ريمان برس - خاص -
يقول علماء النفس أن ( الانطباع يصبح حقيقة حتى لو لم يكن له برهان)..
(القبح) يصبح أيضا عادة وهوية وسلوك ومنظومة قيم، حين يعتمد ويصبح وسيلة لدى البعض ممن يتخذوه وسيلة للتجهيل وديمومة التسلط..
لكن الأقبح من القبح هي ( الوقاحة) التي يمارسها (البعض) لتبرير وشرعنة (القبح)..!
ويبقى (القبح) في سبيل التسلط والهيمنة يترسخ في وجدان و ذاكرة (أبطاله) ك(حقيقة) يستميتون في سبيلها ولا يشعرون بالحرج إقتناعا منهم انهم أصحاب (حق) ومهمتهم الدفاع عن هذا الحق..؟!
النموذج الصارخ الدال على هذا الأمر هو (الكيان الصهيوني) الذي لا يعترف بأنه محتل لأراضي غيره ولايري نفسه (كيانا) دخيلا ملقط أفراده من كل أصقاع المعمورة، بل وبكل وقاحة يرى نفسه صاحب الحق والأرض ويزيد في الوقاحة أن يطلق على نفسه (شعب الله المختار)..؟!
ويعتبر أصحاب الحق والأرض الحقيقيين دخلاء و (إرهابيين) يعملون على أقلاقه وزعزعة سكينته الاجتماعية واستهداف أفراده وشرعيته..!!
ومثل هذا السلوك هو سلوك (القبح الوقح) الذي تجرد أصحابه من كل القيم والأخلاقيات الدينية والحضارية والإنسانية، ويتماهي سلوك هؤلاء مع سلوك أولئك الذين يقدمون له الرعاية والدعم ثم يتحدثون عن القيم والأخلاقيات الإنسانية وحقوق الإنسان وحق البشر بالحرية والعيش الكريم..!!
وهناء نتساءل عن أي (حق) يتحدث عنه (المحتل)؟ وعن اي قيم إنسانية يتحدث عنها حلفائه من الرعاة له والداعمين والممولين لجرائمه..؟!
أهناك (قبح) أقبح من هؤلاء ومن سلوكياتهم؟ نعم هناك (قبح) أشد وأسوي وأنتن، وهو (قبح) البعض من لقطاء (العرب) ودعاة (الإسلام) أو المتأسلمين الذين صافحوا مجرمي الاحتلال وأرتبطوا معهم بعلاقة محرمة تتماهي بجرمها وتتساوي مع جريمة ( زناء المحارم)..؟!
نعم.. لأن (التطبيع) وإقامة علاقة مع (الكيان الصهيوني) المحتل للمقدسات، القاتل لأطفال ونساء وشيوخ فلسطين العربية، والمنتهك الأعراض والمصادر للأرض والمدنس لكل المقدسات، جريمة تتساوى مع من يقيم علاقة مع (محارمه) وربما أكثر جرما..؟!
من حق أي كيان عربي أو نظام أو حاكم أن يتخلى عن واجبه تجاه فلسطين وارضها ومقدساتها وشعبها، إذ (لا إكراه في الدين) ولا إكراه أيضا في (الجهاد) لكن ليس من حق أي نظام متخاذل وجبان أن يمارس (فاحشة الخيانة) بصورة سافرة حد المجون..!!
والبعض من العرب قد خانوا الله ورسوله وجاهروا بخيانتهم، وقد بلاهم الله بخيانتهم فإن من الطبيعي أن يستتروا لأن من الكبائر الأضرار بالناس، والشعب العربي في فلسطين جزءا أصيلا في الأمة ومن الأمة، وبالتالي فإن كل من لا يحبذ نصرتها وأهلها خوفا وخشية وذلا من أسياده وأولياء نعمته باعتباره مجرد (كلاف في اسطبل الغزاة) فعليه أن كان ينتمي للجنس البشري ولو كان في منزلة (العبيد) أن يخجل ويتواري ولا يهرول لمناصرة الجلاد على الضحايا..!
وعليه أن يدرك سوى كان أميرا أو ملكا ( معظما) ومتوجا بتيجان الذل والعار والمهانة أو من أصحاب الفخامة المسلوبة أن (حذا) سيدة فلسطينية أشرف وأطهر منه وأغلي من فخامته وسموه وجلالته..!
