ريمان برس - خاص -
في كل أحاديثه وخطبه وتصريحاته وفي كل إطلالة تلفزيونية له يتحدث السيد عبد الملك بدر الدين ويحذر من خطورة الفساد والفاسدين وهو من قال صراحة (اخلسوا ظهور الفاسدين) حيثما يكونوا، وثورة 21سبتمر قامت لمكافحة الفساد والإفساد، وكانت (الجرع) إحدى أسباب الثورة التي جاءت والتف الناس حولها بهدف إصلاح الاختلالات التي سادت في البلاد ونكدت حياة العباد..
بيد أن قائد الثورة هو قائد (المسيرة القرآنية) واعرف ان غالبية الناشطين الذين ينشطون تحت راية المسيرة لا علاقة لهم بالمسيرة وقيمها وأخلاقياتها وأهدافها وغايتها وعلينا أن ندرك ونستوعب جيدا أن كل من ينتمي للمسيرة القرآنية مهما كان منصبه وكانت مهمته وكان موقعه مطالب بأن يكون النموذج الارقي في سلوكه ومواقفه وعلاقته، فالمسيرة لا يمكن مقارنتها بحزب أو بتنظيم وأعضائها كذاك ليسو، فهي مسيرة قرآنية مهمتها إعادة الناس الي طريق الحق والعدل طريق الله ورسوله منهجها كتاب الله القرآن الكريم الذي عليه يتحدث قائد الثورة في كل خطبه التي يبدو أن هناك من المحسوبين على المرحلة والعهد والمسيرة لا يستمعون لأحاديث السيد القائد وان استمعوا فإنهم لم يفهموا ما يقوله القائد بدليل أن هناك سلوكيات ومظاهر تمارس من قبل بعض النافذين لاعلاقة لها بكل ما يتحدث عنه السيد قائد الثورة ولم يعملوا ولو بجزء من معتقداته وما يؤمن به ويتمنى أن يتحقق ويسعى جاهدا لتحقيقه سوا ما يتعلق بمكافحة الفساد والفاسدين أو بتحقيق قدرا من العدل الاجتماعي بين الناس أو بترسيخ قيم المواطنة والهوية، أو بتعزيز وترسيخ الجبهة الداخلية ونبذ القيم الطائفية والقبلية والعصبيات أيا كانت دوافعها طائفية أو مناطقية أو مذهبية، هذا ما أفهمه انا والكثيرون من خلال متابعة خطابات السيد عبد الملك الذي يتطلع لبناء دولة يمنية قوية حرة بارادتها مستقلة بقرارها، متقدمة ومتطورة، دولة يسودها العدل الاجتماعي وواحدية الهوية والانتماء والمواطنة..
غير أن ما يحدث في الواقع وما نعيشه ونلمسه ونشاهده ونتحمل تبعاته لا يتماشى مطلقا مع توجهات السيد عبد الملك ولا يتناغم مع توجهاته الفكرية والعقائدية، إذ هناك كما يبدو (لوبي) ينشط تحت راية المسيرة القرآنية يعمل عكس كل ما يطرحه السيد القائد ويتصرف بعيدا عن توجهات الرجل وتطلعاته وتعاليمه ودروسه اليومية التي يقدمها، لكن هناك من لا يكترث بما يصدر عن القائد ويعمل وفق مصالحه، ولا أعلم أن كان هناك من يوصل للقائد شكاوي الناس والمظالم التي يتعرضون لها من قبل مسؤلين نافذين في مفاصل ( سلطة الامر الواقع) وفيهم من تجاوز عبثهم وظلمهم وفسادهم كل من سبقوهم من العابثين والظالمين والفاسدين، الذين بأفعالهم يناهضون توجهات السيد القائد ويعملون عكس طروحاته وكأنهم يتحدون بممارستهم قائد الثورة والمسيرة القرآنية..؟!
أتذكر ذات يوم رافقت الرئيس الأسبق (صالح) في رحلة داخلية لعدة محافظات وشاء حضي أن اجتمع به في أكثر من لقاء ومقيل وكان يؤمها ثمة قانون مثير للجدل متداول بين مجلس النواب ومجلس الوزراء، فحدثته عن هذا القانون وكنت قد كتبت عنه أكثر من عشرة مقالات في صحف رسمية وحزبية وأهلية، واكتشفت يؤمها أن الرئيس لا يعلم بهذا القانون وتعقيداته فذهل من الأمر فاتصل برئيس الوزراء وكان يؤمها المرحوم الاستاذ عبد القادر باجمال الذي أكدا الواقعة للرئيس وأكدت أن الحكومة رفضت القانون وطالبت بتعديله وكان احد الوزراء يقف مع هذا القانون ويسعى لإقراره مقابل (40)مليون دولار سيحصل عليها الوزير لإقامة مشروع في محافظته..؟!
أبلغ الرئيس يؤمها رئيس الوزراء بالغاء القانون واتصل بالوزير المذكور وتحدث معه بلغة شخصيا لو كنت مكان الوزير لاستقلة في تلك اللحظة.. وما أخشاه هو أن يكون السيد القائد لا يتلقى التقارير الحقيقية المتصلة بممارسات البعض في مفاصل الدولة من النافذين الذين ما انفكوا يضايقوا الناس وعلى مختلف المناحي الحياتية ويمارسون من السلوكيات التي تزيد من معاناة الناس الذين يكفيهم معاناة الحرب والعدوان والحصار..؟!
بعد أن صار غالبية الشعب يعاني ليس من العدوان والحصار بل من ممارسات هؤلاء النافذين.
للموضوع صلة
12 مارس 2024َم |