ريمان برس -
أن ما يجري في سورية هي اخر محاولة للثأر من مواقفها المبدئية وثباتها عليها وصمودها في مواجهة مخططات استهداف الأمة، ولكن المخطط هذه المرة مركب ومتعدد الأطراف والغايات، فهناك _تركيا _بأحلامها العثمانية القديمة والتي تريد أمجادها القديمة على حساب سورية المكانة والجغرافية والدور، كخطوة على طريق استهداف الأمة بمكوناتها القطرية.
وهناك ( الكيان الصهيوني) الحالم بجغرافية من (النيل إلى الفرات) وهذه ليست إسطورة بل مشروع صهيوني يعمل قادة الكيان لتحقيقه بكل حماس واخلاص مستغلين الحال العربي المزري رسميا وشعبيا، بعد أن تم إغراق الوعي الجمعي العربي بتفاهات الحياة وانشغالهم في هموم ذاتية عبثية، وانهماكهم في ملذات فقدان الوعي والدور والمكانة والاحترام، ويمكن وصف الحال العربي _ برجل خرج مع أسرته للنزهة فوجد أمامه شلة سكارى ومقامرين فأغراه الشيطان لمجالستهم فشرب ثم قامر حتى استنفذ ما معه من مال فاخذته العزة بالأثم واصر على مواصلة اللعب فلعب بأسرته بادئيا بأحدي بناته فخسرها ثم راهن بالثانية وخسرها ثم لعب بامهن وخسرها، ثم حاول استعادة شرفه ففقد حياته _ وهذا هو حال الأمة العربية اليوم رسميا وشعبيا ولم يبقى لها من شرفها وكرامتها سوي سورية وبعض الجيوب الحرة هنا وهناك وهولاء مطلوب التخلص منهم صهيونيا وامريكيا..؟!
إذ مطلوب التخلص من المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق، ومطلوب التخلص من نظام صنعاء وانصار الله، ومطلوب إسقاط النظام العربي في سورية بزعم أن كل هؤلاء حلفاء ل_طهران _ التي يجب محاصرتها هي الأخرى وإسقاط نظامها لانه حليف ل روسيا والصين..؟!
طيب وبعد فشل تصفية المقاومة في فلسطين لان في فلسطين شعب يقاوم الاحتلال؟ يرى الصهاينة وحليفهم الأمريكي أن هذا الشعب أن لم يقبل التخلص من (البندقية) عليه أن يقبل الموت قتلا أو جوعا..؟!
وأن لبنان مطالب بالتخلص من حزب الله أو عليه أن يقبل الموت تدميرا وقتلا من قبل الصهاينة بذريعة الدفاع عن النفس وبذريعة الدفاع عن الوجود الصهيوني يجب أن يسقط النظام العربي في سورية وان أدى الأمر إلى تقسيم هذا البلد العربي الى كانتونات متناحرة وهذا ما دفع واشنطن الي تبني الجماعة الكردية في شمال سورية وتسليحهم وربط علاقة معهم وتمكينهم من اقتطاع أجزاء واسعة من الجمهورية لتكون تحت سلطتهم وإقامة القواعد العسكرية الأمريكية في مناطقهم حيث الثروة النفطية والمعادن التي تحتاجها أمريكا،لعبك استعمارية هدفها خيرات سورية وثرواتها وليس حبا بالأكراد الذين تتخذهم واشنطن بمثابة _حصان طروادة _وحسب..
تركيا العثمانية تستغل بدورها الاقلية التركمانية وتتخذ منهم حصانها وترى احقيتها في السيطرة على مدن حلب وريفها، وحماة وريفها وادلب وريفها وصولا إلى مقاطعة الموصل العراقية باعتبار هذا النطاق الجغرافي العربي جزءا من املاكها وحان الوقت لاستعادته وترى في الأكراد في سورية والعراق خطرا إرهابيا مدمرا ويجب ازالتهم وعدم تمكينهم من الاستقلال أو حتى حصولهم على حكم ذاتي أو أي شكل من الأشكال الاعتبار ية في إدارة شئونهم خشية على سلامتها الاجتماعية من ثورة الأكراد الاتراك أو مطالبة السلطات التركية بمعاملاتهم إسوة بأقرانهم في دول الجوار التركي، وقد تجد تركيا نفسها تحت الضغط الغربي _الأمريكي مجبرة الي تسوية أوضاع أكراد تركيا الذين يشكلون ما نسبته 25٪ من سكان تركيا فيما جغرافيتهم تشكل ما نسبته 42٪ من اراضي تركيا، ويحضي أكراد تركيا بتعاطف دول الاتحاد الأوروبي التي تحتضن ملايين الأكراد الاتراك وتستخدم الدول الغربية الأكراد كورقة ضغط ضد ( انقره) فيما يتعلق بعضويتها في الاتحاد الأوروبي التي تنتظرها تركيا منذ أعلن ( اتاتورك) الجمهورية والتحرر من كنف دولة الخلافة الإسلامية وكان قد تلقى وعدا بضم تركيا لأوربا إذا ما استقل عن دولة الخلافة وقد حدث هذا ولكن أوروبا لم تنفذ وعدها لي (اتاتورك) ولا لمن تبعه من قادة تركيا واكتفي الغرب وامريكا بأن ادخلوا تركيا لعضوية حلف الناتو وربطها بالنفوذ الجيوسياسي الغربي الأمريكي الصهيوني..؟!
معروف أن أمريكا حليفة تركيا غير أن تركيا استأت منها بسبب موقفها من الأكراد في سورية، كما أستأت علاقتها مع الصهاينة _أي تركيا _بسبب علاقة الصهاينة مع اكراد العراق..؟!
الكيان الصهيوني مشكلته مع النظام العربي السوري انه نظام قومي عربي يتبني تحرير فلسطين ويدعم المقاومة في فلسطين والأخطر انه يتبني فكرا قوميا عربيا معاديا للوجود الصهيوني في فلسطين ولقوي الاستعمار والهيمنة بكل أشكالها،إضافة إلى علاقة النظام في سورية بالجمهورية الإسلامية الإيرانية..؟!
أوروبيا هناك قرابة 50 ألف إرهابي ينتمون غالبا للدول الأوروبية التي رفضت استقبالهم أو استقبال اسرهم وهي حين تفجرت الأزمة في سورية قبل 14 عاما سارعت الي ارسالهم وأجهزتها سهلت مهمة سفرهم بل وتدريبهم وتاهيلهم على ممارسات كل أشكال الإجرام وخاصة ما يتصل (بالخوذ البيضاء) وكان هدف أوروبا هي التخلص من النظام العربي في سورية وتقسيم هذا البلد العربي على أسس طائفية وعرقية، وحين فشل هذا المخطط طيلة السنوات الماضية وجدا الغرب نفسه أمام اشكالية هؤلاء الإرهابيين وأسرهم المفترض عودتهم الي بلدانهم التي وفدوا منها، وهذا ما تعجز الدول المصدرة لهم عن استقبالهم بل تري إستحالة عودتهم فزجت بهم في المعترك للتخلص منهم، رغم أنها قد نقلت بعضهم الي أوكرانيا ووزعت منهم على أكثر من معركة حتى ضد المقاومة في فلسطين قاتلوا جنبا إلى جنب مع الصهاينة ومنهم (جبهة النصر) الإرهابية..؟!
يتبع
5 ديسمبر 2024م |