الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
أكثر ما يدهشني هو هذا التعاطي العربي والإسلامي والدولي مع الكيان الصهيوني وقادته، وهو تعاطي يؤحي وكأن هذا الكيان، كيانا اعتباريا وطبيعيا وكذلك قادته، وليس كياناً إجراميا قاتلاً تأسس على أرض

الأربعاء, 14-أغسطس-2024
ريمان برس - خاص -

أكثر ما يدهشني هو هذا التعاطي العربي والإسلامي والدولي مع الكيان الصهيوني وقادته، وهو تعاطي يؤحي وكأن هذا الكيان، كيانا اعتباريا وطبيعيا وكذلك قادته، وليس كياناً إجراميا قاتلاً تأسس على أرض لا علاقة له بها من قبل قوي إستعمارية هي _بريطانيا _التي  استباحت سيادة الأمة وكرامتها وثرواتها وهيمنت عليها ردحا من الزمن، وحين شعرت بتنامي مقاومة أبناء الأمة، عملت على تقسيم جغرافيتها إلى ( كانتونات) ومسميات _دول _ ورسمت حدودها ونصبت أسر حاكمة علي هذه الكانتونات التي أطلق عليها لاحقا (الدول العربية)، وهذا أصبح الوطن العربي الواحد _أوطان متعددة _والأمة العربية الواحدة _أمم متعددة _..؟!
ولم تكتفي إمبراطورية الشر الأولى _بريطانيا _بجريمتها البشعة هذه، بل راحت ولكي تعزز وترسخ إستراتيجيتها الشيطانية في تقسيم وتجزئية الوطن العربي، والحيلولة دون إعادة وحدة الأمة العربية أو وجود أي شكل من أشكال التواصل والتكامل فيما بين _ أقطارها _وشعوبها على منح جزءا مهما وذو خلفية دينية تاريخية مقدسة لدي العرب والمسلمين هو ( فلسطين) لتزرع به ( كيانها الاستيطاني الصهيوني) اللقيط، الذي هدفت من خلال زراعته في قلب الوطن العربي ليكون بمثابة قاعدة عسكرية متقدمة مهمته الحفاظ على مصالح القوى الاستعمارية الغربية وأهم مصالحها تتمثل في تعزيز وتقوية هذا الكيان ليكون حارسا للمصالح الاستعمارية ومنع أي تكامل أو توحد بين الأمة أو تمكين أيا من هذه الاقطار التي رسمت حدودها وحددة نطاقاتها الجغرافية من تحقيق أي تقدم أو تفوق يجعلها تمتلك قدرات تفوق قدرات الكيان الصهيوني وعلى مختلف الجوانب التنموية والعسكرية والعلمية والمعرفية، بل يجب أن يكون الكيان الصهيوني هو صاحب التفوق على كل الأمة العربية وعلى كل دول المنطقة وان يشمل تفوقه على كل اسيا وأفريقيا، إضافة إلى جعله (رأس حربة) في المعترك الجيوسياسي بين قطبي النفوذ الدولي والنظام الدولي  الذي فرضته نتائج ( الحرب العالمية الثانية) التي قسمت العالم إلى منطقتي نفوذ بين الولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد السوفييتي، الذي وقع بدوره ضحية الخديعة الاستعمارية الإمبريالية التي نسجتها _أمريكا_ وبريطانيا_ عليه عن طريق بعض الجماعات الصهيونية التي ظاهرة بإنتمائها للحركة (الشيوعية) والذين اوهموا القيادة الشيوعية السوفيتية _حينها _ بإنشاء كيان ( شيوعي) نموذجي ومثالي في فلسطين، يكون _نموذجا للتعايش الأممي _ليثبت نجاعة وسلامة وتحضر الأفكار الاشتراكية وتقدميتها، في لحظة زمنية كانت فيها _موسكو _تقدم أفكارها الاشتراكية بديلا ونقيضا للافكار والقيم الليبرالية المنافسة لها..؟!
ظلت هذه الإرهاصات الايدلوجية لهوية الكيان طي الكتمان حتى خفتت مدافع الحرب( العالمية الثانية) ولقاء شركاء الانتصار على (النازية) ستالين _ روزفلت _ تشرشل _ فيما سمي بلقاء أو اتفاق (يالطا) وهي إحدى مدن (أوكرانيا) واتفق القادة الثلاثة على أهمية قيام (الكيان الصهيوني) وكان (ستالين) الزعيم السوفييتي يتوهم أن هذا الكيان سيكون _ الكيان الشيوعي النموذجي_ الذي سيقدمه للبشرية ليحتذو به بديلا عن الطروحات الرأسمالية  الغربية..؟!
