الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
كان خبر وفاته الذي بلغني به الزميل منير أحمد قائد العريقي قد نزل عليا  مثل الصاعقة.. لدرجة اني وحتى اللحظة الذي بدأت اكتب فيها هذه المفردات وانا غير مصدق إنه رحل وإننا لن نتقابل ولن نتواصل لا هاتفيا

الإثنين, 20-مايو-2024
ريمان برس -

كان خبر وفاته الذي بلغني به الزميل منير أحمد قائد العريقي قد نزل عليا مثل الصاعقة.. لدرجة اني وحتى اللحظة الذي بدأت اكتب فيها هذه المفردات وانا غير مصدق إنه رحل وإننا لن نتقابل ولن نتواصل لا هاتفيا ولا عبر الواتس أو الفيسبوك، ولا اتخيل اني حين انزل تعز الحوبان لن أجده في استقبالي.. ولا اتخيل اني لا أرى الرفيق منصور عوض في صنعاء أو لن اشاركه في (مقيل) عندي أو عند الأخ منير العريقي أو في مكان ماء..
يا الهي رحل عن دنيانا منصور دون أن يودعنا ودون أن يقول لنا لماذا؟ وكيف قرر أن يرحل.. استغفر الله العظيم.. اعرف ان الموت حق وكلنا سنموت غير أن رحيل منصور جاء على عجل وكأنه كعادته حين كان يفارقنا دون علمنا ثم يتصل يبلغنا إنه في البلاد لأمر طارئ..
منصور ليس مجرد شخص عابر في حياتي أو صديق جمعتنا به الصدف بل اخ وأخ عزيز ورفيق مسيرة حياتية تمتد منذ عام 1994 م ارتبطنا بعلاقة أخوية صادقة ونقية أولادي زكريا، أحمد، نصر، لم يستوعبوا بعد رحيل العم منصور، وانا والدهم كذلك، ومع ذلك ليس أمامنا غير التسليم بهذا الرحيل فلا راد لقضاء الله وقدره، رغم إن رحيله هزني لدرجة ان أعطاني الأخ منير العريقي هاتف الولد عبد الكريم منصور، واعترف اني حتى اللحظة أشعر بعجز وربما خوف وربما لا أعرف ماذا يعجزني عن الاتصال بولده عبد الكريم لاعزيه في وفاة والده كأقل واجب يمكن أن اقوم به، وأصدقكم القول إنني عاجز عن القيام بهذا الأمر، وعاجز حتى في اختيار مفردات وعبارات تناولاتي هذه، التي اسطرها بتلقائية بعيدا عن الأنماط الرسمية.
لقد عرفت منصور عوض المناضل الشجاع والصديق الوفي والأخ المخلص الذي لم تلده أمي، عرفته رجل موقف عند الشدائد، نقي لدرجة ان نقائه قد يكون سببا في رحيله المبكر، وبرئ لدرجة ان برأته كانت سبب في عدم إنصافه ورحيله عن دنيانا مقهورا على وطن وعلى ما وصل إليه الوطن والشعب، وعلى ما لحقه من ظلم وظيم..؟!
كان منصور وطني وقومي عزيز وشريف وصادق ومخلص لمبادئ وقيم أمن بها وتمسك بها رغم الضروف القاهرة التي مرا بها خاصة خلال الفترة الأخيرة الممتدة من عام 2014_وحتي رحيله بداها في قضية عبد الكريم نجله الأكبر وما تعرض له من تعسف ما كان له ان يكون إلى هموم أخرى ضاعفت من ازماته ومع ذلك كان منصور صامدا يكبت جراحه ويبتسم ويضحك وكأن شيئا لم يكن، لكنه داخليا كان يعاني ويخفي معاناته ورغم كل ما به لم يكن يتردد في تأدية واجبه تجاه وطنه، كان عسكريا محترفا ومناضلا قلما نجد مثله في الإيثار والتضحية وتلبية الواجب رغم المخاطر، تعرض لأكثر من إصابة جسدية، وتغلب عليها لكنه لم يتمكن طويلا من إخفاء جراحاته الداخلية التي كتمها حتى أعلن قلبه مؤخرا إنه لم يعد يحتمل ما حمله منصور فقرر التوقف بطريقة درامية ودون مقدمات ودون إنذار وهذا ما جعل رحيله بالنسبة لي وكثيرين من الرفاق والزملاء غير قابل للتصديق من الوهلة الأولى.
يوما واحدا أو بضع ساعات تفصلنا عن آخر تواصل معه عبر الواتس معلقا على أحد مقالاتي قائلا ( يحميك ربي رفيق طه العامري أيها القلم الذهبي النادر في زمن العميان).. آه.. يا منصور أوجعني رحيلك ولا اعرف كيف ارثيك، ولا كيف اعزي عبد الكريم برحيلك وبقية افراد أسرتك الكريمة، ولا اعرف من سيعزينا فيك..؟!
نعم يا منصور.. لا أعرف ماذا أفعل لك بعد رحيلك؟ ولا كيف سأتحدث عن مسيرتنا معا..؟!
لكني ساضل اتلوا على روحك ما تيسر من كتاب الله راجيا الله أن يتغمدك بواسع الرحمة والمغفرة وان يسكنك في جنات الفردوس مع الأنبياء والرسل والشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقا، وان يلهم أولادك وأفراد أسرتك _اولا _الصبر والسلوان ويعصم قلوبهم وينزل علينا نحن أصدقائك واخوانك ورفاقك السكينة.. ولا نجد إلا أن نقول انا لله وانا اليه راجعون ولا حول ولاقوة الا بالله العلي العظيم.
واعاهدك ما حييت سادون سيرتك وانقلها للناس ما حييت.. وداعا أيها الرفيق النبيل فعلي طريقك كلنا سائرون.
20 مايو 2024م

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)