ريمان برس -
هو الموت القدر الحتمي العصى على القهر والتأجيل، هو النهاية لأجل محتوم كتبه الله للإنسان منذ كان لايزل ( نطفة في رحم امه) وقبل أن تتشكل ملامحه، وقبل أن يبدأ مسيرته الحياتية في دنياء الفناء، كان قدره قد تحدد مسبقا من حيث البداية والنهاية والفعل الحياتي ومعتركاته..
الموت هو قيامة الإنسان ونهاية رحلته العابرة في دنياء هي مجرد محطة انتظار لرحلة الخلود الأبدية.
خلال أسبوع تقريبا تساقطت أوراق العمر لأربعة أصدقاء، رحلوا تباعا بأسباب متعددة لكن الموت واحد، بهدو غادروا الأربعة وكأنهم كانوا على موعد لرحيلهم المتتالي.
** الأخ والصديق فاروق عبد القوي الشجاع.. فاروق الذي لم أكن اتوقع رحيله بهذه الصورة المفاجئة لطبيعة تكوينه ولإنسانيته وحضوره عند الشدائد الي جانب أي زميل أو صديق حتى ولو كانت معرفته به عابرة وغير عميقه.. فاروق كان صاحب صاحبه والأخ الذي لا يخذل أخاه  ولا يخذل من دعاه لنصرته وعلى أي شاكلة كانت.. شخصية اجتماعية حاضرة، شجاع يتمتع بذكاء فطري وبديهي، مقدام لا يهاب مواجهة الباطل مهما كان الطرف الآخر ذو سلطة ومكانة..
لم أكن اتوقع رحيل فاروق المفاجئ لأنه كان يتمتع بحالة صحية مستقرة، رغم إيماني وتسليمي بقضاء الله وقدره وان لا راد لقضائه سبحانه الذي علمنا أن لكل أجل كتاب..
يمكن أن حزني العميق على فاروق انه خلال فترة مرضى اتصل بي أكثر من مرة ولم أتمكن من الرد على اتصالاته ويحز في نفسي الأمر هذا ويضاعف من حزني عليه، إضافة إلى عجزي عن زيارته حين كان في المستشفى بصنعاء، وهو العجز الذي أبعدني عن أفراح واحزان الزملاء والأصدقاء على حد سواء والزمني البقاء في زاوية المنزل مثقلا ربما بما هو أكبر من الموت الذي هو قدر الله الحتمي وإيماننا يحتم علينا تقبله والتسليم به.
تميز فاروق بكارزمية استثنائية، هو لم يتخرج من الجامعة ولم يشغل منصبا رسميا بل كان شخص اجتماعي خدوم ومصلح اجتماعي وفعال في أنشطة اجتماعية وخدمية، وله الكثير من المواقف الرائعة وقفها مع آخرين، شخصية بشوشة وفرائحيه حضوره في أي مكان كان يصبغ عليه مسحة من البهجة، كان صاحب نكته افتقدته اخا وصديقا وإنسانا رائعا..
خالص العزاء وعظيم المواساة لأولاده ولكل أفراد أسرته  ولكل أصدقائه ومحبيه واسأل الله ان يجعل مثواه الجنة.. انا لله وانا اليه راجعون ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم.