ريمان برس - خاص -
تعز تبحث عن الطرق الآمنة.. والناس في تعز تستجدي أصحاب القرار فتح الطرق.. والحقيقة أن تعز تحتاج فتح أكثر من طريق، فهي تحتاج فتح طريق سياسية تخرجها من الدوامة التي تعيشها وعلى مختلف المستويات، وتحتاج تفتح طريق الأمن والأمان، وتحتاج لفتح طريق العبور والتنقل التي تسهل مهمة تنقل الناس وحياتهم وتعيد لحمة الجغرافية التعزية، لأن بعودتها قطعا ستعود اللحمة الوطنية للجغرافية الوطنية برمتها..؟!
تعز شاء قدرها أن تكون إيقونة الأزمة وإيقونة الحل، وفي تعز يكمن الداء والدواء، ربما لما تعرضت له تعز من قهر وتهميش ومعاناة وتجاهل لدورها ومكانتها ورسالتها الوطنية، وتعز اعتادت أن تفتح الطرق لكل الحالمين والطامحين بالغد الأفضل، فهي فتحت طريق الثورة، وفتحت طريق الزعامات، وفتحت طريق الثقافة والفكر، وفتحت طريق التحضر والانطلاق نحو المستقبل، فتحت كل الطرق المؤدية للمستقبل حتى وجدت نفسها محاصرة ذاتيا عاجزة عن الحركة والتنقل، في حالة من ارتداد عكسي ساخر يصعب تفسيره بذات القدر يصعب تبريره..؟!
ماذا اوصل تعز إذا إلى هذه المرحلة الحضارية التي تجعل قضية الطرق غاية وهدف وخيار استراتيجي ومحور تجاذب وتنابز واستقطاب..؟!
كان حتى وقت قريب تهمة (قطع الطريق) تهمة مزرية لا يقوم بها إلا (متمرد وخارج على القانون)؟!
تأركست الأحداث وتداعياتها فغدت عملية (قطع الطرق) مهمة رسمية وذات دواعي أمنية وعسكرية..؟!
ذرائع يبرر بها أصحابها مخاوفهم من بعضهم ولانهم يسعون للتقرب من الناس فإن كل طرف يذهب لتوظيف الطرق وفقا لمصلحته ومن ثم يلقى على الآخر اللؤم في عدم التجاوب..!!
يذهب أحدهم بمبادرته لفتح (طريق الغرب،( فيذهب الآخر بدوره لفتح ( طريق الشرق) وتكون الحصيلة إبقاء كل الطرق مغلقة ومرهون فتحها، بفتح الطريق نحو عقول وقلوب الأطراف المعنية الذين تبقى كل الطرق مغلقة أن لم يفتحوا طريق نحو عقولهم وقلوبهم تمكنهم من استعادة الوعي الغائب ومن ثم التأمل لحاجة الناس المغلوبة التي تراهن على حكمة رموزها أو من فرضوا أنفسهم رموزا عليها..؟!
أن تعز وطرقها وكل الطرق الوطنية فتحها مرهون بتوفر إرادة أصحاب القرار، لكن إذا ظل التنابز وسيلة تستغله الأطراف المعنية فإن الحديث عن هذا الأمر يبقى فعل من ترف لا جدوى منه غير تراكم المزيد من الاحتقانات داخل النفوس المتعبة.
2 مارس 2024م |