الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
يبدو أن (الظلم والقهر الاجتماعي) قدرا علينا أن نقتاتهما جيلا بعد جيل وكابرا عن كابر.. مظاهر نتعايش معها منذ ايام ( عاد وثمود).. منذ تمزقت أرض الجنتين، و تباعدت الأسفار، وتمزقنا شر ممزق، منذ تلك العصور

الأربعاء, 07-أغسطس-2024
ريمان برس -

يبدو أن (الظلم والقهر الاجتماعي) قدرا علينا أن نقتاتهما جيلا بعد جيل وكابرا عن كابر.. مظاهر نتعايش معها منذ ايام ( عاد وثمود).. منذ تمزقت أرض الجنتين، و تباعدت الأسفار، وتمزقنا شر ممزق، منذ تلك العصور البائدة ونحن نقتات مرارة العيش والحياة، ونعيش في كنف كل (جبار عنيد)..!
ذات يوم مؤغل ذهب (سيف) ليستنجد ب (سيوف فارس) ليستعين بها لمواجهة ( أبناء جلدته) وبما إننا نجتر مآسي التاربخ ذهب البعض بعد الآف السنيين ليعيد إجترار الظاهرة، لتواصل الظاهرة فرض قوانينها وإستحضار ظواهرها وكأن العقل اليمني لم يستوعب من حقائق التاريخ عبرا تذكر..!
لم يستوعب هذا العقل حقيقة أن (سيف) قضى نحبه على يد من استنجد بهم، الذين استباحوا دمه ثم استباحوا سيادة وطنه  وكرامة شعبه..!
والموال يواصل ترانيمه، والمشهد يعيد تجسيد تراجيديته وأطرافه تواصل ترسيخ مفردات الظلم والقهر على الجموع المتهالكة  رافضة التراجع عن غيها متمسكة بشرعية القوة وحقها في التسلط وتوزيع القهر والظلم وتعتبرها  مكاسب ومنجزات  للشعب  الذي عليه أن يتحمد الله عليها وأن (يقبل أيادي حكامه) ولهم يحني هاماته إجلالا وتقديرا، مع ان هامات هذا الشعب أصبحت تعانق أرصفة الشوارع الملوثة بحوافر خيول الطغاة..؟!
هنا حيث يصبح (الحاكم إلاها) يعبد و( المحكوم عبدا) مهمته الوجودية محصورة في طاعة جلاديه والخنوع لإرادتهم والقبول بتسلطهم واعتبار طاعتهم فرض عين وجزءا أصيلا من العبادة والتوحيد   ..؟!
ثمة قول مأثور يقول (لا تسأل الظالم لماذا ظلم؟ بل اسأل المظلوم لماذا قبل بالظلم)؟!
والظلم حين يصبح هوية النخب المتسلطة، يتحول إلى قوت يومي يقتاته المظلومين خاصة إذا تم تبرير هذا الظلم بمبررات دينية مشفوعا بالاحاديث والنصوص التي يغلف بها الظالم ظلمه للناس، مستعينا بما لديه من ممكنات القوة التي يقهر بها الجموع ويوهمهم بأن ما يجري من مظاهر الظلم والقهر هو  من ظرورات المرحلة وان هناك من يتربص ويستهدف  المرحلة ورموزها  المناهضين للأعداء الساعين الي تطبيق قوانين السماء المناهضة للظلم وظواهره، لكن واقعيا هناك من اتخذ من الظلم وسيلة لإحكام سيطرته على الغالبية من خلال توظيف واستغلال الدين ..؟!
ظواهر اجتماعية مثيرة نعيشها ونكتوي بسياطها، قديما اعتمدت بعض الأنظمة (الكرابيج) لجلد الرعية لتحصيل الحقوق المتوجبة عليهم للسلطات، ثم تطورت الظاهرة وحلت القوانين والتشريعات بديلا عن (الكرابيج)..؟!
ومع تطور أدوات وأساليب الحكم تطورات أساليب الظلم الاجتماعي أيضا، غير أن (الدين) كان ولايزل من أهم الوسائل التي استخدمت لتطويع الغالبية المسلمة لإرادة القلة الحاكمة التي حولت النصوص الدينية الي (كرابيج) تجلد بها الجموع الخاضعة لسلطتها، وتبرر كل مظاهر طغيانها وتسلطها وتمنحها مبررات دينية والدين برئيا منها ومن يوظفها في سبيل تطويع الناس واخضاعهم لمنطقها التسلطي المنافي لكل القيم والتعاليم الدينية، فالأديان كل الأديان جاءت ضد الظلم وظواهره، ولنصرة المظلومين وإحقاق العدالة فيما بينهم..!
والمؤسف أن (الدين) تحول بيد النخب المتسلطة من عقيدة وهوية المجتمعات الي (كرباج) بيد المتسلطين يخضعون به الغالبية الاجتماعية وهذه الظاهرة دفعت (كارل ماركس) ليصف الدين بأنه (أفيون الشعوب) وهذه المقولة لا تعني أن (ماركس كافر أو ملحد) بل بالعكس فالرجل شخص أدوار ( رجال الدين المسيحيين) وكشف طريقتهم في توظيف الدين لتطويع المجتمعات والمؤسف أن السلطات  الإسلامية التي تكثر اليوم حديثها عن (الدين) والشريعة وتمنح سلوكها صبغة دينية هي أكثر السلطات ظلما وبعدا عن الدين وقيمه وأخلاقياته، فالدين الإسلامي أصبح  مجرد  (شعارات حق( يراد( بها باطل) ، رغم أنه  أعظم وأكثر قدسية من كل ظواهر استغلاله الراهنة .؟!
وأن كان (الافيون) مادة مخدرة تعطي متعاطيها لحظات من نشوة زائفة وتنسيه همومه الشخصية وان على حساب ماله وعقله وصحته، في محاولة منه الهروب من همومه الذاتية، فإن (الدين) لدى بعض السلطات والجماعات النافذة أصبح  يستغل وكأنه (أفيون) تخدر به الجموع لبعض الوقت وحسب..؟!
فالدين الذي لا يحقق العدل بين الناس ليس هو ( دين الله) الذي انزله مع رسله وانبيائه، والدين الذي لا يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر، ليس هو ما جاء الرسول المصطفى عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام، والدين الإسلامي لا يرى السلطة غاية بل وسيلة لتحقيق العدالة بين البشر وتنظيم العلاقات بين أفراد المجتمع، والسلطة الدينية هي السلطة التي لا تجد فيها فاسد ولا ناهب للحق العام، ولا تجد فيه الظلم ولا تجد فيه المحتاج والمتسول، ولا تجد فيه من يعيش في ثراء فاحش ومن يتضور الجوع والفقر المدقع..؟!
أن ابرز ظواهر ومهام  الدين الحقيقي هو تحقيق العدالة الاجتماعية بين أفراد المجتمع..؟!
فمن يدلنا عن نظام إسلامي اليوم يطبق شريعة الله ويعمل بما جاء به ديننا ورسولنا المصطفى..؟!

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)