ريمان برس - خاص -
نحن نعيش في زمن الانحطاط الحضاري والتاريخي والقيمي والأخلاقي والإنساني، زمن ليس فيه سوي أشباه رجال يتحكمون بحاضر ومستقبل الأمتين العربية والإسلامية، زمن فيه لا العربي عربي ولا المسلم مسلم، زمن نتقول فيه على العروبة والإسلام، ونزعم الانتماء لهما ولكنا ابعد عنهما وعن قيمهما بعد الأرض عن السماء، فعرب اليوم لا علاقة لهم بالعروبة وبقيمها وبمورثها الحضاري والتاريخي والثقافي، بل حتى لغويا لا علاقة لعرب اليوم بلغة العرب ولا بقيم وأخلاقيات العرب، بالمقابل هناك من يزعمون انتمائهم للإسلام وعمليا لا علاقة لهم بالدين الإسلامي ولا تربطهم بهذا الدين اي روابط غير مجرد اسم مجرد من مضامينه وهم في هذا لا يختلفون عن العرب في انحطاطهم السلوكي والحضاري والإنساني والأخلاقي، إننا في عصر انحطاط القيم والأخلاقيات، عصر ندعي فيه بما ليس فينا، ونتحدث عن أشياء لا توجد فينا ولا تربطنا علاقة بها لا كعرب ولا كمسلمين..؟!
إننا نعيش في زمن فيه العروبة بلاء عرب، والإسلام بلاء مسلمين، وكل ما نتحدث فيه ونخوض هي مجرد روزنامة من الاكاذيب والمغالطات يضحك بها كبرائنا على قطعان الاغبياء منا، زمن اثبت فيه عالمنا إنه مجرد (دجال) وأثبت فيه (دعاتنا) إنهم مجرد لصوص، كما اثبت مثقفينا إنهم مجرد قطعان من الانتهازيين والجهلة فيما اثبت رموزنا من الوجهاء والساسة انهم مجرد قطيع من (النخاسين والسماسرة) الذين يبيعون كل القيم والأخلاقيات مقابل بقائهم على مسرح العبث الاجتماعي، يشترون مناصبهم في أوطانهم من الاخر الحضاري مقابل أن يكونوا له (كلافين في اسطبلاته) و(لاعقين لاحذيته)، هذا الآخر الذي لم يتردد في بناء الأنظمة والأجهزة والمؤسسات في ديار العرب والمسلمين، وتوظيفها في خدمته وحراسة مصالحه، أجهزة ومؤسسات وأنظمة مهمتها ليس مواجهة العدو التاريخي والحضاري والعقائدي للأمتين العربية والإسلامية بل مهمتهم هي حراسة مصالح أعداء الأمتين العربية والإسلامية وضرب وقمع اي محاولة قد يقوم بها أحرار الأمتين أو بعض من بقاياهم في زمن تم فيه تطويع وتدجين حتى طيور وحيوانات الأمة ليكونوا في خدمة أعداء الأمة التاريخين..؟!
أن أعداء الأمة لم يعودوا يكترثوا لا بقطعان العرب ولا بقطعان المسلمين بعد أن تمكنوا من إفراغ العقل العربي من هويته وإفراغ العقل الإسلامي من معتقداته، وبعد أن أصبح العرب والمسلمين حراسا اوفيا لمن يفترض انهم أعدائهم وخداما مخلصين لهم يخشونهم أكثر من خشيتهم الله..؟!
إنه زمن اركسة العرب والمسلمين، زمن تجرد العرب من عروبتهم والمسلمين من إسلامهم، فصار لدينا عروبة بلاء عرب وإسلام بلاء مسلمين، ومساجد تصدح بالتكبير خمس مرات في اليوم والليلة ولكنها منذ عقود لم تعد تنهي عن فحش يجري أو منكرا يسود ، بل غدت بمثابة اوكارا للفتن ومنابر للتنابز، واماكن للدعاية والتظليل وخداع البسطاء الذين بدورهم تم تجريدهم من كل القيم الوطنية والدينية وتم تدجينهم ليكونوا مجرد ابواق لكبرائهم الذين نصبوا من أنفسهم بدلاء عن (اللات، والعزة، وهبل، وودا وسواعا، ويعوقا ويغوثا، ونسرا) ؟!
فلا حول ولاقوة الا بالله العلي العظيم، وحسبنا الله ونعم الوكيل. |