الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
شكلت المدارس السياسية المختلفة خلال فترة حرجة من تاريخنا الوطني معامل لترسيخ وتكريس قيم وأخلاقيات _مثالية _أعطت العمل النضالي الوطني ألقاً وقدرة على الديمومة والتجذر في وجدان وذاكرة أعضاء ونشطاء هذه المدارس وأيضا في ذاكرة ووجدان الرأي العام الجمعي الذي بدوره شكل مخزونا رافدا للحركة الوطنية بالكوادر النضالية التي خاضت

الإثنين, 04-مارس-2024
ريمان برس - خاص -

شكلت المدارس السياسية المختلفة خلال فترة حرجة من تاريخنا الوطني معامل لترسيخ وتكريس قيم وأخلاقيات _مثالية _أعطت العمل النضالي الوطني ألقاً وقدرة على الديمومة والتجذر في وجدان وذاكرة أعضاء ونشطاء هذه المدارس وأيضا في ذاكرة ووجدان الرأي العام الجمعي الذي بدوره شكل مخزونا رافدا للحركة الوطنية بالكوادر النضالية التي خاضت معترك الحياة السياسية من أجل الانتصار لقضايا وطنية آمنوا بحتمية تحقيقها والانتصار لها من أجل الوطن والمواطن.
تعددت هذه المدارس السياسية والحزبية الوطنية التي حملت لواء التقدم والرقي والنهوض بالواقع نحو المستقبل، من هذه المدارس كانت المدرسة القومية بشقيها (الناصري) و (البعثي) وكان هناك المدرسة الأكثر إيثارا في الأنتماء لطبقة المقهورين والمسحوقين اجتماعيا والتي أطلقت عليهم (الطبقة البروليتاريا) أو بالأصح (طبقة العمال الفلاحين)..؟!
ونظرا لارتباط هذه المدرسة بالثورة الاشتراكية الكبرى وهي الثورة (البلشفية) التي قادها ( فلاديمير  أتش لينيين) فقد تميزا اتباع هذه المدرسة بعلاقة جمعية وبحالة من انصهار سلوكي وإيثار ذاتي استوطن وجدان اتباع هذه المدرسة لدرجة التوحد..؟
شخصيا انتميت منذ مرحلة المراهقة لمدرسة قومية هي المدرسة الناصرية وفيها تعلمت القيم والأخلاقيات والإيثار حد التضحية، وتعلمت الكثير من المكارم التي تجعل استعداد الفرد للتضحية من أجل الكل قضية محسومة وفعل لا يقبل الجدل والتردد..!
وتعلمت أن الفرد جزءا من الكل  وان الكل معنى بحالة الفرد في تناغم مثالي وأخلاقي، والحال كان لدي بقية المدارس كما اعتقدت، غير اني وجدت حالة من التنافر بين ماكان وما هوا كائن اليوم، تنافر صادم وفجوة عميقة بين قيم نضالية كانت وسلوكيات تمارس اليوم من قبل نخب تنمي لذات المدارس النضالية الوطنية التي كشف بعض رموزها سلوكيات وممارسات ومواقف يصعب تخيل حدوثها قبل عقدين ولا في تفكير أكثر العقول المتشائمة..؟!
ربما صدمني اليوم لقاء الصدفة غير المتوقعة التي جمعتني بالاستاذ والمناضل والمثقف الاجتماعي _محمد عبد الرحمن الجميل _ نعم قد لا يعرف الكثيرون من جيل اليوم من هو (الجميل)؟
لكن آخرون يعرفون جيدا هذا المناضل الوطني وتاريخه النضالي، كأحد كوادر _الحزب الاشتراكي إليمني _ منذ ما قبل اعلان الحزب بهذه التسمية، يوم كان اسمه لايزل (حزب حوشي) أو _حزب الوحدة الشعبية _ الجميل شخصية نضالية وطنية عرف السجون والزنازن والمعتقلات في ظل أنظمة التشطير، وبعد قيام حكومة الوحدة عام 1990م أسس (الجميل) صحيفة (المستقبل) التي كانت بمثابة رديفا لصحيفة (الثوري) الناطقة باسم _الحزب الاشتراكي اليمني، وكان الاستاذ _محمد عبد الرحمن الجميل _ هو صاحب امتياز صحيفة المستقبل ورئيس تحريرها كان الأخ علي الصراري..!
