخارجي المعد  لليمن منذ سنوات طويلة أن لم يكن

السبت, 13-أغسطس-2022
ريمان برس - خاص -

تواصلا مع ما سلف أعود واقول متسائلا.. ما هي المكاسب المرجوة التي يراهن على تحقيقها أطراف الصراع اليمني الذين وقعوا جميعهم في (فخ) المخطط الخارجي المعد  لليمن منذ سنوات طويلة أن لم يكن عمر هذا المخطط يتماهي مع عمر الثورة اليمنية..!
إذ أن جيراننا (الأشقياء) وليس (الأشقاء) يعانون من حالة غبن وقهر بسبب عدم تمكنهم من القضاء على الثورة والجمهورية رغم تمكنهم وعن طريق عملائهم ومرتزقتهم الأساسيين والقدماء الذين نعرفهم ويعرفهم أبناء شعبنا من إفراغ الثورة والجمهورية من قيمهما وأهدافهما وعملوا بكل جهد على حرمان اليمن من الدولة والمؤسسات وجعلوا حالة عدم الاستقرار في مفاصل السلطات المتعاقبة شمالا وجنوبا هوية تعيش اليمن بارضها وإنسانها تداعياتها المؤلمة والدامية..!
ورغم تدخلات الأشقياء الجيران في كل شئون اليمن، فقد جاءت الوحدة اليمنية التي اعتبرناها كيمنيين فرصة لإصلاح أخطاء الثورة، باعتبار الوحدة قد أوجدت لنا أرضية لبناء الدولة وترسيخ مقوماتها، لكن في المقابل اعتبر آخرون هذا الحدث الوحدوي فرصة لشرعنة تمزيق اليمن وتجريدها من كل مقومات الاستقرار على الصعيدين الشطري والوحدوي..؟!
وقد لعبت شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الحديثة والمتطورة دورا في تفكيك منظومة القيم الأخلاقية ويكفي اليوم جولة عابرة على شبكات التواصل ليدرك المرء مدى حالة الانحطاط القيمي والأخلاقي الذي أصابنا وأصاب نخبنا وشبابنا ليصل الأمر إلى المواطن المتلقي الذي أصبح يخوض في هذا المعترك بدوافع متعددة فيها الدافع الطائفي والمذهبي والقبلي والمناطقي والحزبي ويغيب عن كل هؤلاء الدافع الوطني للأسف..؟
أن ما اوصلتنا إليه الأزمة والحرب والعدوان والتعصبات المتعددة الدوافع، جعلتنا نعيش في واقع إجتماعي مؤلم ممزق العقيدة والهوية وسقيم الوجدان تطغى فيه السلوكيات والقناعات الذاتية فيما المصالح تبقى هي الحاضرة والطاغية في سلوكيات وتصرفات ومواقف الجميع، بما في ذلك المواطن البسيط الذي أصبح يسخر من فكرة الدولة والقانون والنظام ومفهوم الوطن والوطنية، مقتنعا أن كل هذه المفاهيم لا وجود لها، وبالتالي وحسب وجهة نظر هذا المواطن لاظير أن خاض بدوره معترك البحث عن الذات والمصلحة الخاصة وبحسب الفرص المتاحة أمامه، ومن لا يجد الفرصة من خلال الوظيفة أو العمل الذي يقوم به وجدها حتى في نطاق جيرانه حيث صرنا نعيش في مجتمع لم يعد فيه للعلاقات الاجتماعية قيم ونواميس تحكمها، فلا الجار لجاره ولا أحد لأحد فالكل يبحث عن فريسته وكل حسب قدرته والفرص المتاحة أمامه..؟!
وليس هناك اسوي أن ترى وتشاهد في مجتمعك من يتاجر بكل شيء.. كل شيء حتى القيم والاخلاقيات والأعراض، ناهيكم عن الاتجار بالبشر، والتجارة بالوطن وسيادته واستقلاله..؟!
حتى المجال الأغاثي والعمل الذي يفترض إنه إنساني ويطلق عليه كذلك، في هذا الوسط هناك ظواهر يخجل الإنسان عن ذكرها لكنها تعكس وتجسد حقيقة الانحطاط الذي نعيشه بفعل الحرب والأزمة..؟!
