ريمان برس - خاص -
قيل الكثير بحق سوريا وبحق القيادة العربية السورية، قدحا وذما وكيد وأكاذيب وكانت حادثة (حماة) دليلا ومنهحا للتشهير بسوريا وقيادتها، لم يذكر أحدا أسباب ودوافع حكاية (حماة) وجرائم الإخوان المسلمين فيها، ولم يذكر أحدا أن بطل معركة ( حماة) لم يكن الرئيس بشار الأسد، ولاحتي والده الرئيس الراحل حافظ الأسد، بل كان بطلها (رفعت الأسد) وما حدث في حماة عام 1982م لا يساوي ما نسبته 1٪منا حدث للإخوان في مصر والجزائر والإمارات والسعودية والبحرين والاردن، ومع ذلك تم اتخاذ من حادثة (حماة) إيقونة للإخوان واعداء سوريا وجعلوا منها مسمار جحا، كما اتخذوا منها مبررا لاستهداف النظام ومحاولة تشويه صورته، وإطلاق الشائعات عن سجونه ومعتقلاته مع انه لم يحدث في سجون سوريا مع يحدث بسجون أنظمة الأردن والسعودية والبحرين والإمارات وقطر، بل وما حدث في سجون أمريكا في العراق وجونتناموا وهي التي تزعم انها حامية الحقوق والحريات.. ولم يتحدثوا عن خديعة السادات في حرب أكتوبر وقبوله لوقف اطلاق النار دون حتى إبلاغ سوريا شريكته في الحرب، الأمر الذي جعل جيش العدو يترك الجبهة المصرية ويتجه بكل ثقله نحو الجبهة السورية في واحدة من أحقر واقذر الخيانات التي ارتكبت بحق سوريا.. سوريا التي رغم كل جراحاتها من العرب ظلت حاضرة عربية تستقبل في رحابها كل أبناء الأمة من المحيط الي الخليج دون تميز أو تفريق بينهم وبين أبناء سوريا، سوريا التي لم تؤمن يوما لا بطائفة ولا مذهب ولا قبلية ولا عشيرة بل احتضنت أبناء امتها طلاب للعلم وعلى نفقتها غالبا وساسة هاربين من قمه بلدانهم وزوار وسياح، سوريا هي الدولة العربية الوحيدة التي وانت فيها تشعر بعروبتك وبهويتك وتشعر بانتمائك الي الله مسلما كنت أو مسيحيا، فيها أشعر يعبث التاريخ والحضارة، وتشعر بانسانيتك وبهويتك وحريتك، تشعر وانت فيها انك جزءا منها وان في ذاتك وعقلك بعضا منها.. سوريا هي الدولة العربية التي لا تحمل فيها جوازك ولا بطاقتك ولا هويتك وبإمكانك التنقل في كل جغرافيتها دون أن تجد من يسالك عن هويتك أو عن اسمك أو من أين اتيت وماذا تريد.. وهي دولة قانون وسيادة ودولة صمود ومواجهة ودولة فكر وثقافة ودين وقيم وتقاليد وأخلاقيات لا تجدها الا في سوريا..
سوريا التي أعطت لفلسطين الكثير وأكثر من اي قطر عربي اخر واعطت لبنان الكثير، ولكنها اعطت امتها الأكثر، حافظت على مواقفها القومية والإنسانية وتحملت تبعات مواقفها هذه بكل محبة ورضاء واقتناع، تمسكت بمبادئها وخياراتها في أصعب اللحظات الحرجة للأمة ولم تساوم عليها درءا للاستهداف والعقاب الإمبريالي الرجعي كما فعل بعض العرب ، تكالبت عليها المؤامرات وصمدت ولا تزل، تلقت الطعنات من الأشقاء ولم تعاتب لأنها سوريا قدرها أن تكون عظيمة في كل شيء حتى في خصوماتها، اتخذت مواقفها المستقلة وقرارها السيادي الحر، دون خشية من اي طرف مهما كانت قوته ومكانته، وضعوا علي حدودها مع فلسطين قوات دولية تنتمي لاربعين دولة من دول العالم، التزمت قرار وقف إطلاق النار واحترام القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن والأمم المتحدة إحتراما منها للقانون الدولي الذي ينداس اليوم تحت أقدام الصهاينة وبرعاية من وضعوا هذا القانون وطلبوا من العالم أن يلتزم به ويحترموا نصوصه..؟!
رفضت الاغراءات المادية والمعنوية مقابل التخلي عن مبادئها والتخلي عن قضايا الأمة فكرا وسلوكا ومواقف، وكأن رفضها سبب استهدافها اليوم وسبب التأمر عليها وعلى قيمها وعلى عروبتها، لكن وأهم من يضن أن استهداف سوريا هو شأن سوري او أن الاستهداف ستقف تبعاته في نطاق الجغرافية العربية السورية، بل ستطال تبعاته الأمة من محيطها لخليجها، ان ما حدث في غزة طال لبنان ومن لبنان سوريا، مخطط سيتواصل ليطال الأمة كلها، لن تسلم منه أي دولة عربية كانت في أفريقيا أو في الخليج أو في المغرب، استهداف سوريا نهاية الأمة أن قدر الله ونجح المخطط الصهيوني..؟
أن سوريا هي اليوم بمثابة (عين جالوت) التي سقطت فيها إمبراطورية المغول وهزيمة (هولاكو) ( وهولاكو الصهاينة والامريكان) يجب أن يهزم في سوريا، الرئيس بشار الأسد هو اليوم بمثابة (بيبرس وقطز، وان شيئتم صلاح الدين، ولست مغاليا في قولي فما يحاك لهذه الأمة هو أخطر بكثير مما يتصوره الجميع وابعد مما يضنه أولئك الذين اصاب الله قلوبهم وأبصارهم بالعمى ممن يتوهمون أن النظام السوري هو المستهدف، وأنهم بعيدين عن هذا الاستهداف بحكم علاقتهم بالصهاينة والامريكان وتحالفهم معهم، بلاء سيطال الاستهداف الجميع دون إستثناء وسوف تشتعل المنطقة من محيطها الي خليجها بنيران الطائفية والمذهبية والخصومات السياسية والاحقاد القبلية والاقليات العرقية، وكل ما لا يخطر على البال سيجد طريقا للتعبير عن ذاته وكلا على طريقته وسوف يتمزق النسيج الاجتماعي العربي داخل كل قطر ولا يتوهم الأثرياء أن أموالهم قادرة على حمايتهم أو انهم قادرين على شراء امنهم واستقرارهم بالمال، أو سيركنوا لقوة جيوشهم وأجهزتهم القمعية، أو ستحميهم قواعد أمريكا وأساطيلها أو علاقتهم بها، كل هذا سوف يتبخر إذا قدر الله وسقطت سورية..
يتبع
8 ديسمبر 2024م |