ريمان برس - خاص -

قبل الإجابة على السؤال الذي طرحته في نهاية العدد السابق وهو هل نجح الرئيس علي عبدالله صالح في إيجاد وخلق حالة من توازن في القوىٰ داخل اليمن ؟
قبل ان اجيب سأروي لكم قصة حدثت معي في إحدى الأيام كنت مسافر الى مديرية الحشاء بعد التوقيع على المبادرة الخليجية وبعد هيكلة الجيش. وركبنا السيارة بالفرزة بسناح محافظة الضالع وبدأ السائق بتشغيل السيارة وفجاءة رن هاتفه ورد على الإتصال وبعد برهة من الزمن استأذن من الركاب وقال لهم سنضطر نتأخر قليل لإنتظار شخص نازل من صنعاء وقده في نقيل الشيم بقعطبة بعض الركاب تذمر والبعض الأخر رحب انتظرنا وفجاءة وبعد وقت قصير اقترب من السيارة شخص عليه هيبة ووقار طويل القامة وشخصية له هيبه بكل ماتحمل الكلمة من معني يبدو انه في منتصف الاربعينات من عمره وكان بشوشاً لا تفارق الإبتسامة شفتيه. وكان يلبس جاكت عسكري ومعوز يوحي انه بالحرس الجمهوري. صعد السيارة بعد ان سلم واعتذر من الجميع على التأخير وجلس بجانبي .فدار بيني وبينه الحوار التالي.
قلت له من فين الأخ ؟
قال من منطقة حجر محافظة الضالع.
قلت له وماذا كنت تعمل في صنعاء وهناك فوضى ؟
قال انا ضابط بالحرس الجمهوري.
وبدأت ملامحه تتغير وغابت تلك الإبتسامة التي كانت تزين وجه وبدأ على وجه التهكم .
قلت له مالك تغيرت ملامحك وبان عليك الحزن الممزوج بالغضب.؟
اخذ يتنهد وبحسرة قال انتهىٰ كل شئ ورددها اكثر من مرة .
احد الركاب تدخل بالحديث وقال له وهذا الذي سعينا له بالساحات واسقطنا عفاش التفت اليه وقال له بل اسقطم اليمن واسقطم جيشها وكُنا قادرين على إعادة من في الساحات الى منازلهم خلال 24ساعة وسحق اي قوة عسكرية تقف امامنا خلال ثلاث ايام.وإعادة الوضع كما كان قبل 2011م.
ولكن مشكلتنا اننا تربينا وتدربنا على حب الوطن مشكلتنا ان ولاءنا كان لله ثم الوطن والشعب.
مشكلتنا اننا نصون دماء شعبنا ونحافظ على بلادنا.
ومشكلتهم انهم ليسوا دمويين.
مشكلتهم انهم لايريدون اراقة الدم اليمني .
مشكلتهم انهم يحبون اليمن.
مشكلتهم انهم يعرفون ان مايحدث هو مؤامرة خارجية لتدمير اليمن ويريدون منهم الإنجرار الى العنف والعنف المضاد وإحداث حرب اهلية باليمن فكانوا يتعاملون مع الأزمة بحكمة وحنكة وتروي ولا يريدون الوقوع في الفخ الذي نصبه اعداء اليمن واليمنيين.
قاطعته انا وقلت له
مشكلتكم وفهمناها
ولكن من تقصد انهم ليسوا دمويين ويحبون اليمن ولايريدون سفك دماء اليمنيين ولا يردون تدمير الوطن ويتعاملون بحكمة ودهاء مع الأزمة في اليمن .
قال الرئيس المشير علي عبدالله صالح ونجله العميد احمد علي.
قلت له هذه صفة حسنة وحب للوطن والشعب وخوف على مستقبل اليمن وليست مشكلة عند الرئيس ونجله .قال نعم نعم
واردف قائلاً قبل يومين اجتمع العميد احمد قائد الحرس بنا وقال لنا بالحرف الواحد انتم جيش الوطن ولاءكم لله ثم الوطن والشعب وليس للأفراد والأشخاص عملنا معاً في الحرس على غرس فيكم عقيدة حب الوطن والشعب وانتم من جميع محافظات ومدن وقرى الجمهورية اليمنية دون استثناء واليوم يريدون يفككون هذا الجيش اليوم يريدون هيكلة الحرس الجمهوري اليوم يريدون تشتيتكم وتمزيقكم ليس لشئ ولكن لان احمد علي عبد الله صالح هو قائدكم .وانا بدوري سوف اذهب الى الرئيس هادي بعد هذا الإجتماع واقول له اذا كنتم تريدون هيكلة الحرس وتقسيمة وتفكيكه لاني قائده .هذه هي استقالتي من قيادة الحرس الجمهوري وقال الضابط لي ورفع الأستقالة مكتوبة بورقة امامنا جميعاً واصل العميد احمد حديثه بالقول انه سيقول للرئيس هادي بأن يحافظ على الحرس الجمهوري فهو جيش الوطن و الشعب وليس جيش احمد وابيه..
وخرج من الإجتماع وعلى الفور ذهب لتقديم استقالته للرئيس هادي......
قال لي كنا نعلم علم اليقين نحن الضباط وصف الضباط والجنود والأفراد ان الهدف هو ليس تدمير الحرس الجمهوري بل ان هناك مخطط اكبر يهدف الى تدمير اليمن.
كان هذا الحوار الذي دار بيني وبين احد ضباط الحرس الجمهوري من محافظة الضالع مديرية حجر جمعتني به رحلة سفر الى مديرية الحشاء اواخر العام 2012تقريباً وتحديداً بعد هيكلة الحرس الجمهوري وتقديم العميد احمد علي استقالته لا اتذكر التاريخ بالضبط..........
يتبع