ريمان برس - خاص -
عندما تكون فكرة الثورة او القيام بثورة ليست نابعة من اوساط الجماهير ومن قلب معانات الشعوب وبدون اهداف ولا مشروع وطني جامع يوحد ولايفرق ،يرسخ الترابط في النسيج الإجتماعي ولا يُمزق ويُقسم،يقرب ولا يُباعد،يلتف حوله الشعب ولايُنفر. حتماً مصيرها الفشل اولاً ومن ثما تدمير الأوطان وإستباحة كل المحرمات بحق الشعوب. وهي نتيجة طبيعية لان فكرة الثورة مُستوردة وهنا لا اقصد بالمستوردة اخذ التجارب الناجحة في البلدان الأخرىٰ والإستفادة من الثورات الناجحة فيها.وانما اقصد عندما تكون فكرة الثورة جاءت بإملاءات وبطلب من الخارج لتكون جزء من لُعبة مصالح لدول كُبرىٰ تسعى للهيمنة على المنطقة او على البلدان التي تلقىٰ مسوليها او معارضيها الأوامر لعمل ثورة من الدول الكبرى .هنا تكون المصلحة من قيام هذه الثورة في خدمة الدول التي اعطت الأوامر لتحقيق اهدافها وخدمةً لمصالحها وليس في مصلحة البلد المقصود ولا في خدمة شعبه ومستقبل ابناءه. ما اقوله ليس من باب الفلسفة وتواهان للقارئ العزيز.بل اتحدث عن وقائع تاريخية في تاريخ الأمة العربية كانت ومازالت اقرب للكارثة والضياع والدمار منه الى البناء والتنمية ومستقبل افضل لها.وهناك ادلة وبراهين تثبت صحة ما اقول منها.
ولنبدأ من الثورة (العربية) الكبرىٰ
والتي كانت ثورة مسلحة ضد الدولة العثمانية والتي بدأت في الحجاز حينما اطلق(الشريف الحسين بن علي) طلقة واحدة من بندقيته في 10يونيو1916م في مكة المكرمة وامتدت هذه الثورة من الحجاز الى بلاد الشام والعراق .
السؤال الذي يفرض نفسه هو هل كانت الثورة العربية الكبرى الذي اطلقها الشريف حسين هي نابعة من معانات الشعوب العربية والظلم الذي مارسه الاتراك ضدها من مصادرة املاكهم وقطع ارزاقهم وسياستهم القمعية ضد العرب ؟ ام هي املاءات واوامر من الحلفاء للشريف حسين؟
الجواب بكل بساطة لم تكون ثورة شعوب عربية نابعة من قلب المُعاناة بل كانت اوامر واملاءات من الحلفاء في الحرب العالمية الاولى وتحديداً من بريطانية وفرنسا .فكانت هذه الثورة جزء من الحرب العالمية الاولى ضد العثمانيين لخدمة مصالح الحلفاء وليس من اجل خدمة مصالح الشعوب العربية .وهذا لايعني اني ضد اخراج الاحتلال التركي من الدول العربية ولكني ضد استغلال هذا الإحتلال وإستغلال سياسته القمعية ضد الشعوب العربية وضد استغلال معاناتها لخدمة محتل او محتلين اخرين. نفذ الشريف حسين بن علي هذه المهمة بمقابل وعود قدمها الإنجليز والفرنسيين له طلعت فيما بعد وعود كاذبة ومُخادعة .ومن هذه الوعود التي قدمها الانجليز والفرنسيين للشريف حسين انه سيكون حاكم او ملك لدولة عربية واحدة تمتد من شبه الجزيرة العربية الى بلاد الشام والعراق.
وتبخرت هذه الوعود بعد إنتهاء الحرب العالمية الاولىٰ ونكث الفرنسيين والإنجليز بالوعد بإقامة دولة عربية واحدة.وهذا يقودنا الى سؤال اخر ماذا كانت نتيجة الثورة العربية الكبرىٰ؟
يتبع |