الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
بعد قرابة سبعة أشهر من العدوان الصهيوني على الشعب العربي في فلسطين وبعد سقوط أكثر من مائة ألف شهيد وجريح وتشريد أكثر من اثنين مليون مواطن عربي فلسطيني من مساكنهم، وبعد تدمير

الثلاثاء, 26-مارس-2024
ريمان برس - خاص -

بعد قرابة سبعة أشهر من العدوان الصهيوني على الشعب العربي في فلسطين وبعد سقوط أكثر من مائة ألف شهيد وجريح وتشريد أكثر من اثنين مليون مواطن عربي فلسطيني من مساكنهم، وبعد تدمير شامل لكل المرافق الحياتية والخدمية، أصدر مجلس الأمن قراره رقم 2728  القاضي بوقف إطلاق النار في القطاع، القرار صدر تحت ( البند السادس) وهذا يعني ان القرار غير ملزم وبالتالي امتنعت أمريكا عن استخدام حق النقض ضد القرار كما امتنعت عن التصويت عليه..؟!
القرار الذي حضي بترحيب غالبية دول العالم بما فيها حركة حماس والاطراف العربية والإسلامية للأسف حمل في نصوصه بذور فنائه، اولا إنه غير ملزم لأطرافه أي أن تنفيذ القرار هو فعل اختياري ووصفاه المندوبة الأمريكية في مجلس لحظة التصويت بأنه (قرار غير ملزم) وكأنها تقول للصهاينة انتم أحرار في الالتزام بالقرار أو تجاهله فلن يمسكم سوءا أن رفضتم وواصلتم عدوانكم، غير أن القرار يعد خطوة على طريق إعادة تلميع صورة أمريكا على خلفية دعمها للعدوان الصهيوني في حربه ضد الشعب الفلسطيني، خاصة بعد أن تضاعفت معاناة المدنيين في القطاع وحدوث وفاة بين الأطفال والشيوخ بسبب الجوع وانعدام الغذاء والدواء وان أكثر من مليون ونصف مليون مواطن فلسطيني مهددين بالموت جوعا جراء الحصار الظالم والغير مسبوق وهذا ما جعل القرار الأممي يجد طريقه للصدور ولكن وفق ( البند السادس) وبالتالي هو قرار غير ملزم ولكنه يعطي الصهاينة مزيدا من الفرص لمواصلة جرائمهم بحق الشعب الفلسطيني، هذا من ناحية من الأخرى ربط القرار عملية التنفيذ بإطلاق سراح الرهائن الصهاينة لدى المقاومة دون أن يذكر بالمقابل الاسري الفلسطينيين لدى العدو..!
الأمر الآخر أن المجلس لم يصدر قراره وفق ( البند السابع) وهذ ما كان يفترض لان اصداره تحت هذا البند يلزم المجتمع الدولي بتنفيذه وإجبار الكيان الصهيوني على الالتزام به،لكن أمريكا أرادت إخراج القرار بهذه الصورة رغم الزوبعة التي صدرت عن قادة الكيان الصهيوني وانتقادهم الموقف الأمريكي على عدم اتخاذ حق النقض داخل المجلس ضد القرار، وما جرى من زوبعة إعلامية وسياسية وتنابز التصريحات بين حكومة العدو ورموزها وبين البيت الأبيض ومسؤليها، فيما يبدو وكأنه خلاف نشب بينهما ولكن الواقع أن كل هذه الزوابع مجرد خدع سياسية وأكاذيب متفق عليها لان ما يجري في غزة وما يجري للشعب العربي في فلسطين هي حرب أمريكية بأمتياز منذ أنطلاقتها بدليل حضور واشنطن الي البحرين الأحمر والعربي ومصيق باب المندب وخليج عدن والي البحر المتوسط والمحيط الهندي، حضرت باساطيلها وبوارجها ومعها بريطانيا وكل هذا من أجل حماية الكيان الصهيوني وتمكينه من تحقيق الانتصار على المقاومة ورد الاعتبار لمؤسساته العسكرية والأمنية بعد الإهانة المدوية التي تعرض لها في السابع من أكتوبر من العام الماضي على يد أبطال المقاومة الذين يخوضون منذ سبعة أشهر معارك بطولية رغم فارق الإمكانيات ورغم حالة الحصار التي ضربت على القطاع وحجم الدمار ووحشية العدو وتجرده من كل القيم والأخلاقيات وتقاليد الحروب..؟!
