ريمان برس - خاص -
هي فلسطين الأرض المباركة التي منها كانت البداية وفيها تكون النهاية.. هي أرض الأنبياء حاضنة الأقصى مسري رسول الله محمد عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام، هي الأرض التي منها انطلق خاتم الأنبياء والرسل النبي العربي الوحيد الي الملكوت الأعلى_ حيث العرش والكرسي وسدرة المنتهي _ وهي حاضنة الأنبياء والرسل ومسقط رأس (روح الله) من تحدث ب(المهد صبيا).. هي (دوحة الله) و حديقة العشق الروحاني.. هي روضة التصوف، وزاوية الخلود..
يستوطنها عبق التاريخ، وفيها نقاء الروح، وسكينة القلوب المطمئنة العامرة برائحة الحب لله ولانبيائه ورسله الذين عقموا ترابه باجسادهم ونفحاتهم وروحانية الحق والخلود..
فلسطين جغرافية شكلتها (توراة موسى) و (إنجيل عيسى) و (مزامير داؤد) و (صحف إبراهيم).. وعليها رسمت أقدام سيد الأنبياء والمرسلين، وعلى ترابها ترك (البراق حوافر) معجزاته، في تأكيد على قدرة الله الذي جعل من فلسطين مسرحا لجدلية (الحق) و (الباطل)..
هي دوحة الأديان ومحراب الأنبياء والمرسلين، وهي أرض المعجزات، باركها الخالق، وعلى شواطئها كان (عرشه)..!
هي الشجرة المباركة التي تقاوم التجذر بالتطلع، وتقاوم عوامل الزمن وتحدياته بتأكيد شرعية الخلود والاستحقاق..
هي فلسطين النضال والمقاومة والجهاد و (الحق) الذي ينازل ( الباطل).. هي محراب الشهادة، ومحراب الزهد والإيثار، وهي عنوان الصمود الذي لا يقهر، ولا يقبل الضيم والتقهقر.. هي المسري، وهي قبلة الأنبياء، وفي اقصاها اماء نبينا العربي أخوانه من الأنبياء والمرسلين..
فيها (النخلة) التي إسقطت رطبها إكراما (للعذراء)، وفيها كانت معجزات _الله _حيث انتصر لانبيائه ورسله، وفيها تساقطت أحلام الغزاة، وعليها كان دائما احباب الله هم الغالبون..!
كثيرة الدماء التي روت أرضها، وكثيرة الأقدام الطاهرة التي داست على ترابها، والأكثر منها المعجزات الروحانية التي ارتبطت بحبل الله فيها ومنها..هي فلسطين إيقونة الثورة والشهادة، هي التي دفعت وتدفع ثمن كل ذرة رمل فيها قوافل من الشهداء.. فيها دارة معارك الحق ضد الباطل وعليها انتصبت راية التوحيد وكانت ( أولى القبلتين) ولاتزال حاضنة (لثالث الحرمين).. إليها كان المسرى ومنها كان الإسرا لسيد خلق الله وأطهرهم وأنقاهم وأكثرهم حبا ورحمة من ارسله الله رحمة للعالمين فكانت فلسطين محطة انطلاقه لعرش خالقه ليعود جاهرا بدعوته للخلق..
فلسطين لم تهزم يوما، ولم تذعن للباطل يوما، ولم تسلم على طاغٍ ولم ترحب بظالم.. بل كانت ولاتزال وسوف تستمر طاهرة نقية، حرة ابية، كريمة بنضالها، عظيمة بتضحياتها، شامخة بمجدها، فارهة بروحانيتها وعبقها الذي يتناثر على الجغرافية الإسلامية بكل ما يحمل من عبير الذكريات الخالدة.
في إنسانها تسكن روحانية الأرض، وفي ذاكرتهم يستوطن التاريخ، على تضاريسها التي نحتت سيرة أديان السماء وشرائعها، ومنها كانت أولى مفردات التوحيد التي تسري في الذاكرة البشرية المؤمنة. |