ريمان برس -
أحمد سيف حاشد إيقونة نضالية وطنية، وإنسان مفعم بالمشاعر والأحاسيس الوطنية والإنسانية منذ عرفناه وهو صوت من لا صوت، هو صوت المقهورين ولسان حال المظلومين وما أكثرهم في هذا الوطن.. رجل لم يعشق المناصب ولم يحبذ الشهرة، ولم يبحث بوما تن مغنم بل كان دائما صوت الحق وعنوان الكرامة كان ولايزل وطن متحرك يحمل على اكتافه هم وطن وشعب.. هذا هو أحمد سيف حاشد قبل الوحدة كان وبعد الوحدة كان وفي زمن العبث بقي هو رجل تغير كل شي حوله الوطن والناس والجغرافية وبقي شامخ كجبل نقم وجبل شمسان وجبل صبر لم يتغير ولم يبدل مبادئه..
أحمد سيف حاشد يستحق كل الاحترام والتقدير ويستحق أن تنحني له هامات كل عاشق لوطنه وشعبه، وعلى اللصوص أن يدركوا ان هذا الرجل يبقى حتى وهو عليل بسبب المرض أقوى منهم وأكثر واشد صلابة من كل تخرصاتهم ونزقهم.. قليلون هم أمثال حاشد لكن الفاسدين ما أكثرهم وخاصة في هذا الزمن المتأركس الذي كل شيء فيه يسير عكس السير ويتجه بعكس الاتجاه.. حيث الوطني يحارب والفاسد يمجد، ومع ذلك يعرف خصوم الرجل انه أصدق من كل اكاذيبهم وانزه منهم وأكثر حرصا على الوطن والشعب منهم..
يعرف خصوم الرجل ومنتقديه انهم مفضوحين وغير قادرين على إدانة رجل عصامي رجل إذا تحدثوا عن مسيرة قرآنية هو من تنطبق عليه صفاتها وليس غيره الذين اتخذوا منها شعارا لتحقيق غايتهم.. رجل قاوم بعصامية كل الأنظمة الشطرية والوحدوية وجاهر بكلمة الحق أمام اباطرتها دون خوف أو خشية، وهو من قاد حملات ومسيرات حين كان بعض رموز أنصار الله في المعتقلات ودافع عنهم ليس كأنصار الله بل كمواطنين يمنين مقهورين لهم حق في الحرية والتعبير عن قناعتهم.. أحمد سيف حاشد وسلطان السامعي، والقاضي قطران، وعبده بشر وأسماء كثيرة هم وجوه مشرقة في المرحلة وهم من يزينوا الرحلة بمواقفهم الوطنية وهم من ينتقدوا بدافع الحرص ورغبة في النجاح وليس بدافع الحقد كما يتصور بعض الاغبياء الذين يتوهموا أن الزمن قد دان لهم وان ليس هناك من يجب أن ينتقدهم أو يلومهم على تصرفاتهم وعنجهيتهم..
أحمد سيف حاشد رابط في صنعاء ورفض كل المغيرات رفض الثروة والجاه والنفوذ لدى الآخرين وتمسك بمواقفه الوطنية ولو كان هو او الشيخ سلطان السامعي أو الآخرين الذين يواجهون طوابير الفاسدين يبحثون عن المغانم لالتحقوا بمن عرضوا عليهم المغانم الحقيقية لكنهم لم يفعلوا وفضلوا الانحياز لوطنهم ووطنيتهم غير مكترثين بكل ما قد يحيق بهم مؤمنين بدولة مواطنة متساوية، دولة تسودها العدالة وحكم القانون، دولة ذات سيادة تحتضن كل أبناء اليمن دون إستثناء، دولة تؤمن ويؤمن القائمين عليها ان الحكم للشعب وان اليمن تحكم بالتراضي والتوافق والعدل وان لا فئة بذاتها يمكنها التفرد بحكم اليمن، دولة رموزها يؤمنوا بأن كل صراع ينتهي بالمصالحة وكل يقبل بالأخر، وان لا قطيعة ولا نفي ولا انفصام بين أبناء الوطن، وان لا أحد يمكنه ان يلغي الآخر وان اختلف معه والا تقسمت البلاد الي كانتونات.. أحمد سيف حاشد يؤمن أن الوطن يتسع للجميع وان لا أحد يحتكر الوطنية فيه..
نعم يعاني هذا المناضل من ألم تعرض له نتاج الجهد الذي يبذله من أجل هذا الوطن واهله ومن حقه أن يحصل على العلاج المناسب داخل أو خارج الوطن وعلى سلطة صنعاء واجبا ملزما عليها ان تؤديه لهذا المناضل ليس منا منها بل حق مكتسب لهذا المناضل على وطنه وعلى مو يتولون شؤن البلاد توفير منحة علاجية كأقل واجب تؤديه تجاه مناضل وطني تاريخه النضالي يفوق بكثير تاريخ أولئك الذين يتسيدون اليوم مراكز صناعة القرار..!
لقد تابعت كغيري أوضاع وضروف هذا الهامة الوطنية واستغرب من هذا الصمت الرسمي الذي تعامل مع مرض هذا المناضل بإذن من طين واخرى من عجين وكأنه يتسولهم أو يستجدي مكارمهم، بل هو حق له السلطة ملزمة والحكومة ومجلس النواب الذين يرفلون بقدرات الوطن ويوزعون المكارم على اللصوص والفاسدين دون وجه حق..
أن الماثل أمامنا يوحي وكأننا نشاهد ترويكا الفساد تعاقب بتلذذ بقايا شرفاء الوطن وتحاسبهم على شرفهم أو تعاقبهم على نزاهتهم وشرفهم وعصاميتهم ورفضهم الانخراط في طريقها والتطبيل لاطفال الفساد وحديثي النعم الذين لم يكونوا يوما يتخيلوا وصولهم الي المواقع التي يشغلونها اليوم..
للموضوع صلة |