الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
أن التفاهمات الإنسانية والتوافقات الحياتية الاجتماعية بين البشر مرهونة بالحوار، وبالحوار يمكننا تجاوز كل التحديات وإيجاد الحلول المناسبة لها، وقد منح الله الإنسان عقلا يفكر فيه ويتأمل ويفهم

الخميس, 07-مارس-2024
ريمان برس - خاص -

أن التفاهمات الإنسانية والتوافقات الحياتية الاجتماعية بين البشر مرهونة بالحوار، وبالحوار يمكننا تجاوز كل التحديات وإيجاد الحلول المناسبة لها، وقد منح الله الإنسان عقلا يفكر فيه ويتأمل ويفهم ويستوعب متطلبات الحياة، ومن يقف ضد الحوار بين البشر يعني يقف ضد إرادة الله وفطرته التي فطرت بها الإنسان، ومن يقف ضد الحوار، يعني إنه لا يفقه تعاليم دينه، ولا ياخذ بتعاليم رسول البشرية الذي بعثه الله بقوانين ونواميس وتشريعات تعتمد على إقناع المتلقي وعلى قدرة حامل رسالة السماء على كسب الاتباع والمناصرين المؤمنين برسالته وما انزل عليه من الله والحوار هو درة العقول وغذاء القلوب، ومن يرفض الحوار ليكون ديدن المسيرة الحياتية وحبل التواصل والاتصال بين البشر على مستوى الأسرة والمجتمع والقبيلة والوطن، وهو كذلك بين الدول والقبائل والشعوب، وبه تحل أعقد القضايا لان في الحوار ما يجعلنا نفهم ونستوعب وندرك حقائق الواقع ونحن بحاجة لثقافة الحوار على صعيد العلاقات الأسرية، وعلى صعيد المجتمع والقبيلة والوطن، بدون الحوار يستحيل أن تستقيم الحياة الأسرية والاجتماعية والقبلية والوطنية وبدون أن نتمكن من التفاهم والتعايش مع بعضنا.
وفي المرحلة الحضارية الراهنة نحتاج لتحكيم لغة الحوار بدءا من مستوى الأسرة، مرورا بالمجتمع، والقبيلة، والوطن.. نعم نحتاج لحوار يشمل كل هذه المستويات الاجتماعية، ثم نحتاج كعرب لحوار فيما بيننا، حوار يغلب لغة العقل والمنطق وقيم التعايش والتكامل ويجسد وحدة الهوية والجغرافية واللغة والثقافة  والعقيدة والتراث الحضاري  المتراكم ووحدة المصير، وثانيا نحتاج لحوار إسلامي _إسلامي يبدأ داخل القطر الإسلامي الواحد، ثم بين الاقطار الإسلامية ببعضها، ثم نحتاج لحوار عربي _إسلامي بعد أن نتمكن من إنجاز حوار عربي _عربي، كل هذه السلسلة هي الطريقة الوحيدة التي تضمن قوة وكرامة العرب والمسلمين وتتكفل لشعوبهم بصورة جزئية وكلية حياة كريمة آمنة ومستقرة، فعلي المستوى الوطني لكل قطر ففي الحوار سيكون التوافق وتكون العدالة الاجتماعية والأهم ستكون هناك رغبة اجتماعية مشتركة للقبول بالأخر كشريك وطني وسيجتمع الكل على قاعدة المواطنة المتساوية وهذه العوامل مجتمعة مرهونة بالحوار، والحوار ليس مطلوبا بين الأديان والطوائف والمذاهب والمدارس السياسية والايدلوجية وحسب، بل هو مطلوب اولا  بين أبناء الأسرة الواحدة، والمجتمع الواحد، والقبيلة الواحدة، والشعب الواحد، إذا ما أردوا أن يعيشوا بأمن وسلام وسكينة واستقرار، فأنت كيمني _مثلا _يصعب عليك ان تذهب لحوار الآخر عربيا كان أو إسلاميا وانت لم تحاور ابناء وطنك ولم تتفاهم مع مكونات المجتمع الذي تنتمي إليه..؟!
انت ايضا حيث كنت لا يمكنك أن تحقق استقرار وتنمية وأمن وتقدم في مجتمعك أن لم تحاور وتتفاهم مع قاعدتك الشعبية والاجتماعية وتعزيز جبهتك الداخلية ليس بالقوة وأجهزة الأمن والسلطات وممكنات القوة التي تملكها، بل بالحوار والتفاهم، لكن القوة لن تأتي لك لا بالأمن ولا بالاستقرار ولا بالسكينة الاجتماعية بدليل أن حركة مثل _حركة طالبان _هزمت الإمبراطورية الأمريكية، بل إن (تنظيم القاعدة) وهو مجرد مجموعة من المطاريد هزو عرش أمريكا واشاعوا الذعر داخل كل دول العالم القوية والمتقدمة، ولن اذهب بعيدا في ضرب الأمثال والاستدلال، بل لناخذ إخواننا (أنصار الله) نموذجا وشاهدا على أن القوة لن تأتي بالأمن والاستقرار، بل الحوار ولو كان النظام السابق أعتمد الحوار، واقصد هناء الحوار اليقيني الذي يجسد هوية وثقافة المجتمع، وليس الحوار التكتيكي العابر الذي تقبل به أطرافه انتظارا لضرف اخر يتأتى حتى ننقضي على ما تحاورنا عليه وتفاهمنا، هل كان الأخوة في جماعة (أنصار الله) أكثر قوة من النظام والدولة، قطعا لا، ولكن ما كان سائد هو سياسة التكتيك وترقب الفرص من ناحية ومن الأخرى كان هناك من يوظف الصراع بين النظام والانصار لتحقيق أهداف ومصالح ومكاسب خاصة، وفي كل الأحوال فلا الحرب كانت جادة ولا الحوار كان جادا، ولو قبل النظام بالحوار بإيمان حقيقي بالحوار باعتباره خيارا وطنيا لما كنا اليوم بالحال الذي نحن فيه.
أن الحوار هو السبيل الوحيد لحل القضايا الخلافية دينية كانت أو مذهبية أو طائفية أو قبلية أو ثقافية وفكرية أو اجتماعية،فكل هذه القضايا يمكن حلها عن طريق الحوار، لكن لهذا الحوار شروط أبرزها أن نؤمن به أي أن نؤمن بمبدأ الحوار ونتخذ منه هوية وثقافة وعقيدة لحل خلافاتنا أيا كانت ومهما كانت بالحوار يمكن تجاوزها، أضف لذلك أن الحوار يعتمد على إيمان الأطراف المتحاورة به وبتبعاته ونتائجه، وان يسلم المتحاورين بحق بعضهم وكفالة حقوقهم الاجتماعية والسياسية والثقافية والفكرية وخصوصياتهم الاجتماعية، وان يقوم هذا الحوار على قاعدة وحدة المواطنة والانتماء  والمصير المشترك..
ثم إن المتحاورين يحب أن ينضروا لبعضهم كأنداد لا  كأتباع وان لا يكون هناك طرف من أطراف الحوار مهيمن ويريد فرض خياراته وقناعته وما يؤمن به على الآخرين وإلا يتخلى عن فكرة الحوار ويذهب في تقديم مبررات للمجتمع فيها (شيطنة للآخر) وتمجيد لذاته..؟!
يتبع
7 مارس 2024م

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)