الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
في أوائل ثمانينيات القرن الماضي تم ابتكار وسيلة للاثراء السريع تمثلت بقرار منع استيراد المواد الاستراتيجية وخاصة الخشب والحديد والأسمنت، وبعض الحاجيات الأخرى، وحرم تجار هذه المواد من حق الحصول

السبت, 10-ديسمبر-2022
ريمان برس -خاص -

في أوائل ثمانينيات القرن الماضي تم ابتكار وسيلة للاثراء السريع تمثلت بقرار منع استيراد المواد الاستراتيجية وخاصة الخشب والحديد والأسمنت، وبعض الحاجيات الأخرى، وحرم تجار هذه المواد من حق الحصول على تراخيص استيراد، لكن تفنن النظام بمنح مكارمه وتمثلت عطاياه لوجهاء ورموز (القبيلة) وكبار القادة المدنين والعسكريين والشخصيات الاجتماعية المقربة من النظام، بأن كانت مكارم النظام تتمثل بمنح هذا المقرب أو ذاك (أمرا رئاسيا يتضمن السماح لحامله باستيراد مئات الأطنان من الحديد أو الخشب أو الأسمنت) فيما حامل الأمر لا يملك في جيبه أجرة تاكسي لكن الأمر الذي يحمله يحوله بقدرة قادر إلى واحد من الأثرياء، فيذهب مباشرة بذلك الأمر إلى أحد تجار الحديد والاخشاب والأسمنت، ويبيعه ورقة وبعض هذه الأوراق تصل قيمتها لعشرات الملايين من الريالات، ليتحول البائع إلى واحدا من الأثرياء بلمح البصر وصاحب ثروة تنحاوز ثروة مغترب قضى نصف قرن في بلدان الاغتراب..؟!
وهكذا وعبر هذه الطريقة وطريقة الحدود البرية والبحرية المفتوحة للتهريب ومنتجات تصل للأسواق وتباع بدون جمارك ولا ضرائب ومستوردين ليس لهم هوية ولا عنوان ولا سجل ضريبي وينافسون بمستورداتهم المهربة الصناعة المحلية التي يتكبد أصحابها رسوم الجمارك والضرائب ورواتب عمال وموظفين دون أن يجدوا من يحميهم ويحمي منتجاتهم بل يتعرضون لكل أشكال الابتزاز والاستهداف.. يحدث هذا مع سياسة افتعال الأزمات والقضايا للرموز الرأسمالية وخاصة أولئك الذين لم يحصنوا مؤسساتهم التجارية أو من يقعون في أخطاء تجارية غالبا ما كانت تحل على حساب وجودهم وأنشطتهم..
أمين قاسم محمد سلطان الشميري (الأمين) الذي بدأ والده في التجارة بمستعمرة عدن وبعض دول القرن الأفريقي ليأتي هو ويكمل مسيرة والده، هذا الرجل شق الطرقات وبناء المدارس ورعي طلاب ومكنهم من مواصلة تعليمهم حتى تخرجوا من الجامعات وشيد المساجد واهدي المشافي اطقما من سيارات (اللاندروفر) التي كان وكيلها في اليمن، رجل عرفته شوارع وازقة عدن بكرمه وتواضعه وحبه لعمل الخير ومساعدة المحتاجين كما  عرفته تعز وصنعاء والحديدة وبقية محافظات اليمن، ولقب بعدة ألقاب من قبل البسطاء من أبناء الشعب.. هل تعرفون كيف تم استدراج الرجل؟
كان الأمين صديقا شخصيا ومقربا جدا من كل من الاستاذ محمد سالم باسندوه، وعبد الله الاصنج، وحين حدثت حكاية الاصنج مع النظام واتهم بالخيانة اتجهت أنظار النظام نحو (الأمين) ليبدأ مسلسل الاستهداف الممنهج، وحين تم مصادرة غالبية الشركات التي كان الأمين وكيلا لها في اليمن بقت شركة سيارات اللاندروفر البريطانية التي حاولت في البداية رفض عرض منافسين وكيلها وتمسكت بوكالته فسافر فخامة الرئيس صالح إلى لندن وزار خصيصا مصنع سيارات اللاندروفر ونقل تلفزيون صنعاء لأكثر من عشرين دقيقة تفاصيل جولته داخل المصنع البريطاني ولم يعود لصنعاء إلا وقد الوكالة انتقلت لصاحبها الجديد..؟!
قد يقول قائل أن (الكاتب) مسكون بنظرية المؤامرة ومعه حق، إذ أن ثمة قضايا تبدو وكأن (الشيطان) هو من نسج تفاصيلها ولكن للأسف الشيطان برئ منها وقد يكون عاجزا عن الإتيان بمثلها وجعلها تبدوا طبيعية ومنطقية ومبررة..؟!
نموذج آخر للتدليل وحسب عام 1994 م تم إلقاء القبض على وكيل شركة (سامسونج _الزبيدي.. الضالعي) بتهمة الأنتماء (لحركة موج التي أسسها الاستاذ عبد الرحمن الجفري) أودع الرجل في( معتقل الأمن السياسي) في عدن ورافق ذلك صخبا إعلاميا عن تورط الرجل مع (حركة موج) وان ثمة تسجيلات صوتيه له أجراها مع قيادات الحركة في الخارج وان ثمة (شيكات) صدرت عنه وتحت توقيعه لأعضاء في الحركة، كان هذا الظاهر في القضية، إما جوهر القضية وحقيقتها كانت متصلة بالشركة التي يتمتع الرجل بوكالتها في اليمن، وبعد قرابة عام من الصخب والضجيج الإعلامي والأمني تم الإفراج عن الرجل وبعدة فترة غير طويلة تم الإعلان بالصحف الرسمية عن إعادة تشكيل مجلس إدارة الشركة بحيث أصبح (الرويشان رئيسا لمجلس الإدارة والزبيدي نائبا له)..؟!
تماما كما عاد الاستاذ عبد الرحمن الجفري ليجدد تحالفه مع النظام عام 2006 م عبر خطابه الشهير الذي ألقاه في ملعب الحبيشي بعدن بمناسبة الحملة الانتخابية للرئيس (صالح)..؟! اعترف يؤمها اني تفاجأت واستمرت على مقعدي حين اذاع مقدم الحفل باسم الجفري الذي ألقى خطابا بارك فيه الانتخابات وايد مسيرة الرئيس وأشادا بمناقبه فيما هناك مئات من أبناء الشعب الذين دفعوا ثمن علاقتهم مع الرجل وطاردتهم أجهزة الأمن في كل أزقة وشوارع واحيا الجمهورية، وقد تم تجاهل كل هذا بلحظات وكأن لا قيمة لكل معاناة الضحايا ..؟!
وأثناء صعودنا الطائرة الرئاسية في مطار عدن تفاجأت بالاستاذ عبد الرحمن الجفري واقفا أمام الرئيس وما أن قربت منهما متجها لمقعدي حتى اخذ يعاتبني ويشكونا للرئيس ويقول لم ازعل من كل الذين تناولوني بكتاباتهم كما زعلت من الأخ طه العامري فاعتذرت له بكل مشاعر الود وقلت له المسامح كريم وانت  الاستاذ والكبير ونحن تلاميذ وفي قرارة نفسي كنت (العن السياسة) واساليبها القذرة وخياراتها الغير مامونة وخاصة في واقع كواقعنا اليمني، الذي يصعب فيه إستشراف النوايا أو تشخيص مسار الأحداث، واعترف اني ندمت كثيرا على مواقفي ضد الرجل الذي مهما كان الخلاف معه لكنه يبقى وفيا وصادقا وحافظا للمعروف وذو خلق ومثقف موسوعي وصاحب رؤية تحترم نتفق أو نختلف معها، وفي كل الأحوال يبقى أكثر نبلا من أولئك الذين حملنا لواء الدفاع عنهم، وان كان دفاعنا لا يتعلق بهم كاشخاص بل لمواقعهم وفي سبيل ازاحتهم بطرق سلمية لأن  سياسة الإكراه معهم تدفعهم للاقتداء بخيار (شمشون) وهذا ما كنا نحاول تجنبه ولكنه حدث، لأن حصاد الحمقى رماد..؟!
يتبع
[email protected]

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)