ريمان برس -
منذ تفجرت معركة (طوفان الأقصى) وما رافقها من مذابح ومجازر وحرب إبادة وحصار وتجويع للشعب العربي في فلسطين.. حرب شردت اثنين مليون عربي ومسلم في القطاع، واودت بحياة أكثر من مائة ألف شهيد عربي فلسطيني حسب تقارير دولية موثقة أن نسبة 70٪من الشهداء أطفال ونساء، فيما البقية من الشهداء هم شيوخ ومدنيين، فيما تحول قطاع غزة الي مقبرة موحشة لم يبقى فيها دار معمور ولا شارع سالك ولا حتى أرض صالحة للحياة.. بعد عام من حرب الإبادة انتقل العدوان نحو لبنان وحدث ما حدث فيه وقدم لبنان والمقاومة من التضحيات ما يفوق تلك التي قدمها شعبنا في فلسطين مع احترامي وتقديري لكل قطرة دم عربية فلسطينية روت تراب غزة، غير أن فقدان فلسطين والمقاومة والأمة للقائد الشهيد حسن نصر الله يعد خسارة مؤلمة وكبيرة وفادحة يمكن إستشراف تبعاتها بما حدث بعد استشهاد هذا الرمز العربي المقاوم وكيف تكالب العالم على لبنان والمقاومة وعلى فلسطين وامتدت الغطرسة نحو سورية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، غطرسة ما كانت لتكون بوجود سيد المقاومة الذي استشهد في سبيل فلسطين والأمة وكرامتهما..
بعد أقل من شهر تقريبا من بدء معركة الطوفان احتضنت ( مدينة جدة) قمة عربية إسلامية استبشر فيها المواطن العربي أو منها موقفا عربيا وإسلاميا مشرفا وأن في حدود فك الحصار عن القطاع وإدخال المساعدات الغذائية والأدوية من باب أضعف الإيمان.. ولكن هذا لم يحدث وما حدث أن فشلت قمة العرب والمسلمين واخفق أصحاب الجلالة والفخامة والسمؤ في إثبات هويتهم العربية الإسلامية، في المقابل نجحت( مهرجانات جدة الترفيهية) وبتفوق وبين معركة البحر الأحمر التي يخوضها أنصار الله في اليمن ضد العدو الصهيوني وامريكا وبريطانيا ويواجه تحالف عسكري دولي، هذا الموقف الذي وقفه أنصار الله منذ أكثر من عام إسنادا لفلسطين ومقاومتها ويقابل بتنديد من اتباع الصهاينة والامريكان، فيما قوبل ( مهرجان البحر الأحمر السينمائي) بتغطية دولية وبترحيب دولي وحضور إقليمي ودولي فيما الأف أطفال فلسطين ولبنان وسورية واليمن يدفعون ثمن إنتمائهم للأمة وثمن مواقف شعوبهم المناهضة لقوى الصهاينة والاستكبار العالمي..!
نجحت مهرجانات الترفيه التي شغف بها ( نظام آل سعود) وأنهمك بكل حماس وجدية في إقامتها مهرجان يتلوا مهرجان وترفيه وعرض ازياء ونجمات استعراضية عربية ودولية من هوليود وبوليود وكان وباريس وميلانو ومليارات تنفق للضيافة وإكراميات لنجوم ونجمات، بعضا منها كافٍ لإنقاذ أطفال فلسطين من الموت جوعا..؟!
الأدهي والأمر إننا نتحدث عن بلاد الحرمين التي لم يترك نظامها حرمة إلا وانتهكها دينية وعربية واخلاقية وقيمية واعراف وتقاليد، حتى صارت بلاد الحرمين بلاد المنتجعات والمهرجانات والتهريج والانحطاط الأخلاقي والسلوكي وكأن نظام آل سعود لم تكفيه الشهرة التي منحه هي الله وجعل في هذه البلاد بيته الحرام ومدينة رسوله المنوره بنور سيد البشرية، فراح هذا النظام يبحث عن مزيدا من الشهرة غير مكتفيا بما أعطاه الله ورسوله من مكرمة وجعل أرضه قبلة المسلمين يوجهون وجوههم إليها خمس مرات في اليوم أكثر من اثنين مليار مسلم.. هذه النعمة التي أنعم بها الله على هذه البلاد لم تكفى حكامها الذي راحوا يبحثون عن مزيدا من الشهرة من خلال استعراض الأجساد العارية لنجمات السينماء حتى أن أحدا الفنانات العربيات المحترمة قالت لوسائل الإعلام انها وبعد حضورها مهرجان البحر الأحمر السينمائي قالت حرفيا (بعد هذا سأذهب لتأدية العمرة وزيارة مسجد رسول الله صل الله عليه وسلم) كانت الوحيدة التي تطرقت لهذا الجانب الديني وكأنها تذكر الحاضرين ومنظمي المهرجان بقدسية بلادهم المفترض مراعاتها.. |