ريمان برس - خاص -
نعيش في زمن النفاق والنرجسية.. زمن تأركست فيه الحياة والقيم والوعي والأفكار، وكل ما فيه تأركس بطريقة درامية وكأن ( فيروس خبيث) اصاب العقول وتحكم بالمشاعر، فيروس يصعب مكافحته بعد أن انتشر في الوعي الجمعي كانتشار (السرطان) في كريات الدم..!
في هذا الزمن افتقدنا الحب وافتقدنا القيم والأخلاقيات المثالية التي أصبح مكانها في السماء وليس لها على الأرض وجود..!
أن ما يجري في فلسطين، وطريقة تعامل المجتمع الدولي مع ما يجري _مثالا _ حيا لهذا الزمن المتأركس الذي طغت فيه ثقافة النفاق بوقاحة سافرة حد البشاعة..!
غير أن أسوأ أنواع النفاق هو هذا الذي تمارسه أمريكا والدول الغربية تجاه الشعب العربي في فلسطين ومع كل القضايا المتعلقة بالأمة العربية والإسلامية، حيث تتعاطى أمريكا والدول الغربية بسلوكيات ومعائير مزدوجة بعيدا عن كل القوانين الدولية والاعراف والأخلاقيات الحضارية والإنسانية التي يفترض أن يتعاملوا بها بصورة موحدة مع القضايا الدولية..؟!
ترى أمريكا والغرب أن حرب الإبادة الصهيونية ضد الشعب العربي في فلسطين فعل يندرج في سياق مبدأ (حق الدفاع عن النفس للعدو الصهيوني المحتل لفلسطين) فيما حق الشعب المحتل في مقاومة من يحتله هو (عمل إرهابي) بنظر أمريكا التي بهذا السلوك تؤكد أن مؤسسها واحد رموز استقلالها ( جورج واشنطن) الذي صورته تتصدر عملتها _الدولار _لم يكن الا مجرد شخص إرهابي مثله مثل المجاهد (يحي السنوار)..؟!
إذا اعترفت أمريكا بهذا الوصف، لأحد رموزها، علينا الاعتراف بإرهاب المقاومة..؟!
لكن واشنطن والغرب ومعهم الكيان الصهيوني الذين يعترفون بحق بعض الآقليات العرقية في العالمين العربي والإسلامي ويقدموا لها كل أشكال الدعم لقتال أبناء جلدتها والتمرد على حكوماتها وتمزيق الوحدة الوطنية في اوطانها بذريعة حق تقرير المصير، لم يفعلوا هذا مع الشعب الفلسطيني المحتل من قبل الكيان الصهيوني منذ عقود..؟!
تبارك أمريكا والمنظومة الاستعمارية الغربية وبعض حلفائهم في الإقليم والمجتمع الدولي الجرائم الصهيونية التي ترتكبها بحق رموز نضالية عربية واسلامية، وتبارك هذه الدول العدوان الصهيوني في لبنان وسوريا واليمن والعراق وإيران، ولا تدين مثل هذه الاعتداءات وانتهاك السيادة الوطنية للدول، وتعتبر هذه التصرفات حق مكتسب للكيان الصهيوني دفاعا عن نفسه، إقتداءا بالسلوكيات الأمريكية التي تمارس نفس هذه السلوكيات الإجرامية بحق من يناصبها العداء من العرب والمسلمين الذين تنظر إليهم باعتبارهم ( إرهابين) يجب التخلص منهم..؟!
تحدث هذه الانتهاكات السافرة والوقحة والويل لمن يدينها أو يعترض عليها.. فماذا هناك أسواء وابشع من هذا النفاق الدولي الوقح حد البشاعة..؟!
أن العدوان الذي يتعرض له الشعب العربي في فلسطين منذ أشهر كافٍ لتجريد هذا العالم من كل القيم والأخلاقيات التي يدعيها ويزعمها، فيما القانون الدولي سقط قبل عقود وتحديدا منذ اعطي هذا العالم فلسطين للصهاينة دون َجه حق..!
هذه السلوكيات الازدواجيه في التعاطي مع قضايا الشعوب وحريتها وحقها في السيادة والاستقلال على تراب وطنها، فعل يخلق بؤر التوتر ويجعل هذا العالم غير أمن ويجعل العمل الإرهابي كما يصفون خيار أصحاب الحق في زمن سيطرة المنافقين وشيوع ثقافة النفاق والتعاطي بازدواجية مع حقوق الشعوب.
اليوم تشهد فلسطين حرب إبادة جماعية متكاملة الأركان يتغاضي عنها للأسف النظام الدولي، وترى فيه واشنطن والغرب حربا شرعية للصهاينة دفاعا عن أنفسهم من إرهاب (حماس والمقاومة) وإرهاب (حزب الله) و( انصار الله) و( الحشد الشعبي) في العراق وكل هؤلاء مدعومين من ( إيران الإرهابية) وفق التوصيف الأمريكي _الغربي، إذ ترى واشنطن ولندن والمنظومة الغربية، أن كل من يقاوم الاحتلال الصهيوني أو يدعم المقاومين، أو يتعاطف ويساند الشعب العربي في فلسطين من أجل الانتصار لحقوقة واستعادة وطنه المحتل وإقامة دولته المستقلة، هو ( إرهابي) وداعم ( للإرهاب) بنظر أمريكا وحلفائها، سلوك استعماري وقح يقابله صمت دولي مطبق حتى أن الكيان ومن خلال رموزه الإجرامية أصبح يسخر من النظام الدولي والشرعية الدولية، ويسخر ويهين كل من ينتقده أو يعترض على جرائمه، ويتصرف هذا الكيان وكأنه ( سيد العالم) والمتحكم المطلق بمصيره، وأن كل من يعترض عليه أو على جرائمه يصنف سريعا من قبل الكيان ورموزه بأنه المجرم الحقيقي وعدو السامية، وعدو العالم الحر، وعدو الديمقراطية والإنسانية وحقوق الإنسان..؟!
أي جنون هذا؟ واي نفاق دولي يقابل هذه العربدة الماجنة حد الوقاحة البشعة والسافرة، يمارسها الكيان الصهيوني ويرتكب ابشع الجرائم داخل وخارج فلسطين، وممنوع الاعتراض عليه، أو ادانته حتى مجرد إدانة..؟! ناهيكم عن ردعه الذي يقابل باساطيل وبوارج وجيوش أمريكا والمنظومة الاستعمارية الغربية، ومن بعض العرب والمسلمين الذين يدعمون الكيان الصهيوتي وجرائمه سرا وعلانية نزولا عند رغبة وأوامر أمريكا وبريطانيا..؟! |