ريمان برس -
الحرية هي الرغبة المكبوتة في واقعنا ، والعدالة هي الرغبة المستحيلة، فيما الكرامة هي الرغبة المفقودة، في وطن تخيم عليه غيوم الجهل وسحب القهر والتخلف وأساطير التاريخ المغلفة بمفاهيم دينية زائفة،مفاهيم ابتكرها ( أسآطين الحاكمية) وفقهائهم الذين أمتهنوا سياسة تطويع الدين لخدمة السلاطين منذ تربع ( معاوية) ولاية الشام واعتمد سياسة تسخير ( المال والسيف) وتوظيفهما لخدمة أطماعه التسلطية التي منحت لصراع السلطة في المشهد الإسلامي منذ بدايته طابعا ( طبقيا ) منح قوي النفوذ في (قريش) فرصة إستعادة النفوذ الذي فقدته بظهور الإسلام وانتصار الدعوة المحمدية على يد النبي محمد عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام الذي جردت دعوته نفوذ (قريش) وأوجدت مجتمع أخر داخل مكة والمدينة وفي النطاقات الجغرافية في الجزيرة العربية والشام، مجتمع تسوده المساواة والعدالة، غير الذي كان سائدا قبل ظهور الإسلام وانتصار دعوة النبي محمد، التي حاربتها (قريش) وخاضت معارك طاحنة ضد النبي ودعوته وأتباعه وحين فشلت ( قريش) في هزيمة الدعوة المحمدية أضطرت للتسليم برسالة النبي وعملت على الانخراط في مفاصل الدولة الإسلامية حديثة الولادة بهدف استعادة مكانة (قريش) وهذا ما حدث على يد (معاوية)..؟!
أسفرت هذه التراجيديا عن مظاهر فانتازيا عبثية عنونت مسيرة العرب والمسلمين الذين جعلوا ( الدين) بمثابة جوهرة بيد فحام، واستخدموه وسيلة لتطويع الناس وفرض قيود العبودية والاستبداد، مع أن الإسلام جاء بقيم الحرية والعدالة والعلم والتقدم والمساواة، غير أن اباطرة والاستبداد وعشاق التسلط والاستبداد استطاعوا تحريف كل القيم والمفاهيم والأخلاقيات الدينية وسنة رسول المحبة والعدالة والحرية والسلام الرسول الخاتم عليه افضل الصلاة والسلام وكل ما جاء به وحمله للبشرية، في سبيل تكريس وترسيخ قيم التسلط والنفوذ، وشرعوا أبواب الصراعات الدامية وزرعوا مظاهر التعددية والتنافر في الجسد الإسلامي، وأصبح الدين المحمدي ( أديان متعددة) و (سنة الرسول) أصبحت ( سنن متعددة) والأمة تحولت إلى (أمم متناحرة) تمزقها الخلافات والصراعات الدامية وبين (خوارج الأمس) إلي (خوارج اليوم) برزت القيم (الجاهلية) بأبشع وأقبح صورها وسلوكياتها حتى بدت ( شمس الإسلام) التي أشرقت على يد نبي الحرية والعدالة وكأنها مجرد ( حلم) بزغ ثم اختفى أحتجاجا على أنهار الدماء التي سألت في الجسد الإسلامي، تلك الأنهار التي تجاهلت كل ما حملته رسالة السماء من شرائع وقوانين وأخلاقيات وما جسدته قيم وسلوكيات الأنبياء والرسل وكل ما حملوه للبشرية من قوانين وتشريعات بما في ذلك كتاب الله القرآن الكريم الذي لولا أن الله قد تكفل بحفظه مسبقا لكانوا حرفوه وأضافوا إليه وعدلوا نصوصه واجتهدوا فيه كما اجتهدوا في سنة الرسول المصطفى، ولفعلوا به ما فعل من سبقهم بالتوراة والإنجيل والصحف والمزامير ..؟!
إن الأمة بحاجة لثورة حقيقية، ثورة تنتصر للحرية والعدالة والمساواة والكرامة الإنسانية وتنتصر لدين الله وبسنة رسوله الكريم،وهي الطريقة الوحيدة والمثلي لأعادة الاعتبار لديننا ولسنة نبينا عليه افضل الصلاة والسلام ودحض كل ركام الزيف والأساطير والخداع والتسلط والقهر والظلم العبودية باسم الله والرسول،والتخلص من (دين معاوية وشريعة قريش) التي يعمل بهما الجميع بما فيهم من يزعمون العداء ل(معاوية) وبني أمية..؟! |