ريمان برس -
يرحلون.. يغادرون تباعا، ما أن انهمك بحزني عن أحدهم، حتى اتفاجيء برحيل الآخر.. بهدوء يفاجئني رحيلهم ، بلا مقدمات يذهبون بعيدا يغادرون دنيانا الي دنيا أخرى، دنيا الخلود الأبدي.. يذهبون لابقى مكلوما بذهابهم، لكن مع كل رحيل يرحل جزءا مني من مشاعري، من احاسيسي من حياة كانت معهم رغم كل منغصاتها مقبولة.. هم يرحلون كلا على طريقته وبطريقة ارادها الله، وانا باقٍ ببعض مني وليس بكلي، فأنا ارحل مع كل رحيل مفاجئ.. نعم بكاملهم وانا بالتقسيط ارحل، فكل راحل يأخذ مني ما تيسر من مشاعر الحياة..!
قاسٍ هذ الرحيل المتوالي لأنفس كانت تحمل من الرقي أعظمه ومن سموء الأخلاق ومكارمه ما يشعرك إنهم بمثابة مستودعات لهذه القيم النبيلة التي نادرا ما تجدها في بعض البشر..!!
بالأمس كنت مهموم وحزين على رحيل الرفيق والأخ والصديق ابن محافظة المحويت الذي عرفته كل اليمن منصور عوض_رحمه الله _.
حتى صعقني صباح اليوم خبر رحيل اخي وصديقي ورفيق النضال والفكر والعقيدة والهوية الأخ والزميل على المغربي.. يا الهي..؟!
نبلاء يرحلون.. الموت حق.. اعترف اني صرت أمقت هذا (الحق) واكرهه رغم إيماني بالله سبحانه وتعالى وإيماني بأن الموت هو الحقيقة المطلقة في هذا الكون وهذه الحياة، غير اني فعلا صرت أمقت هذا (الحق) ليس خوفا منه فكلنا به سنذهب ونرحل عن هذه الدنياء الفانية.. لكني أمقت واكره الصداء الذي يتركه في نفسي وكم الأحزان التي تدهمني كلما تفجأت برحيل..!
(المساح_ منصور عوض _ على المغربي) ماذا بعد يا رب..؟!
اعترف اني مرتبك برحيل الأخ والصديق على المغربي كما ارتبكت برحيل أصدقاء سبقوه الي ملاقاة الخالق سبحانه وتعالى، وكأنهم في عجلة من أمرهم لهذا اللقاء..
لم ينقطع تواصلي مع الأخ علي المغربي طيلة وجوده خارج الوطن، تابعته وهي يؤدي العمرة في مكة المكرمة، تواعدنا على اللقاء في صنعاء قريبا..!
تواصلنا عبر شبكات التواصل لم ينقطع يوميا، وان كنت لم أعرف متى عاد الي صنعاء، لم اسأله ولم يبلغني رغم إننا يوميا نتواصل عبر الواتس والفيسبوك، فقط امس خلدت مبكرا للنوم فصحيت الصباح على منشور للأخ والصديق العزيز علي عبد الله عزان ينعي اخينا وصديقنا ورفيق دربنا على المغربي الذي قضى بحادث مروري، لم أصدق للوهلة الأولى فدخلت الفيسبوك لاجد مراثي الزملاء تملاء صفحاته عجمت.. ارتبكت.. يا الله.. لماذا الطيبون وحدهم يرحلون..؟!
في آخر رسالة بالواتس يقول علي ( اللهم إجعلنـــــا ممّن
إذا أنعمــتَ عليـــهم شكــروا
و إذا إبتليتـــــهم صبــــروا) وقبلها قال لي في رسالته (أكثر الناس معاناة هذه الأيام هم الذين تربوا جيداً.
فهم في جهاد دائم للحفاظ على ما تبقى من فضائل الأخلاق.
اللهم كن لإخواننافي فلسطين عامة وغزة خاصة.
جمعتك مباركة وسائر أيامك).. الله ما أجملك أيها الراحل النبيل.. ما أرق مشاعرك وأعظم مواقفك وسلوكك..
قبل بضعة أيام راسلنا يسألنا عن الاستاذ والمناضل المربي الوطني والقومي ياسين شاهر العريقي، وهل هو من قرية (القلة) بالأعروق؟ واصفا قرية القلة ب(قلعة الناصرية) فأجبته بنعم هو منها ومن بيت (الشجاع) وهم بيت (مشائخ) فضحك وقال إذا ساناديه من الان ب (الشيخ ياسين) بعدها تواعدنا على اللقاء الذي لم يحدث.. كثيرة هي الذكريات مع الراحل النبيل على المغربي _رحمة الله تغشاه وتسكنه الجنة _ التي بدأت يوم زارني لمنزلي بالحي السياسي قبل أكثر من ثلاثة عقود تقريبا بصحبة الشيخ والمهندس عائض الشميري حين كان المهندس عائض مديرا لمكتب أشغال العاصمة صنعاء.. ومن يومها توطدت العلاقة بيننا واللقاءات وعرفت حينها أن على ينتمي (للحركة القومية الناصرية) وان تجانس فكري وعقائدي يجمعنا فزاد هذا من متانة العلاقة.
رحم الله الزميل والأخ والصديق على المغربي واسكنه فسيح جناته..وخالص العزاء وأصدق المؤاساة لأولاده ولكل أفراد أسرته ولكل أصدقائه ومحبيه وما أكثرهم.. انا لله وانا اليه راجعون.
ولي تناولات أخرى أن طال بي العمر عنه باذنه تعالى.
المكلوم حتى الوجع برحيله
طه العامري
23 مايو 2024م |