ريمان برس - خاص -
كثيرة هي الوقائع التي جسدت وتجسد الظلم الذي حاق بالراسمالية التعزية وبصور متفاوته، لكن أسواء المظالم تلك التي تعرض لها المناضل عبد الغني مطهر، ورجل الأعمال امين قاسم محمد سلطان الشميري (الأمين) ورجل الأعمال (محمد قائد الشبحة) ورجل الأعمال حسين السفاري، وهناك مظالم كثيرة طالت غالبية رموز الرأسمالية التعزية لكن ما حاق بهؤلاء المذكورين كان ظلم يفوق قدرة العقل على تحمله، فيما الطرق المتبعة لظرب هذه الرموز كانت طرق (شيطانية) بأمتياز..؟!
وهي ذات الطريقة التي اعتمدت لتصفية الرموز المشائخية والوجاهية في تعز، والتي لا تختلف عن الطريقة التي تم التخلص فيها من رموز تعز السياسية والعسكرية الذين لعبوا دورا محوريا في انتصار ثورة سبتمبر وأكتوبر والدفاع عنها..
وفي مسلسلات الاستهداف هذه استعان صناع القرار ببعض الوجوه والرموز المحسوبة على تعز وأتخذو منهم جسورا ليعبروا عليهم إلى حيث يرغبون..!!
فالمناضل عبد الغني مطهر المظلوم حيا وميتا دفع ثمنا غاليا لانتمائه الوطني ولدعمه للثورة والجمهورية، ورغم أن الثورة حين قامت برئاسة( المشير السلال) سعت لتكريم قطاع الرأسمالية الوطنية ممثلين برجال أعمال تعز فاختارت المناضلين عبد الغني مطهر والحاج على محمد سعيد ليكونوا أعضاء في مجلس القيادة ووزراء في حكومة الثورة، إلا أن هذا التكريم انتهى بالانقلاب على( المشير السلال) الذي أدى إلى اعتقال المناضل عبد الغني مطهر وايداعه (سجن الرادع) وتعريضه لكل صنوف التعذيب دون مبرر أو دافع لمثل ذلك السلوك إلا لكون الرجل وطني صادق وجمهوري أصيل فجاء اعتقاله وتعذيبه واهانته وكأنه انتقاما من الرجل على ثوريته وطنيته ودوره في الإعداد للثورة ونجاحها ، والمؤسف أن هذا المناضل رحل عن دنيانا مقهورا ولم يرد له اعتباره، مع ان الرجل كان أكبر بدوره ومواقفه من كل الذين عملوا على تهميشه وحتى حين حاول النظام السابق تلميع نفسه ومواقفه والتباهي بانفتاحه ورد الاعتبار لبعض رموز الثورة والجمهورية بعد أن ضمن أن لا خطر منهم ولا رغبة لديهم في ممارسة أي أنشطة سياسية، ومع ذلك حتى هذه الخطوة الدعائية لم تطال المناضل عبد الغني مطهر الذي عاد للوطن بعد قيام الوحدة مثله مثل بقية رموز الثورة أمثال المشير السلال والقاضي عبد الرحمن الإرياني، وقد استقر المناضل عبد الغني مطهر في مدينة تعز حتى رحل إلى جوار ربه راضيا بدوره الوطني وهو من سيظل أسمه مدون في ذاكرة التاريخ كا أكبر وأعظم من ناضل في سبيل الثورة والجمهورية، الذي وان تجاهله صناع القرار يكفيه فخرا أن التاريخ سطر اسمه في اسفاره بحروف من نور وسيبقى دوره حاضرا في ذاكرة الاجيال تتناقله كابرا عن كابر..
