ريمان برس -
نصف قرن من الزمن تقريباًمنذ حركات التحرر العربية والغرب يتشدق بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وجعلوا من هذه المصطلحات سيف مُسلط على رقاب الانظمة الحاكمة حول العالم وخصوصاً الأنظمة العربية الحاكمة مارس الغرب وعلى راسمهم الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا الإبتزاز و الإنتهازية باقبح واوسخ واقذر صورها بإستخدامهم هذة المصطلحات ضد الانظمة التي ترفض ان ترضخ لهم وترفض الإنبطاح والخنوع والإستسلام لرغباتهم واوامرهم وإملاءتهم .فيبتزوها بهذه المصطلحات الفطفاطة ويتم تهديدها بها وانها اي الانظمة الحاكمةستكون عُرضه للعقوبات والحصار والعُزلة الدولية بتهمة انتهاك حقوق الانسان في اوطانها إن لم تنفذ مايُطلب منها .وانها انظمة قمعية ودكتاتورية وتصادر الحريات والحقوق في اوساط شعوبها وتمارس التنكيل والتعذيب بحق الشعب الذي تحكمه .هذا في العلن اما في السر يتغاضى الغرب وفي مقدمتهم امريكا وبريطانيا في حالة تحولت هذه الانظمة الى عملاءوتابعين لهم وينفذوا املاءاتهم وكل مايطلب منهم وموافقتهم على نهب ثروات ومقدرات وخيرات بلدانهم .سيتم التغاضي عن كل مايرتكبوه من جرائم وقمع وتنكيل وتعذيب بحق شعوبهم.
هذا مانعرفه جميعاًوليس بخافي على احد.ولعلكم تتذكرون كيف وقف الغرب على رجل واحدة في ربيع 2011م من الانظمة التي لم تخنع لهم بشكل كامل .فخرج المسؤلين الغربيين يهددوا ويحذروا الانظمة الحاكمة من المساس بالمتضاهرين والمعتصمين في الشوارع والساحات والذين ينادون باسقاط دولهم واشاعة الفوصي والاحقاد والكراهية في اوساط شعوبهم ويطالبوا الحكومات التي شملها الربيع العبري بحماية المعتصمين مالم سيتدخل الغرب لحمايتهم وهذا ماحدث بالفعل بليبيا وسورية تدخل حلف الناتو ودمر هذه الدول بحجة حماية الشعوب .فاعتقد البعض من الاغبياء ان الغرب يحبهم وان تدخل الغرب هو من اجل سواد عيونهم.ومن اجل الحرية والديمقراطية وحماية حقوق الانسان هكذا توهم الاغبياء والمغفلون .
الى ان جاء طوفان الاقصى وهو حق شرعي لمقاومة المحتل ليكشف لنا زيف هذه المصطلحات (الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان) في بلدانهم الغربية واسقط لنا طوفان الاقصى وحرب الابادة في غزة التي ترتكبها ربيبتهم دولة الكيان الصهيوني الفاشي ضد اطفال ونساء وشيوخ فلسطين في الضفة والقطاع.ان هذه المصطلحات الغربية ماهي إلا شعارات جوفاء وخداعة وكذبة كُبرىٰ وزائفة حتى في دولهم الغربية .وضهر هذا جلياً عندماخرجت شعوبهم تؤيد الحق الفلسطيني فتم قمعهم والتنكيل بهم واعتقالهم وفض اعتصاماتهم السلمية ومنعهم من التضامن مع غزة والشعب الفلسطيني ووصل هذا القمع حتى في وسائل التواصل الاجتماعي عن طريق حذف وحظر كل من يتضامن مع غزة تحت مبرر سخيف وواهي وهو معاداة السامية.
ليس هذا وحسب بل قامت الدول الغربية التي تتشدق بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان بدعم الاحتلال الصيوني مالياً وسياسياً واعلامياً وقدمت له كافة الدعم العسكري مئات الالاف من اطنان السلاح المتطور والفتاك قدمه الغرب لإسرائيل لقتل الشعب الفلسطيني وتدمير مدنه ومنازله ومستشفياته ومدارسه وجامعاته ومعاهدة العليمية وطرقه وكل ماهو قائم في غزة حوله الاحتلال الى ركام باسلحة الغرب (الديمقراطي) .
سقطت حرية التعبير في الدول الغربية وسقطت مبادئ الديمقراطية وسقطت ورقة حقوق الانسان عندما تعلق الأمر بالكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين. حتى قرار محكمة العدل الدولية الاخير انبرأ مسؤولي الدول (الديمقراطية والحرية والعدل والتي تدعي انها حامية حقوق الانسان ) كما تزعم ليقولوا في المحكمة مالم يقوله مالك بالخمر وانها وجدت فقط لحاسبة افريقيا وروسيا وليس اسرائيل.
وختاماً اطرح السؤال التالي هل تتعض الانظمة العربية الحاكمة وبقية الانظمة المستضعفة حول العالم من موقف الغرب المعادي للحرية والديمقراطية وحقوق الانسان التي يتشدقون بها؟؟
نظير العامري |