أن قرار مجلس الأمن 2728 لن ينفذ لان الشعور بالهزيمة الذي يستوطن وجدان وذاكرة الصهاينة يمنعهم  القبول بوقف اطلاق النار، لأن قبولهم بالقرار يعني تدثرهم بلحاف الهزيمة وان نتنياهو بعد ساعات من قبوله بالقرار سيجد نفسه داخل زنزانة في إحدى سجون كيانه، والقبول بالقرار يعني انهيار حكومته وإحراق كل حياته السياسية والرجل يقارن نفسه بأنه (قرين  النبي يوشع) ومنقذ بني إسرائيل ومخلصهم من الموت..؟!
أن معركة طوفان الأقصى من أساسها هي معركة أسطورية بكل المقائيس، معركة لا يمكن مقارنة قدرات أطرافها المادية، لكن يمكن المقارنة فيما يتعلق بإرادة أطرافها، الكيان رغم كل قدراته وحجم الدعم الأمريكي البريطاني والغربي له يظل كيان محتل يملك القوة ولكنه لا يملك الحق، فيما المقاومة ورغم امكانياتها المادية المحدودة غير انها تتمتع بإرادة فولاذية، إرادة لا تنكسر ولا تهزم ولا يزيدها إستمرار العدوان إلا صلابة، كما أن المقاومة هي صاحبة الحق والحق فوق القوة وبغض النظر عن كل نتائج المعركة فإن من المخجل أن يتحدث العدو عن الإنجازات والانتصارات لأن مثل هذا الحديث هو معيب بحق هذا الكيان الذي يسعى لإقناع  مواطنيه بأنه قادر على حمايتهم وتوفير الأمن لهم، فيما تراه أمريكا بدورها التي حضرت باساطيلها لمؤازرة هذا النجاح وتمكينه من عوامل الانتصار ورد الاعتبار لمكانته التي اهدرتها المقاومة في طوفان الأقصى،لهذا جاءت أمريكا باساطيلها وبوارجها ومعها بريطانيا الي المنطقة جالبين معهما اجهزتهم الاستخبارية وتقنياتهما التجسسية لمساعدة الصهاينة في تحقيق إنتصار على المقاومة ولو من خلال (بروبجندا إعلامية) تسوق عبر وسائل إعلامية صهيونية _أمريكية نموذج هذه البروبجندا قصة أو حكاية اغتيال القيادي في القسام مروان عيسى، ودون خجل يعتبر الصهاينة تصفية هذا المجاهد إنتصارا عظيما وهذا دليل إفلاس وانحطاط وهمجية لكيان يصنف نفسه الاقوى في المنطقة.
لكن يبقى هناك سؤال من سينفذ قرار مجلس الأمن ويوقف اطلاق النار وحرب الإبادة على الشعب العربي في فلسطين؟!
من سيطبق قرار مجلس الأمن ويدخل المساعدات الغذائية والدوائية للشعب العربي في قطاع غزة؟!
وإذا لم يحترم القرار الأممي الاخير والمتوقع أن الصهاينة لن يلتزموا به، وان القرار اساسا جاء بهدف التسويف وتهدئة الرأي العام وخطوة في طريق إعادة تلميع صورة أمريكا الملطخة بدماء أطفال وشيوخ غزة..؟
لكن هل سيستغل النظام العربي هذا القرار ويكسر الحصار ويدخل المساعدات للقطاع؟ هذا هو السؤال الأهم..
26  مارس 2024م

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)