وبين رغبة الفقير في الحصول على حاجته وكذب البعض واستغلالهم لوظائفهم وعلاقتهم بنشطاء العمل الإغاثي نجد قضايا دخيلة على مجتمعنا لم يكن أحدا منا يتخيلها مطلقا..؟!
كل هذه الظواهر هي  حصيلة طبيعية للأزمة والحرب والعدوان والحصار وغياب الظمير لدى البعض الذين يستغلون كل أزمة لحصد مكاسب خاصة وكم يا معوز كان أصبح اليوم من الأثرياء وأصحاب النفوذ..؟!
إنحطاط سلوكي مركب نعيشه ويعيشه المجتمع لا يقوى أحدا على إنكاره، وهو يتوسع على المستويين الفكري والاجتماعي، وكما تجد مؤشراته الفكرية في شبكات التواصل وكل وسائل الإعلام التي تكيل لبعضها كل التهم، التي تعبر عن حالة تمزق وتشتت يصعب معالجته على المدى المنظور وثقافة حقد وكراهية تسوق وترسخ في ذاكرة المجتمع، هناك بالمقابل ثقافة سلوكية تفرض نفسها وتمارس واقعيا والنتيجة المزيد من الانحطاط والانهيار الأخلاقي الذي يصعب ردعه أو الحيلولة دون تمدده واتساع رقعته، وان حدث مثل هذا الردع سيكون في نطاق الولاءات الضيقة، أي في حدود مكونات وتجمعات بذاتها فيما مكونات وتجمعات أخرى متناثرة على امتداد الخارطة فإن من الصعب أحكام القبضة عليها، في لحظة زمنية انتشرت فيها كل الأحداث المقيته التي يدينها الدين و النظام والقانون والأعراف والقيم القبلية والإنسانية، حتى صارت المشاعية السلوكية والعبثية هوية تمارس أمام الجميع ويعود كل هذا بفعل فشل النخب السياسية وانتهازيتها السلوكية وانانيتها ونرجسيتها السلوكية المفرطة، قبل أن يعزز العدوان وما أوجد من أزمات اجتماعية هذه الظواهر الغير  مألوفة وفي غياب القدرة على الردع من أي جهة فاعلة..؟!
بل قد تكون سلطة ما يسمى ب (الشرعية) المدعومة بالعدة والعتاد الخارجي أكثر من تتفشي في نطاقها هذه الظواهر حيث تنتشر في نطاقها حالة الانفلات الأمني  والتقطعات والاحتراب الذاتي بين مكوناتها المتناقضة ويكفي أن هذه السلطة تناقض نفسها معنويا وسلوكيا ولا أعلم كيف تكون شرعية وحدوية وفيها فصيل يدعوا للانفصال ويرفع علم الانفصال وشريك بسلطة الشرعية المزعومة ..؟!
بالمقابل هناك (سلطة أمر واقع) لها ( حسنات) في مواجهة العدوان والتصدي لاطماعه ومخططاته، ولكن للأسف حسناتها في مواجهة العدوان ( تطمسها) بعض سلوكياتها الداخلية التي تمارس من قبل بعض النافذين فيها ممن  ترتقي بعض أفعالهم لمصاف أفعال العدوان أن لم تكون أكثر مرارة وإيلاما ..؟!
بمعنى أدق وأوضح فإن الأزمة والحرب والعدوان قد حول اليمن إلى (بازار نخاسة) كل شيء فيه قابل للبيع وكل شيء فيه له ثمن حتى القيم والاخلاقيات، يساعد على ذلك نزق فكري وثقافي وغباء سياسي مركب يتحلى به الجمع النخبوي ويسوق عبر شبكات التواصل ووسائل الإعلام التي جلها تمول من الخارج ومهمتها تكريس ثقافة الحقد والكراهية والإلغاء للآخر وتجرده من هويته ووجوده وانتمائه، ليصبح الوطن مجرد غابة فيها يرفع الجميع شعار (كلمن أيدو له، يفعل ما يحلوا له) ولا يخشى العقاب..؟!

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)