ريمان برس - الحاج علي محمد أحمد زائد العامري _الحضرمي _إذ تعود جذوره لمدينة حضرموت وتحديدا لأسرة (السقاف) وفدا اسلافه لقرية الأعمور _اعروق _مديرية حيفان محافظة تعز قبل مئات السنيين.. لقب ب( الصانع) نسبة ل(جده لوالدته) من قبل أهالي القرية ولم يعترض واعتاد عليه، ليتحول هذا اللقب لاحقا إلى ( علامة تجارية) خاصة.. اعرفه منذ الطفولة فهو ( أبن قريتي) سار على خطى والده المرحوم محمد احمد زائد وأخيه الأكبر المرحوم عبده محمد في أمتهان مهنة البناء.. غادر القرية الي صنعاء أوائل سبعينيات القرن الماضي وتحديدا بين عامي 1974_1975م وعمل كعامل بناء، ولأنه طموح وعصامي ويتحلي بالأمانة والمصداقية استطاع أن يكسب ثقة واحترام الآخرين، وبدلا من أن يبقى عاملا تابعا بدأ ياخذ أعمال مقاولات صغيرة لحسابه وينجزها بمهنية وإتقان.
يتمتع بشخصية هادئة سلمي لا يحب الخصومات مع احد، يعالج أي مشكلة بحكمة وصبر ولديه قدرة كبيرة على كضم الغيض، وهذا ما جعل البعض احيانا يصفه ب (السلبي) ولكنه ليس كذلك، بل رجل مسالم، نقي وتقي وصاحب مبادرات خيرية يضعها حيث تستحق.
ساهم بتنمية القرية وأبنائها حيث جمع حوله كل أبناء القرية وشغلهم بعده في مجال المقاولات، لم يتردد في دعم وتشجيع من يرغب بمواصلة دراسته..
أرتبط بعلاقات عامة واسعة في العاصمة وشيدا أجمل المباني والفلل فيها.
فتح أبواب منزله في الحي السياسي للجميع دون استثناء نمت وازدهرت أعماله وذاعت شهرته كمقاول من الدرجة الأولى، عرف من خلال مهنته غالبية قادة البلاد منذ عام 1975م لكنه لم يستغل تلك العلاقة يوما لتحقيق مكاسب شخصية، متواضع ومحسن مع الجميع حتى لمن اساؤا إليه، لا يحمل حقدا على احدا ولا ضغينة.
كان بأمكانه أن يكسب كثيرا من وراء علاقته مع كبار رجال الدولة والشخصيات الاجتماعية الوطنية ولكنه لم يفعل،وتمسك بمبدأ الرزق الحلال، بل خسرا كثيرا من هذه العلاقة خلال الأحداث التي شهدتها البلاد عامي 2011_ و 2012 م حيث جمدت له حقوق لدى الدولة واحتجزت له معدات ضخمة ولم يجد جهة سيادية يخاطبها من أجل انصافه، ثم تطورت الأحداث والحرب والعدوان، ولايزل صاحبنا ينتظر من يعيد له حقوقه المجمدة لدى مؤسسات الدولة.
يتميز الحاج علي بمثالية ودماثة إخلاق ولم أرى مثله من يواجه السيئة بالحسنة ويتمتع بقدرة على امتصاص غضب الأخرين..
خدوم يقدم خدماته للكل، كريم مع من يستحق كرمه، من تحت يديه تخرج الكثيرون في مجال مهنته وأصبحوا مقاولين ورجال أعمال.. إذا نسبة له أي ( واقعة سلبية) على من يسمعها أن يدرك تلقائيا انها ليست منه بل قد تكون من بعض المقربين له أو العاملين لديه ونسبت إليه، وهو لا يعلم بها، ولم يبلغه أحدا بها.
خلال رحلته المهنية قدم الكثير من الأعمال الخيرية وساعد الكثيرين من أبناء القرية ومن خارجها.
تعرض لكثير من العواصف والأحزان لكن كان إيمانه بربه أقوى من كل تلك العواصف والأحزان.
مؤخرا علمت انه تعرض لحملة مغرضة من بعض من أحسن إليهم ولايزل، ولكنه كعادته قابل السيئات بالحسنات، ويعمل وفق مبدأ _ اتقي شر من أحسنت إليه _.. باختصار رجل ذو قيم يعرف الله ويحافظ على أوامره ويتقيه سرا وعلانية وهذا هو سر صموده.
تحيات إجلال وتقدير للحاج على محمد احمد زائد (الصانع) واتمني له طول العمر والتوفيق ومواصلة رسالته بما يرضي الله ورسوله، ويجبر قلبه، ويحسن خاتمته.
* تنويه :
بالمناسبة لي اكثر من خمسة عشرا عاما على اخر لقاء جمعني بالحاج علي،وطيلة هذه الفترة لم التقيه ولم اسمع صوته مباشرة أو عبر الهاتف، لكنا على تواصل عبر الواتس برسائل التهاني التي نتبادلها كل جمعة. |