ريمان برس - خاص -
بداية اعتذر عن الأخطاء المعلوماتية التي وقعت بها في حلقة أمس والشكر للأستاذ حسن العديني، والزميل طارق سعد، والأستاذ عبده سيف، الذين نبهوني بأن الزميل محمد عبد الرحمن الجميل لم يكن صاحب امتياز (صحيفة المستقبل) كما ذكرت في حلقة امس وان صاحب الامتياز هو المناضل الكبير محمد سالم الشيباني، كما عرفت من الاستاذ عبده سيف سعيد ان الزميل محمد عبد الرحمن الجميل، كان قبل عمله في (المستقبل) قد شغل عدة مناصب مهنية وسانشر نص تعليق الاستاذ عبده سيف كما وردني وما هو مدون في تعليقه على حلقة أمس ( تحياتي لك و للجميل وتمنياتي له بالشفا...الجميل كان مديرالتحريرفي صحيفة المستقبل وكان من اهم كوادرالحزب الاشتراكي ِِوقبل المستقبل كان مسئول الشئون المحلية في ( صحيفة ِِالامل ( ِِ..وقبلها كان ( محررا اخبار في إذاعة عدن) ..والمستقبل كان صاحب الامتياز الاستاذ محمدسالم الشيباني ..انها لعنة المرحلة..التي طالت الكل.. عبده سيف سعيد)..
بغض النظر عن مكانة الفرد منا ومهنيته ومدي قربه وبعده من أصحاب النفوذ الاجتماعي والسياسي والحزبي، فإن ثمة قيم يفترض أن تحكم علاقتنا وتعنون مسارنا وتمنحه بعدا اخلاقيا وأن بدوافع إنسانية بمعزل عن الاعتبارات الأخرى أبرزها أن يكون المستهدف ذو مكانة مرموقة أو وجاهة قبلية واجتماعية أو حتى سياسية وحزبية، لأن في قاموسنا السلوكي هناك ظاهرة ( النفاق) التي تكاد تطغى في علاقتنا وسلوكنا خاصة إزاء بعض القضايا الإنسانية التي تجعل بعضنا يتعاطى مع المواقف والقضايا الإنسانية بانتقائية وحسب علاقة المقصود بالأخر سوي كان الآخر هذا ينتمي لذات المكون السياسي والتنظيمي الذي ينتمي إليه المقصود أو المستهدف أو كان ينتمي لمكونات أخرى أو من الشخصيات الاجتماعية العامة..!
مع ان المفترض أن القضايا الإنسانية يجب أن تكون بعيده عن أي حسابات كانت أو مواقف ماضية حدثت، ومن العيب والعار على من ينتمون لفئة النخبة أيا كانت أنشطتهم (التشفي والتلذذ) بمعاناة من جار بهم الزمن فالزمن لا يرحم احد مهما كان وكانت مكانته، فالله إذا أراد شيء يقول له كن فيكون، وليس هناك من ابتلاه الله بين مخلوقاته كما ابتلاء (نبيه أيوب)..؟!
الأمر الأكثر أهمية في مثل هذه الظواهر هو غياب الفعل الوطني تجاه من قدموا جزءا من حياتهم في سبيل النضال الوطني بغض النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا مع طريقة نضالهم أو المكاسب التي تحققت على خلفية هذا النضال فإن المكونات السياسية والحزبية أن رغبت في الحفاظ على مكانتها الاجتماعية ورصيدها الوطني وإبقاء مسمياتها (التاريخية) حاضرة في الوجدان والذاكرة الجمعية، فإن مهمتها الوفاء بحسب قدراتها تجاه من انتسبوا إليها أو قدموا خدماتهم لها في لحظات ماء من مسارها الوطني، هذا الوفاء ليس بالضرورة أن يكون محصورا في الجانب المادي بل أيضا له أهمية أكثر في الجانب المعنوي..!
نعم هناك هامات نضالية كبيرة ومن مختلف المكونات السياسية والحزبية افنت حياتها في سبيل قناعتها الفكرية ومن أجل الارتقاء بمكوناتها الحزبية والانتصار لأهداف وبرامج هذه المكونات بإيمان وإيثار وتضحية مخاطرين بحياتهم ومستقبلهم ومستقبل أطفالهم وكثيرون دفعوا حياتهم ثمنا لانتماءتهم السياسية والفكرية وقناعتهم الوطنية، والتنكر لمثل هؤلاء هو طعنا بالفكر والقيم والثوابت التي اعتنقوها وانتموا لها، وان كان (التاجر) كما يقال في الأمثال راسماله بالسوق (كلمته وأمانته) فإن السياسي (راسماله) هو الآخر إنسانيته ومواقفه التي تؤكد مصداقية الشعارات التي يرفعها ويرددها على العامة والتي بها تمكن من الوصول لمكانة سياسية واجتماعية ووطنية بفضل هؤلاء الذين انتموا له واتخذوا منه صوتا يعبر عن أحلامهم واحلام الشعب والوطن..؟!
الزميل محمد عبد الرحمن الجميل ينتمي لحزب سياسي عريق، حزب تكالبت عليه الأحداث وتقلبات السياسة، لكنه ليس قطعا عاجزا عن تلمس هموم كوادره واشعارهم انه معهم والي جانبهم وان معنويا، وما ينطبق على الاشتراكي ينطبق على كل المكونات الحزبية الوطنية دون إستثناء، واقصد هناء تحديدا الأحزاب ( اليسارية والقومية) التي أصبحت مطالبة بمراجعة مواقفها السياسية والفكرية ومطالبة بمراجعة علاقتها مع كوادرها واطرها، وليس هذا أن تذهب بعيدا في هذه المراجعة حد التخلي عن مهامها الحزبية فهذا عذر غير مقبول بعد أن وصلت لمستوى من الحضور السياسي والاجتماعي والوطني بفضل مسمياتها وبفضل هؤلاء (المعترين) من الكوادر الذين جار عليهم الزمان والوطن وذوي القربي..؟!
ثمة واجبات أخلاقية مطلوب الوفاء بها من قبل القيادات النافذة وطنيا وحزبيا، الدولة مطالبة برعاية أمثال هؤلاء واحزابهم مطالبة برعايتهم والا فقد الجميع شرعية وجودهم وتجردوا علنا من كل القيم والمبادئ التي يزعمون انهم يجسدونها في سلوكهم ومواقفهم..!
أن كثير من كوادر ( الاشتراكي) همشوا رسميا وحزبيا، ومثلهم من كوادر (الناصري) و(البعث)، بل إن كثيرين من (المؤتمرين) همشوا بدورهم ، فيما نرى أن افضل الكوادر السياسية المتكاتفة هي كوادر (الإصلاح) واعتقد ان أزمة البلاد منذ 2011م أثبتت هذه الحقيقة إذ لم يترك حزب الإصلاح كوادره على هامش الحياة بل وفر لهم كل سبل العيش في الداخل والخارج فيما دعاة العدالة الاجتماعية والاشتراكية من اليسارين والقومين حصروا أنفسهم في القيادات الفوقية النافذة الذين لا يتجاوز عددهم غالبا (أصابع اليدين) وبالتالي أصبحوا هم كل الحزب وكل التنظيم وبقية الكوادر الوسطية والتحتية وقواعدهم الشعبية تركوها تغالب قهر الزمان وتعسف المتسلطين الذين يعاقبونهم على خلفية أنتماءتهم السياسية والحزبية وهكذا وجدا هؤلاء المساكين مثل _ فقراء اليهود الذين لا ذاقوا مرق الدنياء ولا خمر الآخرة _وهذا سلوك لا يجب أن يستمر، لأن في الاخير هؤلاء المهمشين هم صناع القادة.
يوم أمس علمت أيضا عن حال المناضل محمد سالم الشيباني عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الذي يعاني من أمراض عدة ويعيش في شقته في مدينة المعلاء يواجه بصمت قساوة الحياة والمرحلة وغالب لا يجد ثمن الأدوية التي يجب أن يتناولها باستمرار..؟!
ظواهر من العيب والعار أن نشاهدها أو نسمع عنها، في المقابل نرى ونسمع عن انتهازيين يرفلون بثياب النعيم وهم حديثي العهد والحياة ليس لهم تاريخ ولا أدوار تجعلهم فيما هم عليه.. نعم الدنيا حضوظ والأرزاق بيد الله، لكن هناك منظومة قيم أخلاقية يجب التعامل معها والحفاظ عليها وان في الحدود الدنياء. لأن القيادات السياسية والحزبية أن لم تحتضن كوادرها وتنصفهم وتؤمنهم وتشعرهم بكرامتهم ، فمن أين لها أن تؤمن شعب، أو تحضي بثقته..؟
تحياتي لكل شرفاء الحركة الوطنية الذين ضحوا من أجل وطن وشعب وامة، وقدموا حياتهم في سبيل قناعتهم وإيمانهم بمعتقداتهم، فالرحمة والخلود للشهداء والراحلين منهم، والشفاء والعافية والعمر المديد لمن لايزالون يخوضون معترك الحياة.. ولا نامت أعين الجبناء.. وحسبنا الله ونعم الوكيل.
5 مارس 2024م |