الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
الحوار فطرة إلهية ميزا بها الله الإنسان دون سائر مخلوقاته فالله حاور (إبليس) عدوه وعدو الإنسان، ومع ذلك حين طلب إبليس أن يكون من المنظرين استجاب الله لطلبه، غير أن الإنسان الذي كرمه الله وفضله

الأربعاء, 06-مارس-2024
ريمان برس - خاص -

الحوار فطرة إلهية ميزا بها الله الإنسان دون سائر مخلوقاته فالله حاور (إبليس) عدوه وعدو الإنسان، ومع ذلك حين طلب إبليس أن يكون من المنظرين استجاب الله لطلبه، غير أن الإنسان الذي كرمه الله وفضله على الملائكة الذين يعبدون الله ليل ونهار دون توقف، إلا أن سبحانه وتعالى جعل الملائكة تسجد لادم، ومنح الله الإنسان عقلا وحواس ونعم لا تحصى ومع ذلك وصفه بقوله ( وكان الإنسان أكثر شيئا جدلا)..
أن الحوار هو سلوك حضاري وأمر به الله حين خاطب رسوله بقوله (وجادلهم بالتي هي أحسن) والحوار هو سلوك ديني وحضاري وأخلاقي وإنساني وبه يمكن حل كل الخلافات الجدلية خاصة إذا كان بين بشر يحملون عقول منفتحة، عقول مؤمنة بربها ومؤمنة بتعاليم دينه وبرسله وما جاؤ به من ربهم..
الحوار أيضا هو لغة الشجعان وأصحاب الحق والمنطق والتعصب والحقد والعصبية الحمقاء هي لغة أصحاب الباطل..
نعم لحوار العقلاء.. نعم لحوار الشجعان.. نعم لحوار يحقق العدل، ويرسخ في الوجدان والذاكرة قيم وأخلاقيات راقية، ومع ذلك ليس المطلوب حوار العابرين بل المطلوب هو حوار أصحاب الحل والعقد في الأمة الذين بيدهم القدرة على إنجاح فكرة الحوار وخلق التعايش بين اتباع دين الله الواحد والرسول الواحد صل الله عليه وسلم الذي ما ترك لنا وجه من أوجه الحياة الا  وعلمنا كيف نتعامل معه من فرائيض الصلاة الي الاخلاقيات وعلاقتنا ببعضنا بل وعلمنا ادب السير بالطريق وادب الخروج والدخول من المنزل وإليه وادب قضاء الحاجة ومع ذلك تركنا كل هذا و ذهبنا بعيدا بنزقنا، وذهبت مرجعيات ورموز تتحفنا بما تعتقد وتصفننا كما يحلوا لها، مع ان الله ديننا واضح وقد حدد لنا سبحانه وتعالى كل مسارات حياتنا وحدد لنا رسولنا الكريم كل ما يتصل بشؤننا الحياتية اليومية وعلاقتنا مع اسرنا علمنا كيف نعامل والدينا و زوجاتنا وأطفالنا وجيراننا وكل من في المجتمع، غير أن السياسية للأسف غيرت كل هذه المفاهيم وأوجدت انشطارات في أوساطنا وفي علاقتنا لكن اخطرها ما يتصل بمعتقداتنا وقيمنا وثقافتنا الإسلامية.
يقول سبحانه (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كانه وليل حميم)..
أن الحوار بدون إيمان المتحاورين بأهميته وقدسيته، وبدون تمسك المتحاورين بتعاليم ديننا الإسلامي وبكل ما انزله الله لعباده مع الأنبياء والرسل، بدون الإيمان بكل هذا فإنه لن يكون سوي (حوار طرشان) وسيظهر المتحاورين وكأنهم (مصارعي ثيران)..!
بمعزل عن القناعات ( المذهبية) وبعيدا عن التراث ( المذهبي) الذي يعد حمال أوجه دعونا نتحاور كبشر يؤمنون بالله الواحد الأحد وبنبيه الخاتم محمد عليه الصلاة والسلام وعلى آله.. دعونا نتحاور حوار إنساني راقي، لا يكون على طريقة حوار (النمرود) مع نبي الله ابراهيم، ولا حوار (فرعون) مع نبي الله موسى، ولا حوار (قريش) مع نبي الله ورسوله الخاتم محمد ابن عبد الله، دعونا نتحاور كما أمرنا الله ورسوله وكما جاء بكتاب الله وبسيرة رسوله أن كنا حقا مؤمنين بالله وكتاب الله ونتبع  قيم وأخلاقيات وسيرة نبيه ورسوله الخاتم..
دعونا نتحاور حوار نحترم به ومن خلاله أنفسنا ومعتقداتنا وقيمنا وثقافتنا وإنسانيتنا، دعونا نكون مؤمنين نشعر بهموم بعضنا ونحترم بعضنا ونحرص على صيانة اعراض واموال ودماء بعضنا وان لا نفجر بالخصومة بل وان تخاصمنا علينا الالتزام بشرف الخصومة بعيدا عن التحقير والازدراء وثقافة الانتقاص من الاخر وتهميشه والتنكر لانسانيته ووجوده..!
إننا ومنذ انتقال رسول الله الي جوار ربه، ونحن نسخر الدين ونوظفه في سبيل تحقيق مصالح دنيوية، ونبحث عن كل ما يعزز أحقية طرف وشرعيته في الحكم والسلطة والنفوذ، ويجرد هذا الحق والشرعية عن الآخر، والمؤسف أن هذا المجال خاضت فيه مرجعيات دينية ورسختها في ذاكرة اتباعها الذين بدورهم تناقلوها للأجيال التالية وهكذا دواليك حتى أصبحنا أمام تراث تراكمي هائل  من الخلافات يصعب بل يستحيل تجريفها، إلا أن تحلينا بقدر من الإيمان نجسد فيه قول الله تعالى (وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ)..
يتبع
6 مارس 2024م

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)