ريمان برس - خاص -

جوابي على السؤال الذي طرحته نهاية المقال السابق عن نتائج الثورة العربية الكبرى استسمح القارئ العزيز ليكون الجواب  بالعودة قليلاً الى الوراء وإعطئ لمحة تاريخية مختصرة عن الإستراتيجية الصهيو غربية في منطقة الجزيرة العربية وفي ثنايا هذه المحة التاريخية سيجدون الجواب.  يقول( غريفوري بوندايفسكي)في كتابة الصادر عام1981موسكو  بعنوان (الخليج العربي بين الإمبرالية والطامعين في الزعامة)صفحة 124.وعن لسان (الصهيوني تيودور هرتزل)الذي قال ان مايلزمنا ليس الجزيرة العربية الموحدة وانما الجزيرة العربية الضعيفة المشتتة المقسمة الى عديد من الإمارات الصغيرة الواقعة تحت سيادتنا والمحرومة من امكانية الاتحاد ضدنا.)انتهى الإقتباس.
لقد كان إعلان تيودور هرتزل للإستراتيجية الصهيونية تجاه الجزيرة العربية في مطلع العام1904م اي قبل 12سنة تقريباً من اعلان قيام الثورة العربية الكبرىٰ في عام1916م. هذا يعني انه ليست هناك استراتيجية غربية واخرىٰ صهيونية تجاة الجزيرة العربية فكلاهما شطران لإستراتيجية واحدة متكاملة والفروقات ان وجدت لاتخرج عن اطار الخطوط التكتيكية وجميعهم سعوا الى تحقيق اهدافهم ومصالحهم.ومن ضمنها الإستفادة من كافة المخططات الغربية وسياساتهم التي كانت تسمح بضمان إقامة دولة الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة والقضاء على كل من يقف في سبيل مشروعهم بمختلف الوسائل والسبل..ومن هذا المنظار يجب النظر الى اتفاقية (فيصل_وايزمان) التي وقعت في12يناير عام1919م والتي جاءات فيمابعد كثمرة او نتيجة من نتائج الثورة العربية الكبرىٰ.
ايضاً قبل اطلاق الشريف حسين رصاصته الاولى بشهور تم التوقيع على اتفاقية بين فرنسا وبريطانيا لتقاسم النفوذ والهيمنة على العالم بين وزيري خارجية البلدين والتي عُرفت باتفاقية( سايكس بيكو) في 13يناير إن لم تخونني ذاكرتي من العام1916م .
ما اود قوله من خلال هذه المحة التاريخية هو لم تكون الثورة العربية الكبرىٰ فقط جزء من الحرب العالمية الاولى بل كانت مُرتبطة بمخططات ومؤامرات ودسائيس تم الإعداد لها مُسبقاً من قبل الصهاينة والإستعمار الفرنسي الإنجليزي.وتم خداع الشريف حسين بن علي بإزاحة الاحتلال العثماني من الحجاز والجزيرة العريية بإعلان الثورة المسلحة ضد الأتراك مقابل وعود قدموها للشريف حسين انه سيكون ملك على كامل الجزيرة العربية والشام والعراق ويخضع له الجميع تحت راية دولة عربية واحدة يحكمها الهاشميون .هكذا اغروه لكي يحارب الاتراك ويزيحهم من من طريقهم .والحقيقة كانوا يضمرون له شراً ويسيرون وفق خطة وضعها تيودور هرتزل ووفق استراتيجية صهيو غربية استعمارية أُعدت سلفاً.
حشد الشريف حسين جيشاً عرمرماً يرفعون علم الثورة العربية الكبرى بعد اتفاق او ميثاق دمشق بين الحسين _مكماهون التي استندت على خلع طاعة الدولة العثمانية وإقامة دولة عربية موحدة او اتحاد دول الجزيرة العربية عدا مناطق تسيطر عليها فرنسا في سوريا ومناطق تسيطر عليها بريطانيا في العراق. تمكنت الثورة بقيادة فيصل نجل الحسين تحقيق انتصارات على الاتراك  وصولاً  الى تخوم الشام وانسحاب الاتراك من دمشق. ومن هنا بدأت النتيجة الثانية  والتي تمثلت بعداء الفرنسيين للملك فيصل الذي توج ملكاّ على العراق  وتمكن اخوه الاميرةعبدالله  من انتزاع تاج الأردن .
ومن نتائج الثورة العربية  ايضاً صدور وعد بلفور في 2نوفمبر 1917م.
وكما اسلفت كانت النتيجة الاكبر لثورة العرب الكبرى اتفاقية فيصل_وايزمان في12يناير1919 والتي تم بموجبها  تحديد الحدود لدولة الكيان الصهيوني المُفترضة الغاصب لفلسطين  مقابل تقديم دعم من الحركة الصهيونية للملك فيصل لإقامة مملكة عربية قوية ومزدهرة بالإعتماد على العلاقات العرقية بين اليهود والحجاز  بالإضافة الى عدد من البنود بهذه الاتفاقية.بمعني بيع فلسطين لليهود وهي نتيجة من نتائج الثورة العربية الكبرى.
بعدها جاءات النتيجة الأخيرة  من نتائج الثورة العربية الكبرى  وتمثلت بالتخلص وزوال مُلك ووملكة حسين الشريف بمؤامرة ممن امروه بقيام بثورة ضد الأتراك بالتعاون مع عبدالعزيز بن عبدالرحمن ال سعود عام 1926م .
وهكذا تخلص البريطانين والفرنسين من حليف قديم ادىٰ المهمة الموكلة له على اكمل وجه لياتوا بحليف جديد وهو ال سعود.
وهذه نتيجة  طبيعية لثورة جاءت بطلب من خارج الحدود العربية حقق المتأمرون بعضاً من مخططاتهم ومؤامراتهم والبدء بمخطط ومؤامرة جديدة ومع حليف جديد........
                يتبع