الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
مؤسف أن نجد أنفسنا نطرح مثل هذا السؤال، في مرحلة زمنية فارقة في مسارنا الحضاري الوطني، مرحلة لم نعد فيها فعلا ندرك من يحكم ويتحكم باليمن الأرض والإنسان والقدرات، من يدير الحاضر

الخميس, 28-مارس-2024
ريمان برس - خاص -

مؤسف أن نجد أنفسنا نطرح مثل هذا السؤال، في مرحلة زمنية فارقة في مسارنا الحضاري الوطني، مرحلة لم نعد فيها فعلا ندرك من يحكم ويتحكم باليمن الأرض والإنسان والقدرات، من يدير الحاضر الوطني؟ ومن يتحكم بمساره؟ ومن يمكن اعتباره المتحكم بالحاضر الوطني، ويحدد معالم المستقبل لوطن وشعب يعيشوا حياة التيه والعبث والتمزق والاحتراب منذ عقد، منذ عقد لم يعرف اليمني إلى أين تتجه به الأمواج المتلاطمة وسط ضباب قاتم يخيم على الأجواء ويحجب الرؤية عن الجمع المحتشد في مواجهة بعضه يستل حرابه ويتمنطق خناجر ملطخة بالدم..!
عشر سنوات عجاف فقد خلالها اليمنيين عقولهم وتحجرت قلوبهم واعتمت ابصارهم وتقطعت ارحامهم واهدروا دماء بعضهم واستعانوا بكل ( شياطين) الكون ضد بعضهم ولم يعد يسمع لهم من صوت غير أصوات الكره والحقد والرغبة بالانتقام من بعضهم والتخلص من بعضهم لدرجة انهم نسوا قرون التعايش التي شكلت هويتهم الوطنية، وتجاهلوا كل الروابط التي تجمعهم وطنية كانت أو دينية أو حضارية أو ثقافية أو تاريخية، نسي اليمنيون كل هذه الروابط التي تجمعهم مع بعضهم والتي تشكل هويتهم وتؤكد على حقيقة ثابته لا تقبل الجدل والمساومة وهي انهم جميعا على ظهر سفينة واحدة أن غرقت سيغرقوا جميعا ولن يسلم منهم احد..!
عشر سنوات وثقافة الحقد والكراهية تصدح من أفواه المتخاصمين وتسوق من قبل أتباعهم، عشر سنوات تحولت فيه اليمن إلى شيعا واحزابا تلعن بعضها وتَكفر ببعضها وتُكفر بعضها وتتربص ببعضها دون مراعاة لما قد يترتب علي سلوكها التدميري من تبعات اجتماعية وكارثية بدت تلقى بظلالها على النسيج الاجتماعي الذي اخذ يتشرب بثقافة الحقد والكراهية التي تسوقها النخب المتناحرة ضد بعضها بهدف تحقيق النصر والفوز على بعضها..!!
تناحر جاري بين النخب المتصارعة على السلطة والحكم والنفوذ وعلى استبداد المواطن والاستيثار بقدرات الوطن والسيطرة عليها لتكون بخدمة الطرف الفائز وتحت إدارته، وفي هذا يرى كل طرف إنه الأحق بالسلطة والحكم والنفوذ، دون أن يكلف كل طرف نفسه حتى الأحتكام لإرادة أصحاب المصلحة _الشعب _الذي يعيش تحت مطرقة وسندان المتناحرين ولم يكلف أحدا نفسه من المتناحرين حتى مجرد التفكير بمصير وطن ومستقبل شعب يعيش تحت رحمة ومزاج أطراف الصراع والتناحر من نخب غلبت مصالحها الخاصة على مصلحة الوطن والشعب، نخب لم تفكر بالوطن والشعب ولو كانت فكرة بهذا الثنائي الوطن والشعب لما أوصلتهما إلى هذا المسار التدميري الذي لن يجني منه أي طرف فائده تذكر وان توهم كل طرف إنه كاسب فهوا مجرد توهم كالسراب الذي يحسبه الضمآن ماء..!
أن النخب الواعية والمسؤلة والتي تحمل هم الوطن والشعب وترى انها تعمل لمصلحتهما عليها ان تفكر بمصلحة من ترغب في التسلط عليهم والتحكم بمصيرهم، وأثبتت النخب اليمنية المتناحرة أنها نخب غير مسؤلة ولا تستحق أن تكون مسؤلة عن الوطن والشعب، وان المنتصر فيهم في هذه المعادلة مهزوم اخلاقيا وحضاريا ووطنيا، وبالتالي فان من حق هذا الشعب أن يحضي بفرصة تتيح له حرية اختيار حكامه والمسؤولين عنه دون وصاية من أي طرف، ودون فرض من اي جهة ومالم تتاح هذه الفرصة للشعب في اختيار حكامه بحرية ودون توظيف الدين والمذهب والأموال والوجاهات والعصبيات القبلية والمناطقية والطائفية، بدون تحقيق هذه الغاية فإننا في هذه البلاد سنفني ونباد عن بكرة أبينا ونحن نلعن بعضنا ونعيش في آتون التخلف والجهل والاحتراب الاجتماعي..!
28 مارس 2024م

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)