اليوم صدمني حال الاستاذ الجميل وما لحق به من غدر الزمان وغدر الرفاق ونكرانهم وتنكر هم لرفيق افني حياته في خدمة الحزب وفيا لاهدافه ملتزما بمبادئه رافضا التحول والتلون..
كنت برفقة الزميل المصور توفيق العبسي متوجها للقاء الفريق سلطان السامعي حين سمعنا رجل ينادي بصوت خافت يا (توفيق) ثم شاهدت زميلي يكاد يتسمر في مكانه، لكنه قاوم حالة استوطنته لحظتها فهرول نحو صاحب الصوت وانا اتابعه، مستغربا من تغير تقاسيم وجهه، هرول زميلي واحتضن الرجل الذي كان في حالة مرضية يرثى لها يستند على ( عكازه) ويتحرك بنصف  جسمه  الهزيل فيما النصف الأيسر من أعلى جسمه يكاد لا يعمل فيما يسحب قدمه اليسرى سحب وبصعوبة، وقف زميلي يسلم على من هتف بأسمه فيما راحت بدوري ابحث في تجاويف الذاكرة عن هوية رجل يقف امامي ليس غريبا وثمة شعور يستوطني إنني اعرف صاحب هذا الجسد المثخن بتداعيات الزمن وبغدره وغدر رفاق الرحلة والراحلة، وقبل أن أحصل على إجابة من ذاكرتي بادرني الزميل توفيق العبسي قائلا : طه  هذا الاستاذ محمد عبد الرحمن الجميل، ثم وجه كلامه للأستاذ هذا طه العامري أكيد تعرفوا بعض.. كدت لحظتها أن اصعق من هول الصدمة، هل هذا معقول..؟!
طبعا علاقتي بالاستاذ الجميل تعود لعام 1992م حين كنت اكتب ب(صحيفة المستقبل) التي كان يصدرها ومسؤلا عنها، لكن ماذا حدث حتى أرى هذا الرفيق بهذا الحال..؟
رد بقوله انه تعرض (لثلاث جلطات) أدت به إلى هذا الحال..!
تحدث بصوت متهدج، فيما اقسم برب السماوات والأرض إن عيوني امتلاءات بالدموع، يا إلاهي،ماذا جرى في هذه الدنياء؟!
لم أتمكن من سؤال الرجل عن أي شي بل كنت مستمعا والزميل توفيق العبسي رفيق الرجل هم من يتسائل وعرفت ان أحدا لم بكلف نفسه ولو مجرد الاتصال بالرجل لا من قادة الحزب ولا من الكوادر باستثناء الرفاق الذين حالهم لا يختلف عن حاله، ساله عن (الصراري) رفيق رحلته فرد إنه لم يسأل عنه حتى مجرد سوال، وأضاف أن الشيخ سلطان السامعي هو من يتفقده ويمده بممكنات الحياة حسب، وأضاف أنه كان في مكتب الشيخ سلطان الذي عمل له رسائل لبعض الجهات لمساعدته..؟!
طبعا هذا الانحطاط الأخلاقي لقادة الحركة الوطنية أو من كنا نعتقدهم كذلك، الذين تخلوا عن الاستاذ والمناضل محمد الجميل وعن مناضلين آخرين غيره ربما يعتدوا بالآلاف ممن افنوا حياتهم وسخروها في سبيل اطرهم الحزبية ومكوناتهم النضالية في سبيل قضية وطنية آمنوا بها حد الاستعداد للتضحية وبذل الروح الفردية فدا للجماعة..
ما حدث ( للجميل) حدث ويحدث لي آلاف المناضلين الوطنيين ومن مختلف المدارس السياسية والفكرية الذين ضحوا من أجل أحزاب وتنظيمات ليستغلهم قادة انتهازيين تجردوا من كل القيم والأخلاقيات التي ظلوا يرسخوها في اذهان أتباعهم ولكن في سبيل تحقيق مصالحهم الشخصية وتحقيق الثروة والشهرة على حساب المناضلين الذين كانوا سببا في إيصال هؤلاء (المنحطين) للأسف الي سدة الزعامات الحزبية، ثم اخيرا ارتهنوا اليسارين والقومين في جعبة القوى الرجعية والإمبريالية الذين قضوا عقودا يرسخون بذاكرة أتباعهم أن هذه القوى هي العدو التاريخي لليمن الأرض والإنسان والأمة وتقدمها..؟!
أن حالة الأستاذ محمد الجميل تمثل لعنة في وجوه أولئك الذين برتزقون ويتسكعون في عواصم العالم باعتبارهم رموز سياسية وطنية وهم بالحقيقة مجرد (مقاولين انفار) ونخب تجردت من كل القيم والأخلاقيات.
يتبع
4 مارس 2024م

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)