ريمان برس - خاص -
بداية هل تريد واشنطن فعلا إيقاف حرب غزة، بالشكل الذي وصلت إليه الحرب..؟
شهدت المنطقة خلال الساعات الماضية محادثات مكثفة ورحلات مكوكية سرية وعلنية لمسؤلين امريكيين صهاينة وعرب، رحلات شهدتها (تل آبيب، القاهرة، الدوحة).. فالقاهرة والدوحة هما الوسطاء الإقليمين بين الكيان والمقاومة، وهما المخولان طبعا من واشنطن، وواشنطن هي حسب المعلن هي الضامن للوسطاء أي للقاهرة والدوحة على الكيان الصهيوني..!
المقاومة وافقت مؤخرا على ورقة وقف العدوان المتضمنة على ثلاث مراحل كل مرحلة مدتها 42 يوما تشمل المراحل الثلاث المترابطة على هدن مؤقته يجري خلالها تبادل الاسري والرهائن بين الكيان والمقاومة، فتح المعابر وإدخال المساعدات، سحب القوات المحتلة من كل قطاع غزة، والبدء في إعادة الاعمار في القطاع، هذه المراحل الثلاث تؤدي في المحصلة الأخيرة الي وقف دائم وشامل للحرب..
المتابع لتراجيديا المفاوضات ومواقف الأطراف الفاعلة والراعية والمعنية من نتائج المفاوضات يجد نفسه أمام منظومة من التساؤلات حول تداعيات الارتباك التي بدت عليها مواقف كل من الكيان الصهيوني وامريكا،والتي بدت واضحة بعد موافقة حركة المقاومة على الورقة الأخيرة أو بالأصح على الصيغة الأخيرة التي حملتها ورقة المفاوضات، والتي طبعا حصلت على موافقة مسبقة من قبل الراعي الأمريكي ومن قبل الكيان الصهيوني، لكن كان على الوسطاء إقناع حركة المقاومة بالصيغة النهاية للحل وعلى مدى الايام الماضية تابعنا جميعا تصريحات البيت الأبيض والخارجية الأمريكية، كما تابعنا تصريحات القادة الصهاينة الذين جميعا اجزموا بأن الكرة في ملعب حماس وعلى حماس القبول بالصيغة الأخيرة للحل، في ذات الوقت كان قادة الكيان يتحدثون عن أهمية وضرورة الدخول إلى مدينة رفح كهدف استراتيجي بالنسبة لرئيس حكومة العدو وتيار المتطرفين في حكومته الداعمين لفكرة إبادة الشعب العربي في فلسطين وتدمير المقاومة..؟!
قبول المقاومة بالصيغة الأخيرة التي توصل إليها الوسطاء مع الكيان الصهيوني وامريكا، أوجد حالة ارتباك لدى الراعي الأمريكي والمعنى الصهيوني وتزامنا مع اعلان حماس قبولها بالحل بدأ الجيش الصهيوني يستهدف مدينة رفح فيما زاد غليان الشارع الصهيوني ضد الحكومة ورئيسها مطالبين بقبول الصفقة ، فيما أعلنت واشنطن من جانبها إنها تلقت اعلان قبول حماس بورقة الحل عبر وسائل الإعلام..؟!
معروف ان ( وليم بيرينز) رئيس جهاز المخابرات الأمريكية موجود في المنطقة منذ بضعة أيام لمتابعة هذا الموضوع تحديدا وهو يتنقل بين القاهرة والدوحة، ويمارس ضغوط على الوسطاء ليضغطوا بدورهم على المقاومة للقبول بالصيغة وقد قبلت بها المقاومة مؤخرا لاعتبارات عدة أبرزها تجنب مجازر قد يرتكبها الصهاينة في مدينة رفح، ومن أجل رفع الحصار وإدخال المساعدات وإعادة النازحين الي منازلهم في كل مدن واحياء القطاع، دون أن نغفل أهمية تعزيز العلاقة بين المقاومة والوسطاء مصر وقطر وتقديرا لمواقفهما بمعزل عن التحفظات حول ادوارهما، إلا أنها قدمت لهما موافقتها بقبول ورقة الحل المطروحة من قبلهما ما يجعلهما يقدران هذا الموقف من المقاومة وهما من تحركا بناء على طلب أمريكي وبضمانة أمريكية باعتبار الوسطاء مصر وقطر هما أيضا الطرف الضامن على المقاومة وامريكا هي الضامن على الكيان الصهيوني..؟!
إذا ماذا استجد بعد اعلان المقاومة قبول صيغة الحل؟
صهيونيا أحدث قبول حركة المقاومة لصيغة الحل صدمة لنتنياهو الذي يجد نفسه محاصرا بين الداخل والخارج، في ذات الوقت الذي يشعر فيه أن قبوله بالصيغة هذه يعني الإقرار بهزيمته والذهاب للسجن..؟!
أمريكا وقبل أن يتحدث الناطق الرسمي سرب احد مسؤليها بأن الكيان غير حسن النية في المفاوضات ثم أعلن الناطق الرسمي أن بلاده تلقت اعلان قبول المقاومة لصيغة الحل عبر وسائل الإعلام..؟
طيب وماذا يعمل رئيس، جهاز مخابرات أمريكا في المنطقة؟
تداعيات جاءت بعد أعلن الكيان بدء عملية عسكرية في رفح ثم توجه وفد صهيوني للقاهرة؟!
فهل بإمكان واشنطن إذا إجبار الكيان على القبول بالحل الذي وافقت عليه مسبقا؟ أم سينجح تمرد نتنياهو على أمريكا وعلى الشعب الصهيوني وعلى الوسطاء والعالم؟!
الكيان الصهيوني اليوم وضعته المقاومة في أزمة غير معهودة وغير مسبوقة، أزمة سياسية واجتماعية واخلاقية تفوق تداعياتها تداعيات أحداث أكتوبر الماضي بالنسبة للصهاينة حكومة وشعب..؟
فهل تفرض أمريكا هيمنتها على الكيان الصهيوني؟ أم تفشل وتخسر مكانتها في المنطقة والعالم؟
7 مايو 2024م |