ومن تابع مواقف وشجاعة وبسالة وإرادة (أم أبراهيم النابلسي) سيدرك يقينا حقيقة ما قلته وما سوف اقوله ويقوله كل عربي حر تجاه بعض أنظمة (العهر والذل) وبعض حكامها الذين لا يرتقون مجتمعين بانظمتهم وبلدانهم وثرواتهم وخزائنهم وجيوشهم وأجهزتهم الأمنية والاستخبارية وكل مكوناتهم المادية والموضوعية إلى مستوى (حذأ) ام الشهيد (الثكلي) التي حملت ابنها في بطنها جنينا وحملت نعشه شهيدا وأطلقت زغاريدها وأجبرت من جاء لمواساتها من نساء فلسطين على إطلاق الزغاريد وكأنها في عرس أسطوري..!
إذا ما قيمة (نعاج) الأمة من حكام لا يملكون شرف الانتماء للأمة، حكام يلعنهم الله والملائكة والناس أجمعين، وتلعنهم الأمة ودماء الشهداء، ويلعنهم تراب فلسطين وحجارها واشجارها، بل وتلعنهم شعوبهم في قرارة نفوسها خوفا من بطشهم وطغيانهم، لأن أصحاب الفخامة والملوك والأمراء وكل حكام الخيبة والعار.. هم أبطال على شعوبهم المقهورة لكنهم مجرد خفافيش وجبناء حد النذالة، يعجزوا عن الدفاع عن (أعراضهم) وشرفهم المنتهك داخل غرف قصورهم العامرة بكل متطلبات العهر والفجور..؟!
أن فلسطين بما هي عليه اليوم ومن خلال شعبها المحتل والمحاصر الذي يعيش ملاحم القتل اليومي ويقدم بصورة يومية قرابين الشهداء، هذا الشعب سوف ينتصر قسرا وعنوة عن الاحتلال وكل من يقف داعما له ومساندا ومتامرا معه، سوف تتحرر فلسطين، غدا أو بعد غد ولن يبقى الاحتلال مهما طال الزمن فنهايته و زواله فعل حتمي واكيد، وحقيقة ثابته وراسخة كحقيقة الله سبحانه وتعالى وحقيقة السماء والأرض وحقيقة أنبائه ورسله وحقيقة التوراة والإنجيل والقرآن الكريم ومزامير داؤود وصحف إبراهيم وموسى.. وسيعود الأقصى وكل فلسطين من البحر إلى النهر، مهما توحش المحتل الصهيوني وقتل وسفك من الدماء ودمر وهدم المنازل على رؤوس سكانها واقتلع الأشجار وصادر الأراضي وبناء الجدران العازلة وشددا وحصن المعابر واحكم إغلاقها، فإن كل هذه الجرائم والأفعال الإجرامية لن تقف حائلا في طريق تحرير (شعب الجبارين) لأرضه ووطنه وإقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشريف مسرى رسولنا الكريم عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام، حيث أولى القبلتين وثالث الحرمين..!
(القدس) حيث (الأقصى) الذي نستعيض به عن (مكة) التي تنتهك (كرامتها) على يد نظام العهر والارتهان، وتدنسها الأقدام الهمجية التي حرم الله عليها دخول هذه المدينة المقدسة في عهد رسوله الكريم خاتم الأنبياء والمرسلين الذي طهرها من رجس الأصنام وادران المشركين، قبل أن يدور بناء وبها الزمن ليدنسها نظام عمل على تشويه كل قيمنا الإسلامية الحقة واستبدلها بتخاريف علماء الافك ودعاة الرذيلة والارتهان والتبعية قبل أن تدنسها الأقدام الهمجية وتصبح مدينة (مدنسة)، وان كانت الأقصى تدنسها أقدام الاحتلال ومع ذلك ما انفك أهلها وأبنائها من المقاومة ومواجهة الاحتلال على مدار الساعة ومنذ عقود، فإن مكة مدينة تدنسها أقدام الهمج برعاية نظام دنس كل قيمنا الإسلامية، ومع ذلك فالله ليس غافلا عما يعمل الظالمون، وان نهاية الطغاة أتية لاريب فيها ولو كانت الدنياء ومفاتنها دامت لفرعون وهامان وقارون والكثير من الطغاة فأنها قطعا ستدوم لعلوج هذا الزمان وكهنته وشذاذ الآفاق الذين يتحكمون بمصير الأمة وشعوبها وقضاياها العادلة..
فصبرا فلسطين.. وصبرا يا شعب فلسطين، فأنتم ومعكم بقايا أحرار الأمة سترثون الأرض ومن عليها،(وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون).. (يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار) صدق الله العظيم. |