ريمان برس - خاص -
حتى لا يذهب البعض بأفكاره بعيدا من خلال العنوان فأن من اقصده هو (ناصر) الأخ والصديق الذي يعيش في أوساطنا.. إنه ذالك الإنسان الرائع، الصادق في كلامه، الصريح الذي لا يخشى في كلمة الحق سوي ربه.
بدأ حياته مجاهدا في سبيل حياة كريمة، وعصاميا يتطلع نحو أهدافه النقية المجردة من الشوائب، غير أن تركيبته النفسية والفكرية وقناعته قادته إلى طريق (التصوف) أو ربما (التصوف) هو من اختار (ناصر)، المهم (ناصر) صاحبي هذا ومنذ اختار الطريق الذي سار عليه وهو يبدع ويتألق ويجدد ذاته ومفردات تصوفه حتى جعلني اعشق ثقافة التصوف وارتاد مجالس المتصوفين ويزداد اعجابي ب (ناصر) الذي ينتمي اصلا لأسرة عريقية بالتصوف هي أسرة (عوهج) في (الأعروق _ حيفان _تعز) وفي كنف والده المرحوم طيب الذكر السيد محمد عبد اللطيف عوهج _رحمة الله تغشاه وتسكنه جنات الفردوس _تشرب (ناصر) أبجدية الحرف والكلمة وعرف طريق التصوف الصادق والمخلص لله ولرسوله، طريق الآمر بالمعروف والنهي عن المنكر، طريق قول كلمة الحق دون وجل أو خشية إلا من الله.. طريق الزاهد الباحث عن كل ما يقربه من الله ورسوله، المتنكر لكل مغريات الدنيا، الناقد لكل من يراه انحرف عن جادة الحق بغض النظر عن قربه أو بعده عنه.
عرفته منذ طفولته وان بعدت عنه فأن اخباره لم تغيب عني مثله مثل كثيرون عرفتهم ووصلت لي أخبارهم واخبار مسارهم الحياتي، وكل مرة كانت اخبار (ناصر) تشير لمسار مستقيم وتدل عن شخصية بسيطة ومتواضعة ولكنها بعيدة عن تراجيديا الحياة ونوازعها المثيرة التي قادت كثيرون إلى مسارات متعرجة ومثيرة ومربكة.. مسارات قاومها (ناصر) وتغلب عليها رغم مغرياتها الدنيوية.. قد لا نجد ب (ناصر) بعضا من حصافة بل كثيرا من صراحة يراها البعض (وقاحة) لكنها في الحقيقة كلمة صدق فصاحبي هذا لا يعرف (النفاق) ولا يحبذ المجاملات خاصة إزاء قضايا حياتية واجتماعية لا تحبذ فيها المجاملات ولا المواربة خلف مفردات منمقة وهذه أجمل صفات (ناصر) الذي قد يصدم الآخر بنقده لكنه النقد الذي يفيد المنقود ويجعله يصحح مواقفه وسلوكه..!
في ابتهالاته ينقلك (ناصر) إلى لحظات تأمل صوفية تنسيك كل مغريات الدنيا ومعه تعيش تلك اللحظات بقلب ملي بالإيمان ونفسٍ مسكونة بروحانية غزيرة المشاعر والأحاسيس التي تحملك الي عالم آخر، عالم ترى فيه الدنيا بكل مغرياتها وملذاتها وكأنها أصغر بكثير من (جناح بعوضة)..!
لم يتلوث (ناصر) بتراجيديا السياسة وهمومها وتداعياتها ومفرداتها القاصرة، بل ظل ولايزل متأمل ساخرا من كل جدل سياسي عقيم يرى إنه افقد أصحابه عقولهم وأفقدوا البلاد سكينتها واستقرارها..!
يرى إننا نعيش في بلاد افقدها الفساد والفاسدين ألقها وحكمتها وإيمانها ومشاعرها الروحانية، ويؤمن أن (دعاتها فاسدين) و(علمائها ملوثين) و(فقهائها منافقين) وأن جميعهم نسوا وتجاهلوا القول المأثور (الدين النصيحة) وتجاوزو واجبهم الديني في (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) وهذا ما اوصلنا والبلاد الي ما نحن عليه اليوم..؟!
يؤمن (ناصر) بأن الدين والسياسة لا يجتمعان في زماننا وان من الواجب أن ( تدين السياسة لا ان يسيس الدين) وان من ( سيسوا الدين) واتخذوا منه وسيلة وذريعة لتحقيق أهداف سياسية هم من جعلوا الدين عرضة للنقد والانتقاد من الاخر الحضاري أو من قبل المحسوبين على العرب والمسلمين..؟!
أن لصاحبي فلسفة خاصة بالدين والحياة والتصوف والعلاقة الاجتماعية، والوطن والوطنية، وله موقف من السياسة والسياسيين، ومن يستمع إليه يجد نفسه يستمع لفيلسوف اجتمع في شخصيته ابن خلدون، وابن رشد، وسفيان الثوري، والحلاج..؟!
فتحية إجلال وتقدير للصديق العزيز السيد ناصر محمد عبد اللطيف عوهج.. راجيا من الله له التوفيق والفلاح. |