في كتابه (يوم ولد اليمن مجده) قال المناضل عبد الغني مطهر بين سطور ذلك الكتاب ما يكفي لفضح اباطيل ودحض مجلدات التظليل التي تم تسويقها من قبل البعض، وبوطنية عالية وسلوك راقي سطر الرجل عباراته التي تسقط أقنعة الزيف، وبحروف التواضع دوّن ما يكفي لكشف مزاعم المزورين للتاريخ والأحداث وإبطاله، فجسد من خلال حروف ذلك الكتاب أخلاقيات نضالية مفعمة بالقيم المثالية والمصداقية مؤكدا أن كتابه ذاك لم يأتي ردا على أحدا بل توضيحا لمواقف و( عتاب) لمن لديهم بقايا قيم آملاً منهم مراجعة مواقفهم والكف عن تظليل عقول وذاكرة الاجيال بالاكاذيب..؟
وقد حملت مقدمة الكتاب ما يلي ( لم يخطر ببالي يوما أن اخط سطرا من تاريخ النهضة الوطنية اليمنية التي قامت على أكتاف فريق من أبناء اليمن الأحرار الذين رفعوا راية الكفاح والنضال ليستخلصوا حرية شعبهم وكرامته من بين براثن أعتى نظام حكم استبدادي كهنوتي فرض على شعب من الشعوب على مر العصور، ولم يخطر ذلك ببالي رغم أنني عايشت التطورات الواقعية والنضالية لتلك النهضة المباركة منذ منتصف الأربعينيات، وكان لي الشرف ان أسهم بما استطعت من جهد وطاقة في مراحل نضالها وتطورها حتى اينعت في النهاية ثمرتها الطيبة وجاءت بوليدها الشرعي ثورة 26 سبتمبر 1962 م تشرفت بعضوية مجلس قيادتها ووقع على الاختيار لأكون عضوا بمجلس الرئاسة ووزيرا من وزراء تلك الثورة الخالدة) ويضيف المناضل عبد الغني مطهر في مقدمة كتابه قائلا (والواقع انه لم يكن هناك ثمة ما يدعوني إلى تدوين ما أعلمه عن أحداث تلك الحقبة الفريدة من تاريخ الوطن بخيرها وشرها، اولا لأنه لم يكن يعنيني سوى أن أحوز رضاء ربي متمثلا قوله سبحانه تعالى (وقل اعملوا فسير الله عملكم ورسوله) وثانيا لأنني كنت على اعتقاد من أن المتخصصين في كتابة تاريخ اليمن سوف يسجلون أحداث تلك الحقبة بكل الأمانة والصدق إحتراما منهم لحرمة التاريخ وقدسيته باعتباره المرآة الصادقة التي يرى فيها أبناء الجيل الحالي والأجيال المستقبلية ماضي أمتهم على حقيقته، فيكون هذا الماضي نبراسا لهم يهتدون بهديه وهم يشقون طريقهم نحو المستقبل)
ثم يضيف قائلا (فلما طالعت ما كتبه بعض الإخوة اليمنيين حول تلك الحقبة من تاريخ شعبنا آلمني حقا أن تكون تلك الكتابات قد تعرضت لذكر بعض الحقائق واغفلت العديد منها سهوا أو عمدا، وان هذا الاغفال قد طمس الكثير من الحقائق فشوه بذلك معالم المسيرة النضالية) في هذه الكلمات التي اقتبستها من مقدمة الكتاب ما يكفي للاستدلال لتأكيد ما ذهبنا إليه من القول مسبقا. _ولنا وقفة مفصلة مع محتوى الكتاب في تناولات قادمة مخصصة بإذن الله _.
فيما المناضل على محمد سعيد ابتعد كليا عن أي أنشطة سياسية بعد انقلاب نوفمبر 1967 م ورفض تولى اي منصب سياسي وانهمك في عمله التجاري متجنبا العمل السياسي في هذه البلاد؛ مكتفيا بتقديم خدماته لوطنه بطريقته وبعيدا عن النشاط السياسي المباشر وان كان لا يتردد من حين لآخر في لعب دور الوسيط ولما يخدم أمن واستقرار الوطن والمواطن ومع ذلك لم يسلم من ابتزاز السلطة ورموزها يوما..!
وخلال الفترة الممتدة من عام 1967 م وحتى اليوم اختفت الكثير من الأسماء التجارية التعزية وانهارت إمبراطوريات رأسمالية، تعزية على خلفية مؤامرات شيطانية مركبة، بذات القدر انتهت عن طريق التصفيات والاغتيالات والعزل الكثير من الرموز السياسية والنضالية التعزية وكذا الرموز المشائخية والوجاهية التي تم تصفيتها، بالمقابل تم تأسيس رموز ونخب تعزية بديلة كانت للأسف مجرد أدوات عملت ونشطت في خدمة صناع القرار الذين عملوا على إنشاء نخب تعزية متعددة الأغراض تخدم مشروعهم وتنفذ مخططهم حدث في قطاع الرأسمالية كما حدث في الأوساط النخبوية والوجاهية التعزية.. فحدث على إثر ذلك ما يشبه الانفصام في الوسط الاجتماعي التعزي لنجد أنفسنا أمام جيلين من أبناء تعز يعاني من حالة قلق وعدم الثقة في كل الرموز الحديثة التي تم تنصيبها داخل المحافظة وممثلة لها، نخب لم تستلهم بدورها احلام وتطلعات أبناء المحافظة وراحت تبحث عن ذاتها ومصالحها الخاصة فيما أبناء المحافظة راحوا بدورهم يفقدون ثقتهم بهذه الرموز ويبحثون عن ذاتهم وهويتهم في اتجاهات شتى وكلا على طريقته والسبب فقدان هذه المحافظة لمرجعياتها الكارزمية التي كانت بما لها من حضور وتأثير تجمع الكل حولها وتحرص على مصالحهم ومتنكرة لكل مصالحها الخاصة.
يتبع
[email protected]