طبعا كثيرون من المثقفين العرب وغير العرب لا يتطرقون لهذه الوقائع بما في ذلك المفكرين السوفييت _سابقا _والروس _ حاليا _وحتى رموز الفكر الماركسي في الوطن العربي والعالم الثالث، لا يتطرقون لهذه الحقائق التي يعلموها جيدا لكنهم يتجاهلون الإشارة لها، وأن كان هناك مفكرين عرب عالميين يشيرون لها في الكثير من اعمالهم، بل أن ( منتدى الاشتراكية الدولية) الذي كان يعقد أعماله السنوية بصورة منتظمة والذي كان يقام سنويا برعاية _ الحزب الشيوعي السوفييتي_كانت تشارك فيه ( الأحزاب الشيوعية العربية) وممثليها إلى جانب ( حزب العمل الصهيوني) الذي كان في الأصل ذو جذور فكرية (ماركسية)، ولم تنتهي أعمال هذا المنتدي إلا بانهيار الاتحاد السوفييتي..؟!
أدرك الاتحاد السوفيتي الخديعة التي وقع بها بعد الاعلان عن قيام هذا الكيان عام 1948م، لكنه ظل يراهن على إمكانية التعايش العربي _الصهيوني داخل فلسطين، من خلال العمل السياسي داخل مفاصل المجتمع الصهيوني ولكن فشلت كل محاولته، لكن نظام الاتحاد السوفييتي، ولاحقا نظام روسيا الاتحادية أضطروا الي التعايش المتوازن مع هذا الكيان لأن النسبة الكبيرة من المستوطنين فيه قدموا من داخل الاتحاد السوفييتي وروسيا الاتحادية.
كان التوحش والإجرام والقتل والإرهاب، اهم أسلحة هذا الكيان بحق الشعب العربي في فلسطين، فالإرهاب والقتل والتوحش وارتكاب المجازر بحق أبناء فلسطين دون تفريق بين طفل وشيخ وشاب وامراة، هو سلوك وثقافة راسخة في وعي ووجدان افراد هذا الكيان باعتراف قادة هذا الكيان أنفسهم، فما يجري اليوم في غزة ليس فعلا استثنائيا يقوم بها قادة هذا الكيان كرد على معركة طوفان الأقصى، بل ما يجري في غزة هو نهج مكتسب لدى هذا الكيان قادة وأفراد، فهو فعل يعبر عن هوية وثقافة هذا الكيان وفي هذا يقول مؤسسي الكيان عن (مجزرة دير ياسين) مثلا (إنه لولاء مذبحة دبر ياسين) لما قامت (دولة إسرائيل)..؟!
لذا أستغرب من البعض الذين يستغربون جرائم الصهاينة، لأن الكل في هذا العالم وخاصة رعاة الكيان في واشنطن ولندن يعرفون جميعا ان ما يحدث في غزة من مجازر على يد الصهاينة أفعال طبيعية وعادية..!
وتعد دولتى بريطانيا وامريكا أكثر الدول رعاية ودعما للكيان الصهيوني، وأكثرهما تغطية لكل جرائم الصهاينة ليس من خلال طوفان الأقصى بل ومنذ تأسيس الكيان وبعد قيامه وطيلة سنوات الصراع العربي _الصهيوني، والذي تحول بعد ذلك إلى صراع فلسطيني _صهيوني، ثم مؤخرا أصبح صراع (حماس والجهاد والمقاومة _مع الصهاينة)، بعد رحلة حافلة وشاقة قطعتها أمريكا وبريطانيا وحلفائهم في تجزئية هذا الصراع وصولا إلى اختزاله حتى داخل نطاق المجتمع الفلسطيني ليصبح محصورا في نطاق (حماس والمقاومة، مع الكيان الصهيوني) وفيما كل رعاة الكيان يلتفون حوله داعمين ومساندين وممولين، تركت المقاومة وحيدة تواجه مصيرها وتدافع عن فلسطين وقضيتها وحقوق شعبها ومقدساتها، فيما الكل يقف متفرج لما تواجه المقاومة والشعب بما في ذلك بعض شرائح المجتمع الفلسطيني بما فيهم _ السلطة الوطنية الفلسطينية_التي حذت حذو النظام الرسمي العربي في موقفها من المجازر الصهيونية في قطاع غزة.
للموضوع تتمة

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)