ريمان برس - خاص -
في أمريكا يتنافس مرشحي الرئاسة وتنافسهم لا علاقة له بقضايا الداخل الأمريكي، بل يتنافسون على أنظمة وشعوب العالم، والفائز دائما هو الأكثر حبا وقربا ودعما ( للكيان الصهيوني)والأشد عداوة للعرب والمسلمين _ اولا _ وثانيا _الأكثر عداوة لروسيا والصين، ولشعوب العالم الثالث، والأكثر إخلاصا لمجمع الصناعات العسكرية وهو يكاد يكون (الحاكم الفعلي لحاكم البيت الأبيض والبنتاجون)..؟!
إضافة إلى أهمية وضرورة أن يتمتع الفائز في الانتخابات الأمريكية بالقدرة على تطويع أنظمة ودول وجعلها تحت رحمة الشركات الأمريكية من خلال منحها التسهيلات الكاملة لنهب ثروات هذه الدول مقابل إبقاء أنظمتها المرتهنة لأمريكا على سدة الحكم..!
في أوروبا التنافس يكون على المهاجرين وعلى أبناء الجاليات العربية والإسلامية و ( العالمثالثية) والفائز في الانتخابات الأوروبية سوي الرئاسية أو البرلمانية هو الأكثر عداءا وكرها للعرب والمسلمين والمهاجرين من بقية اصقاع الأرض..!
(الصهاينة) هم الأكثر دموية وهمجية فديمقراطيتهم تقوم على قاعدة تنافسية راسخة وهي أن الفائز فيها هو من يقتل أكبر عددا من الشعب العربي الفلسطيني ويصادر المزيد من الأراضي العربية المحتلة ويدنس وبتفاخر المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين ويهدد بإزالتها ويعد العدة لبناء (الهيكل) المزعوم على انقاض المسجد الأقصى ..؟!
باختصار العرب والمسلمين وفقراء العالم هم محور التنافس دمائهم وثرواتهم وسيادتهم وحريتهم وكرامتهم بل ووجودهم الحضاري والتاريخي مستباح لرموز الديمقراطية الإمبريالية المتوحشة، وهم عنوان تنافسهم وأهم ما تحتويه برامجهم الانتخابية..؟!
وأكبر دليل على ذلك أن غزو يوغسلافيا الدولة والوطن والجغرافية وتقسيم هذا البلد الي مجموعة دويلات كان في لحظة تاريخية من أولويات البرامج الانتخابية الأمريكية _الغربية، غزو أفغانستان كذلك والعراق و(حرب الشيشان) التي كان هدفها البدء في تقسيم الجغرافية الروسية.. تلاء ذلك غزو العراق، بعد حربين مدمرتين دفع إليهما العراق دفعا هي حربه مع إيران التي دامت ثمان سنوات وأدت لمقتل أكثر من مليونين شخص من البلدين وملايين من الجرحى والآف من المفقودين وتدمير قدرات البلدين، ثم لاحقا غزو ليبيا وإسقاط نظامه وتمزيق نسيجه الاجتماعي.
تلي هذا التنافس الديمقراطي الإمبريالي استهداف سوريا واليمن والسودان ومعهم زعزعة استقرار العديد من دول وشعوب العالم من أوكرانيا وحتى فلسطين، التي يسفك اليوم دماء أبنائها في حرب إبادة غير مسبوقة داخلة في أجندة البرامج الانتخابية لكل من (هاريس، وترمب) و (لابيد) و (نتنياهو) بغض النظر عن حجم الكارثة التي حلت بفلسطين ولا بعدد الشهداء وخاصة الأطفال والنساء والشيوخ والهمجية والتوحش في حرب لم تترك البشر والحجر والشجر، حرب إبادة جماعية متكاملة منافية لكل القوانين والتشريعات والأخلاقيات والاعراف السماوية والارضية، حرب داست على كل هذه القيم وعلى المشاعر الإنسانية التي انتفضت ونزلت للشوارع في كل قارات العالم الخمس، ومع ذلك لم يهتز لها جفون المتنافسين في واشنطن والعواصم الغربية وداخل الكيان المحتل الذي يزهق مع حلفائه أرواح شعب فيما رموزه تهدد بنسف المقدسات واحلال بدائل وأساطير عنها غير مكترثين بكل القيم والمبادئ والقوانين الدولية..؟
إننا حقيقة في زمن الانهيار الكلي لكل القيم والأخلاقيات الإنسانية ناهيكم عن القانون الدولي الذي ينداس مع كل طلعة شمس طالما في ذلك مصلحة لأصحاب الهيمنة والنفوذ على الخارطة الكونية، وتلكم هي أخلاقيات الديمقراطية الإمبريالية المتوحشة التي هناك من بعض المخدوعين العرب والمسلمين لايزالون يتشدقون بها، متمسكين بقيمها الزائفة أكثر من تمسكهم بقيمهم الدينية والوطنية والقومية. |