ريمان برس -

أسرة (المقدح) هي أسرة فلسطينية عريقة هجرت من وطنها فلسطين عام 1948م كبقية أبناء الشعب العربي الفلسطيني الذين تم تهجيرهم من وطنهم واحتضنهم لبنان العربي.. انذرت هذه الأسرة نفسها كغالبية  أبناء الشعب العربي الفلسطيني للنضال ضد العدو الصهيوني، وقدمت هذه الأسرة تضحيات جسيمة في سبيل الثورة والدولة ومن أجل استعادة وطنهم المحتل..
الشهيد (خليل المقدح) رحمة الله تغشاه لم يكن الشهيد الأول في هذه الأسرة المناضلة بل سبقه كوكبة من الشهداء الذين ينتمون لهذه الأسرة المناضلة العريقة التي انتمت ( لحركة فتح) وكانت ولاتزل في مقدمة الصفوف المناضلة ويحضون بحب واحترام وتقدير أبناء المخيمات الفلسطينية في لبنان وأبناء الشعب العربي الفلسطيني في الداخل وفي كل مخيمات ودول الشتات لما لهم من مواقف نضالية وثورية وجهادية صادقة، ولما يتمتعون به من ايثار وتضحية في سبيل وطنهم ومن أجل استقلالهم وعودتهم لوطنهم والعيش في كنف دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.. هذه الأسرة التي إذا ما دخلت دارهم في مخيم عين الحلوة الكائن على تخوم مدينة صيدا جنوب لبنان ستجد صور القدس والأقصى حاضرة تزين جدران منزلهم الذي لم يغلق أبوابه لا ليلا ولا نهارا مهما كانت الضروف الامنية معقدة أو كانت الأجواء متوترة على خلفية الصراعات التي تدار غالبا في المخيم الذي يعد أكبر المخيمات الفلسطينية على الإطلاق..
تعد أسرة ( المقدح) في المخيم المرجعية لكل أبناء فلسطين ليس في المخيم بل وعلى مستوى الوجود العربي الفلسطيني في كل لبنان ويعد اللواء المجاهد منير المقدح إيقونة النضال الحاضن لكل الفعاليات الفلسطينية وحلقة الوصل بين التجمعات الفلسطينية في لبنان والسلطات والفعاليات اللبنانية السياسية والحزبية، وهو الذي كان الأقرب لقلب الرئيس الشهيد ياسر عرفات ابو عمار الذي كان يضع ثقته المطلقة والكاملة في شخص اللواء منير المقدح الذي يتحلى بالكثير من الصفات القيادية التي تميز بها القائد الرئيس الشهيد ياسر عرفات وتطبع بطباعه في التعامل مع الشأن الفلسطيني نضاليا واجتماعيا وسياسيا، كما يتحلى بمميزات قيادية أمنية وعسكرية وسياسية تمكنه من تجاوز كل العقبات والتعامل مع أصعب التحديات وأخطرها بسلاسة وحكمة، واستطاع اللواء منير المقدح أن يجنب المخيمات الفلسطينية والشعب الفلسطيني المتواجد  في لبنان الكثير من التحديات المصيرية خاصة بعد المتغيرات التي شهدها القطر اللبناني الشقيق بعد ابرام ( اتفاق الطائف) عام 1990م..
لقد عرف اللواء منير المقدح بالحكمة والقدرة السياسية والحس الأمني الي جانب كونه قائدا عسكريا ثائرا يتمتع بكارزمية وحضور في أوساط الفصائل والاجنحة العسكرية، وأيضا في قدرته الدبلوماسية التي مكنته من نسج علاقة اخوة نضالية مع الحركة الوطنية اللبنانية بشقيها السياسي والعسكري وأيضا مع مؤسسات الدولة اللبنانية الرسمية.
باختصار يمكن وصف أسرة المقدح بأنها أسرة فلسطينية مناضلة تقدم وبسخاء التضحيات من أجل فلسطين الأرض والإنسان وهي إيقونة النضال الفلسطيني في كل لبنان وليس في مخيم عين الحلوة وحسب، ويمتد حضورها الي الداخل العربي الفلسطيني داعمين ومأزرين ومساندين لأشقائهم المناضلين في الداخل، ويعد المناضل اللواء منير المقدح من اوائل القادة في مفاصل الثورة الفلسطينية المؤسس ( لكتائب شهداء الأقصى) في الداخل والخارج الفلسطيني الي جانب كونه الاب الروحي للنضال العربي الفلسطيني في لبنان والحاضر دوما في الداخل الفلسطيني بصور متعددة.
لقد شأت الأقدار أن أعرف هذه الأسرة عن قرب وأن اعمل تحت قيادته ذات يوم من أيام النضال القومي، إذ كنت قد التحقت كفدائي مع حركة فتح وشأت الأقدار أن يكون قائد كتيبتي هو المناضل اللواء منير المقدح الذي عرفته عن قرب وعرفت مدى إيمانه بحتمية الجهاد والنضال في سبيل تحرير فلسطين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وقد شأت الأقدار أن التقيه خلال زيارتي  لبيروت عام 2012م وكان لقاء الصدفة في إحدى الفنادق خلال مشاركتي بندوة نضمها( تنظيم الأحرار) الذي يراسه الاستاذ والنائب عبده محمد بشر.
إنني وبقدر حزني على الشهيد خليل المقدح الذي ارتقي شهيدا على طريق القدس وأرجو الله أن يتقبله في جنات الفردوس مع الأنبياء والرسل والشهداء، فأنني أتقدم بخالص العزاء للمناضل اللواء منير المقدح ولكل أفراد هذه الأسرة المناضلة الكريمة واسأل الله ان يحفظ اللواء منير المقدح  وينصره ويحقق حلمه في العودة إلى فلسطين مع جميع أبناء وطنه المهجرين قهرا من وطنهم بفعل العدوان الصهيوني ودعم الإمبريالية الأمريكية الاستعمارية وقوي الرجعية العربية.. وأنها لثورة حتى النصر.