الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
أوجه كلامي هنا الى كل (أبناء  اليمن) واقصد في المقدمة  منهم  النخب السياسية والثقافية والاعلامية ونشطاء شبكات التواصل وكل مواطن يمني يعيش فوق تراب اليمن وتحت سمائها.. إلى كل هؤلاء اقول

الإثنين, 12-أغسطس-2024
ريمان برس - خاص -

أوجه كلامي هنا الى كل (أبناء  اليمن) واقصد في المقدمة  منهم  النخب السياسية والثقافية والاعلامية ونشطاء شبكات التواصل وكل مواطن يمني يعيش فوق تراب اليمن وتحت سمائها.. إلى كل هؤلاء اقول صادقا أن ما تعيشه بلادنا من احتراب وتمزق اجتماعي وفكري وسياسي وثقافي وديني، وامني وعسكري وسيادي،وجغرافي تمزق طال كل مناحي حياتنا، على خلفية أحداث كانت ولم تأتي بحسب الأماني والتطلعات ولكنها افرزت واقعا لم يكن في مخيلة أيا منا، وبعد أكثر من عقد من تلك الأحداث جميعنا نعرف أين وصلنا وأوصلنا بلادنا ووطننا وشعبنا على اثرها..
لقد كان لانقسامنا وتمزقنا المتعدد الأبعاد والجوانب الوطنية والفكرية أثرا بالغاً في تمزيق نسيجنا الاجتماعي لدرجة أنني أشعر وانا اتابع مواقف بعضنا بأننا لم نعد ننتمي للمكان _اليمن _ وإننا ننتمي لأمكنة أخرى متعددة بعيدة عن مكاننا وتاريخه وتراثه الحضاري والإنساني والاجتماعي، حين اتابع ثقافة الإلغاء والانتقاص من بعضنا، وذهاب بعضنا لتجريد بعضنا الأخر من هويته ووطنيته وانتمائه وولائه وحتى عقيدته، في مشهد تراجيدي مؤلم حتى (السخرية)..؟!
يحدث هذا في مرحلة تاريخية يفترض أن نكون فيها قد امتلكنا من الوعي ما يجعلنا نعيد حساباتنا ومواقفنا وتقف أمام أنفسنا بصورة فردة وجماعية نتأمل أين أخطانا؟ وأين اصبنا، وليس عيبا أن نعترف بأخطائنا، وأن ندرك أن ( الشجعان) وحدهم من يعترفون بأخطائهم وليس ( الجبناء) الذين تأخذهم العزة بالأثم ويكابرون في مواقفهم ويواصلون إرتكاب الأخطاء حتى لا يوصفوا بالفشل من قبل خصومهم، ولأن الاعتراف بالحق فضيلة، فأن ما نحن فيه يعد _فشلاً وجوديا _أن نحن كابرنا وتمسكنا بمواقفنا والتي لن تقودنا الا لمزيد من الفشل والخسران..!
أن بلادنا هي أمانة وكذلك شعبنا، وأن توافقنا على التعايش هو سنة حياتنا وقدرا اراده الله أن نكون عليه، وأن قانون التعايش فيما بيننا قانون حتمي لايمكن لايا منا أن ينقضه أو يفرض قانون أخر بديلا عنه، ولذا علينا أن ندرك أن أيا منا مهما كانت قوته وقدراته، وكان نفوذه وطائفته وقبيلته، أو حزبه وجماعته ومذهبه، فأنه في المحصلة لن يتفرد بالبلاد والعباد ولن يتمكن من إخضاعهما أو أن يحكم البلاد بالطريقة التي يريدها، بل اليمن وعبر تاريخها تحكم بالتوافق والاتفاق والتسامح والمحبة والإخاء والعدالة التي يفترض أن تسود وأن يتحلى بقيمها كل حاكم أو نظام، وعلى من يتولى حكم هذه البلاد أن يدرك أن (العدالة) هي مصدر شرعيته وبقائه وبدونها لن يكون هنا إلا مزيدا من القلق والإقلاق والصراع المتجدد مع كل جيل..
أن علينا أن نعترف بأخطائنا وهذا الاعتراف هو بداية علاج أزمتنا الوطنية، وأن التعصب لمذهب أو لحزب أو لقبيلة وطائفة أو لفكرة بذاتها هو فعل من فشل وقصور رؤية وافلاس يعاني منه المتعصب ويثبت من خلال تعصبه أن ( اليمن بارضها وإنسانها) لا تعنيه أكثر مما يعنيه الانتصار لرغباته وأهدافه الخاصة..!
إننا في مرحلة أهم ما نحتاج فيه الي عقول كبيرة وقلوب أكبر تتسع لاستيعاب الواقع بكل تناقضاته، عقول وقلوب تطلق قيم التسامح والمحبة وطمس الأحقاد وردم بؤر الضغائين والانفتاح على الأخر الوطني بصدق واخلاص وإيمان يقيني بأن لكل فرد في هذا الوطن الحق في التعبير عن ذاته وقناعته بطرق حضارية وان له حقوق يجب أن تمنح له  وعليه واجبات يجب أن يؤديها.
أن ما نحتاجه اليوم هو التسامح وأن نبادر الي ترسيخ قيمه وإشاعة أجواء الثقة والمحبة فيما بيننا وأن نؤمن يقينا أن لا أحد يكترث بما فينا أو بما قد نصل إليه من التمزق والتفكك والاحتراب، علينا أن نعي أن حل أزمتنا ليس بيد أي جهة خارجية إقليمية كانت أو دولية، شقيقة كانت أو صديقة، بل بيدنا وحدنا حل مشاكلنا وانهاء أزماتنا من خلال الاتفاق والتوافق فيما بيننا، والتفاهم فيما بيننا على ألية تنظم علاقتنا وشراكتنا السياسية والاجتماعية وأن نتفق على إدارة وطننا وتحقيق أحلام شعبنا بعيدا عن ثقافة التخوين والإقصاء والإلغاء  وثقافة الإنكار والتنكر، أن اليمن ليست ملكية خاصة لا (لزيودها ولا لشوافعها) ولا هي ملكية لأبناء ( الشمال) ولا هي كذلك لأبناء ( الجنوب)، وأيضا ليست ملكية خاصة (للحوثة) ولا إقطاعية مكتسبة ( للشرعية) أن اليمن ملك لكل أبناء اليمن من صعده للمهرة ومن كمران حتى سقطري، ولكل مواطن يمني الحق في الحياة والحرية والعيش بكرامة وسيادة على تراب وطنه وتحت شمسه وفق ثوابت دستورية ومواطنة متساوية وعدالة اجتماعية ترسخ في وجدان المواطن اليمني قيم الهوية والانتماء وتشعره بكرامته وإنسانيته وحريته بعيدا عن قيم التسلط والعبودية والتبعية والارتهان... إننا بحاجة أن نتطهر من ادران الحقد والتعصب وثقافة الالغاء والتنكر، وأن نؤمن أن لا مقدس فينا إلا عقيدتنا ووطننا وسكينتنا الاجتماعية..
أن تمسكنا بثقافة الحقد والتعصب فعل لن يخرجنا من أزمتنا ولن يمكن او يمكن أولادنا واحفادنا من الاستقرار والعيش بحرية وكرامة في كنف نظام عادل ودولة مواطنة متساوية.
يتبع
صنعاء في 12 اغسطس 2024م

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)