ريمان برس - خاص -
تعددت طرق استهداف القطاع الرأسمالي الوطني بصورة عامة والراسمالية التعزية بصورة خاصة وفق منهج تامري استلابي (طائفي ومذهبي) رغم التنازلات التي قدمتها الترويكا الرأسمالية في محاولة منها لمهادنة النظام ورغم هذا التوجه الذي اتجهته بعض الرموز الرأسمالية بهدف إيجاد نقطة اتفاق وتوافق بينها وبين رموز النظام إلا أن هذه المبادرة لم تأتي ثمارها بل منحت رموز الترويكا السلطوية مبررات وذرائع لاختراق هذه الرموز والعبث بقدراتها وامكانياتها على طريقة التخلص منها والاستحواذ على أنشطتها بذرائع متعددة، بدءا من اختراق مكوناتها الأسرية وتشجيع طرف ضد آخر مستغلين غباء بعض الأبناء ودق آسفين فيما بينهم وزرع بؤر وأسباب الخلافات بين أبناء هذا الرأسمالي أو ذاك ودفعهم للتقاضي واحتدام الخصومات فيما بينهم بما يؤدي لتعطيل أنشطة آبائهم المؤسسين لتؤول كل الأنشطة التي كانت لهم لآخرين، وهكذا ذهبت اغلب المسميات الرأسمالية ضحية النزاعات الذاتية وخلافات الورثة الذين لم يقدروا جهود وتضحيات آبائهم، فارتبطوا بعلاقات مشبوهة مع بعض رموز السلطة الذين بدورهم عملوا على تشجيع طرف ضد طرف وأخ ضد أخيه، أو كما حدث قبل أسابيع قليلة حين قام نجل رجل الأعمال أحمد عبد الله الشيباني باستغلال مرض والده وسفره للعلاج خارج الوطن بعد أن كلف نجله الأكبر بإدارة أعماله ولم يتردد النحل الأكبر هذا وبحماية أطقم عسكرية وبالتأكيد بدعم وتشجيع من شخصيات نافذة في اقتحام شركات ومصانع والده والتمرد عليه، هذا السلوك طال الكثيرين من رجال الأعمال بعد وفاتهم حيث انقلب الاولاد على بعضهم ويصعب تبرئة النافذين من التورط في مثل هذه الظواهر، بل بصورة أو بأخرى تجدهم مرتبطين ارتباطا مباشرا في هذه القضايا باعتباره الطريقة المعتمدة منذ عقود..؟!
ربما ما تميزت به قضية الحاج أحمد عبد الله الشيباني انها حدثت بحياة المؤسس _الأب _ولم ينتظر المتأمرين وفي مقدمتهم نجله وفاة الوالد المؤسس ليقوم بما قام به وهذا يعد فعل متطور وغير مسبوق..؟!
واللافت أن ظاهرة استهداف واحتوي الرأسمالية الوطنية بصورة عامة والتعزية بصورة خاصة تمت وتتم عبر وسيلة اختراق المكونات والأسر الراسمالية من الداخل ليبدو الأمر وكأنه خلاف بين الورثة فيما الحقيقة أن لكل قضية أيادي شيطانية تحرك خيوطها من بعيد..؟!
ورغم أن بعض المكونات الرأسمالية التعزية حاولت إيجاد تقارب مع رموز السلطة والرموز القبلية عبر الارتباط الأسرى والمصاهرة إلا أن هذه الخطوة لم تنجح في حماية أصحابها من الاستهداف والابتزاز..؟!
خاصة في ظل نظام استباح قدرات الدولة والوطن واستحوذا عليها ومن ثم راح يسخرها لإحكام سيطرته، ويمكن القول إن النظام السياسي في بلادنا تميزا بسلوكيات لم يتميز بها ولم يقدم عليها أسواء الأنظمة القمعية والديكتاتورية في اسياء وأفريقيا، بل لم نجد على وجه الأرض نظاما شغل رموزه المناصب السيادية السياسية والعسكرية والأمنية، وعززوها بالعمل التجاري والاستثماري بطريقة ليس لها وجود أو مثيل ولا يمكن حدوثها إلا في اليمن..؟!
هناء حيث تمارس الإباحية الاقتصادية ببشاعة حد الوقاحة والفجور..؟!
أباحية يصعب وصفها بأنها حالة استثنائية عابرة بل ثقافة مؤصلة وسلوك يستوطن كل قادم للسلطة من الترويكا القبلية التي ترى الوطن ملكية خاصة وترى نفسها هي الأحق بالوطن والمواطنة، وما دونها مجرد (شقاة) واللافت أن كل من يحاول التماشي مع هذه الترويكا ينتهي به المطاف نهاية كارثية لا تختلف عن نهاية أولئك الذين تصدوا لمخطط هذه الترويكا ورفضوا فكرة الانصياع والتسليم لها..؟!
إذ أن المتحالفين مع النظام ورموزه ضحوا بمصالحهم دون أن يحققوا مكسبا يذكر، ولم يكن بالتالي مصيرهم أكثر حظا من أولئك الذين تصدوا وبشجاعة لمخطط النظام الذين وان قدر لهم أن يخسروا فقد خسروا بشرف وكرامة، بعكس أقرانهم الذين استسلموا لرغبات النظام فكان أن خسروا كل شيء حتى كرامتهم..!!
والشواهد كثيرة على هذا وسوف نتناولها في حلقات قادمة _بإذن الله تعالى _.
لكن ومن باب الاستدلال فقط ساورد حكاية من حكاية الابتزاز التي كان يمارسها النظام، حيث جاء احد رجال الأعمال من أبناء حضرموت إلى العاصمة في زيارة عمل استثماري، فاستظافه الرئيس السابق في (جلسة مقيل بديوانه) وعن طريق الصدفة اتصل رجل أعمال آخر من خارج الوطن بزميله رجل الأعمال الذي أبلغه انه (مقيل في ديوان الرئيس) فطلب فخامته الهاتف وحدث المتصل ليسأله مباشرة بقوله (ها يا شيخ بكم سوف تتبرع للجامع مؤكدا أن ضيفه تبرع بمائتين مليون وانت عليك مثلها فبهت والتجم الاثنان وقبل المتصل ووعد الرئيس بإرسال المبلغ فورا ولم يجد ضيف فخامته الا القبول بالأمر والدفع) وفعلا تمت الصفقة ليغادر المستثمر المأمول العاصمة في اليوم التالي دون عودة ويبطل الآخر التفكير بالاستثمار باليمن لتصبح هذه الحكاية أكثر انتشارا في الوسط الرأسمالي من حكاية (الدودحية)..؟!
يتبع |