ريمان برس - خاص -
بداءً ذي بدئ وكما يُقال الشئ بالشئ يُذكر ذكرت حكاية ساعي البريد والرئيس السوري الراحل (حافظ الأسد)رحمة الله تغشاه.في موقف عربي شجاع لم يحدث ولن يحدث من قبل ريئس عربي اخر.ففي إحدىٰ لقاءات الرئيس حافظ الاسدبالرئيس الامريكي (كلنتون) بجنيف واثناء بدء جلسة المباحثات تحدث كلنتون وخاطب الرئيس الاسد بالقول( حملني المسؤلين الإسرائيلين رسالة لكم تحتوي على مفتاح للسلام بين سوريا واسرائيل .وحافظ الاسد صامت ويستمع بإهتمام .واصل كلنتون حديثه ان مفاد هذه الرسالة هو تقاسم (بحيرة طبرية بين اسرائيل وسوريا) بحيث تتنازل سوريا على إحدىٰ ضفتي البحيرة لإسرائيل.وقبل ان ينهي كلنتون حديثه نهض حافظ الأسد من مكانه وازاح الكرسي الذي كان يجلس عليه واشار للوفد المرافق له بالنهوض من الاجتماع والتفت الى كلنتون وقال له((كنت اعتقد اني سأقابل رئيس دولة عظمىٰ واقوىٰ دولة في العالم ولم اكُن اتوقع اني سأقابل ساعي بريد يحمل رسالة من الإسرائيلين لي.)) وعلى الفور توجه الى المطار ومنه الى دمشق.فيما وصف كلنتون موقف الرئيس حافظ الاسد بالموقف الشجاع وانه اشجع رئيس قابله على مستوى العالم.
بعدها بشهور طلب كلنتون زيارية سوريه وبالفعل وصل الرئيس الامريكي كلنتون دمشق في زيارة رسمية اواخر العام1996م.
بالمناسبة لم تطئ اقدم الرئيس الاسد البيت الابيض قط طيلة فترة رئاسته لسوريه..
ذكرتنا هذه الحكاية بالمبعوثين الأمميين لليمن وبدلاً من تقديم الحلول للأزمة والحرب باليمن والضغط على جميع المُتحاربين بالقبول بالسلام وإنهاء الإقتتال تحولوا الى (ساعي بريد).واقتصرت وظيفتهم ومهمتهم في نقل الرسائل من طرف من اطراف الحرب الى الطرف الأخر. ومن ثما يقومون بنقل رسائل الطرفين الى السعودية والإمارات وهناك يقوموا بتجميع كل رسائل اطرف الحرب باليمن ورسائل السعودين والإماراتين ونقلها نهاية كل شهر الى مجلس الأمن الدولي والامم المتحدة.تحت ((يافطة احاطة ساعي البريد او المبعوث الاممي الى مجلس الامن)).
بدوره يجتمع مجلس الامن وفي الضاهر انهم يستمعون لقرأة هذه الرسائل وفي الحقيقة ولاهم مفكرين باليمن ولايهمهم شعبها وكل مايهمهم استلام مخصصات مالية للجلسة.
وبعد انعقاد جلسة مجلس الأمن يخرج الجميع ويخرج ساعي البريد( المبعوث الاممي لليمن.يتلفت شمال يمين لعله يجد مقلب للقمامة او سلة للمهملات واول مقلب للقمامة يواجه في طريقه يقوم برمي جميع الرسائل التي جمعها في اليمن ودول التحالف بالزبالة .لتبدأ رحلة مركوكية شهرية جديدة في اليمن وهكذا طيلة ثمان سنوات خلت .كل شهر يقوم ساعي البريد( المبعوث الدولي لليمن) في تجميع رسائل ونقلها الى مجلس الامن ومن ثما للزبالة.والدم اليمني يسفك كل يوم بل كل دقيقة واليمن تذبح من الوريد الى الوريد يومياً وشعب يموت جوع وفقر ومرض ويكتوي بنار الاسعار وإنهيار الإقتصاد وتدهور للعملة الوطنية ويعاني اسوى كارثة انسانية على مستوى العالم. ...
ولكم ان تتخيلوا كم هي نفقات ساعي البريد وطاقمه ومساعديه وسفرياتهم وتنقلاتهم وترحالاتهم ورواتبهم المهولة و بالدولار.كل هذا من اجل نقل رسائل بين اطراف الحرب باليمن والتحالف ومجلس الامن.
بإختصار جيبوا كل نفقات المبعوث الدولى (ساعي البريد) وطاقمه والمخصصات المالية التي تنفق لعقد جلسة في مجلس الأمن ووووالخ الى الشعب اليمني
واعملوا جروب وتسآب يضم فيه اعضاء مجلس الامن الدولي الخمسة الدائمين مع الامين العام للأمم المتحدة وممثل واحد لكل طرف من اطراف الحرب والصراع باليمن و مع من يمثل دول التحالف وأتواصلوا بالرسائل الوتس عبر الهاتف على راحتكم وعندما تتوصلوا الى نتيجة او تسوية سياسية تنهي الحرب باليمن بلغونا ياعيال ...........؟
نظير العامري |