ريمان برس - خاص -
على اشلاء أطفال فلسطين يبحث قادة الكيان ومعهم أمريكا والغرب الاستعماري عن ( هيبة مفقودة) وقوة ردع تلاشت صباح يوم 7 أكتوبر من العام الماضي حين أندلعت معركة طوفان الأقصى، فكانت طوفان عصف بهيبة الكيان الصهيوني وبقوة ردعه، وطالت العاصفة هيبة أمريكا ومكانتها ودورها الجيوسياسي..!
على مدى أكثر من عشرة أشهر، وحرب كونية تشن على قطاع غزة بمشاركة أمريكية وغربية، وتواطو عربي وإسلامي، وصمت دولي، وعجز كل المنظمات الدولية المعنية بتحقيق الأمن والسلم الدوليين، ولم يتمكن العالم بكل منظماته وقوانينه وتشريعاته من إيقاف حرب الإبادة التي يشنها الصهاينة والامريكان في فلسطين، حرب إسقطت كل القيم والأخلاقيات الدولية والإنسانية، ومعها سقطت كل قيم الشرائع والاديان وقيم الحريات والحقوق والقانون الدولي، وسقطت كل القيم الإنسانية والاخلاقية الكونية.
حرب همجية ووحشية يبحث من خلالها الكيان وامريكا عن هيبتهم المفقودة وعن قوة ردعهم التي داس عليها أبطال المقاومة خلال ساعات سقطت بعدها كل أساطير الكيان وجيشه وأجهزته وهيبته ومكانته، كما سقطت هيبة ومكانة أمريكا التي طالتها صفعة المقاومة بالتساوي مع حليفها الصهيوني اللقيط..؟!
ندرك أن أمريكا حركة اساطيلها وبوارجها ومدمراتها لنصرة الكيان في استعادة قوة ردعه وهيبته، واطلقت واشنطن ومعها كل العواصم الغربية تحذيراتهم لكل دول المنطقة من مغبة دعم الشعب الفلسطيني أو تقديم اي شكل من أشكال المساعدة حتى فيما يتعلق بالمواد الإغاثية، ومن يتجاهل تحذيرات أمريكا والغرب عليه أن يواجه التبعات وهذا ما حدث فعلا مع اليمن التي قررت ودون تردد الاصطفاف لنصرة الشعب العربي في فلسطين غير ابهة بكل تهديدات أمريكا والغرب بكامله.
بيد أن هيبة العدو وامريكا لم تسقطان في السابع من أكتوبر من العام الماضي، بل تسقط كل يوم وعلى مدى عشرة أشهر عجزت فيها القوات الصهيونية رغم إجرامها وبشاعتها ورغم الدعم الأمريكي الغربي والتواطو العربي الإسلامي من تحقيق إنتصارا يذكر، فلا هي حققت بنك أهدافها، ولا هي استعادة هيبتها وقوة ردعها، الأمر الذي يضعها في زاوية الاحراج الاستراتيجي ومعها أمريكا التي كانت تتحدث عن تحالف إقليمي بقيادة الصهاينة بهدف حماية الأنظمة التابعة لأمريكا والتصدي للجمهورية الإسلامية الإيرانية وحلفائها قي محور المقاومة، بهدف تقليص النفوذ الجيوسياسي للجمهورية الإسلامية من ناحية، ومن الأخرى محاصرة نفوذ روسيا الاتحادية وجمهورية الصين من التمدد في جغرافية المنطقة وتخومها، ومحاولة أمريكية _صهيونية لتطويق تحالف إيران _روسيا _الصين، وإعادة حركة تمدد هذا التحالف باتجاهات بعيدة عن الوطن العربي الذي تريد واشنطن وحلفائها احتكار جغرافيته وإبقائه تحت سيطرتهما المطلقة..؟!
أن وحشية الجرائم الصهيونية والدعم الهيستيري الأمريكي لها، وهذا الصمت الدولي المطبق، وعحز النظام الدولي عن إيقاف المجازر الصهيونية _الأمريكية، وفشل هذا الثنائي الإجرامي في هزيمة حركة المقاومة (حماس) وبقية أطراف المقاومة الفلسطينية، طيلة هذه الفترة الزمنية، رغم المذابح والمجازر والحصار والتجويع، َتدمير كل مقومات الحياة في قطاع غزة، فأن هذا الصمود الاسطوري للمقاومة يضاعف من هزيمة الثنائي الإجرامي الصهيوني الأمريكي..؟!
هزيمة يتكبدها الصهاينة والامريكان وحلفائهم يجعلهم في حالة جنون حقيقي غير قادرين على استيعاب الأحداث لذا نرى جنون صهيوني يمتد الي لبنان واليمن وسوريا وإيران، ويتماهي معه الجنون الأمريكي، ومع كل هذا فإن المواجهة التي تدخل اليوم _شهرها الحادي عشرا _ تكشف مجرياتها مؤكدة أن لا قوة ردع صهيونية أو أمريكية تذكر، وليس هناك هيبة لهذا الثنائي الاستعماري وأن المقاومة ومحورها بقيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، قد بلغوا اليوم مرحلة يستعصي معها كسر إرادة الأحرار الذين قرروا أن يخوضوها معركة المصير وهم على ثقة من قدرتهم واقتدارهم، وان الأساطير الصهيونية وهدير الأساطيل الأمريكية، ظواهر لم تعد مجدية في وعي ووجدان وإرادة أحرار الأمة وفي طليعتهم أبطال المقاومة الذين يتصدون لهذا العدوان الهمجي الذي يدرك الصهاينة انها أولى المواجهات التي يخوضوها منذ سبعة عقود، مواجهة غير مسبوقة من حيث وحشية العدو، وهي كذلك من حيث قدرة المقاومة على المواجهة رغم الفارق بالعدة والعتاد..
أن هذه المواجهة ورغم انها تدور في الجغرافية العربية الفلسطينية، إلا إنها إحدى ثمار تكامل محور المقاومة وتوحده ووحدة المسار المسيري، هذا من ناحية، ومن الأخرى فإن هذه المعركة تعد داعمة لكل من روسيا والصين، وتشكل أحدى لبنات ميلاد نظام دولي جديد متعدد الأقطاب الذي تحاول واشنطن وحلفائها التصدي له في غزة وأوكرانيا وهو ما يستعصي عليها، الأمر الآخر في مسار هذه المواجهة والصمود،إنها تحمل شهادة تأكيد استراتيجية على دور وفعالية محور المقاومة ورسوخ مساره الاستراتيجي، وعلى التأكيد بدور طهران الإقليمي الراسخ وهي صاحبة الشرف في نسج اطياف هذه المرحلة التي سوف تشكل بيارق اليوم التالي لهذه الحرب، والذي سيكون يوما عربيا فلسطينيا اسلاميا بأمتياز رغم أنف الصهاينة والامريكان وأنظمة الارتهان.
واليوم التالي ستكون قطعا بدون قوة ردع صهيونية وبدون هيبة لأمريكا، بل سيكون الردع لمحور المقاومة والهيبة للمقاومة.
6 أغسطس 2024م |