ريمان برس -

تستميت ( قناة الجزيرة) ومحلليها وضيوف برامجها الذين تنتقيهم بعناية وبحرص شديدين، في مهمة تبييض سيرة ومسيرة العصابات الإرهابية التي تسلمت حكم سوريا ربما لأجل قريب، أقول تستميت هذه القناة على تبييض هذه العصابات وتبييض سيرتهم وإظهارهم كملائكة رحمة ارسلهم الله لإنقاذ سوريا وشعبها من جحيم حكم الأسد الذي تؤغل الجزيرة والكثير من الوسائط الإعلامية وخاصة تلك التي تمولها أنظمة البترودولار _العفنة _على شيطنته وشيطنة عهده، والبحث عن كل ما يسيء لعهد حتى ولو كان ( حوشا) مسيجا لتظهره القناة بأنه مقبرة المعارضين الذين قتلهم نظام الأسد وعددهم يفوق المئات الآلاف بل أجزم مراسل القناة بوعي أو بدونه أن كل خندق فيه (مائة ضحية) وكأنه يعلم الغيب؟ كيف لا وهو مراسل قناة الجزيرة التي لا تنطق عن الهوى..؟!
فيما تستضيف محللين يجزمون بأن لا وجود لتنظيم القاعدة في سوريا، ولا لمتطرفين وليس في سوريا جماعات إرهابية ينتمون لأكثر من (90) دولة، بل كل من في سوريا اليوم هم ثوار أحرار ومواطنيين سوريين ناضلوا لإسقاط نظام (الديكتاتور) على إعتبار أن نظام (تميم بن  موزة) يتماهي مع عهد الخليفة عمر ابن الخطاب..؟!
مرتزقة الجزيرة يجزمون أن لا وجود لتنظيم القاعدة في سوريا وأن وجد القلة منهم فهم قد أعلنوا توبتهم ولا خطر يمكن أن يحدث منهم وعلى العالم أن يطمئن ويثق بهذا..؟!
الشيشان والأوزبك والتركمان والأفغان والطاجيك وكل القتلة الذين تم إستقدامهم الي سوريا بأموال قطر وأنظمة الخليج والصهاينة والامريكان والغرب والعرب، بما فيهم أصحاب (الخوذات البيض) التابعين للاستخبارات البريطانية، كل هؤلاء ثوار أحرار وديمقراطيين ورجال دولة النظام والقانون والتعايش المجتمعي التي ستقام بواسطتهم  سوريا الجديدة..؟!
محاولة تبييض مكشوفة تقوم بها قناة (العهر والارتهان) التي تبث من ( دوحة موزة) هدفها تلميع صور الإرهابيين والقتلة وشيطنة من كانوا قبلهم في السلطة بطريقة سامجة وفجة ومكشوفة الأهداف والنوايا.. والهدف أن تحضي قطر بمكانة في سوريا على يد حكامها الجدد ليمكنوها من إدارة شئون ثرواتهم الطبيعية من نفط وغاز وبقية المعادن التي تختزنها الأرض العربية السورية على ضوء التعديلات الجديدة في مخطط الشرق الأوسط الجديد الذي سوف تنال المحميات الخليجية قدرا من نفوذ اقتصادي يتوزع بينهم حسب الرغبة الأمريكية الغير مكتملة والغير واضحة المعالم حتى للصهاينة الذين لا يدركون شكل القادم لكنهم يستغلون الفرصة لتأمين أنفسهم من خلال تدمير القدرات العربية في سوريا ولبنان كما فعلت سابقا في العراق وليبيا..؟!
إصرار الجزيرة على تلميع صور إرهابيي سوريا بدءا من الجولاني الذي استبدل علم الجمهورية وعلم الوحدة العربية بعلم الانتداب الفرنسي مقرونا بعلم تنظيم القاعدة  الذي أصبح في سوريا مجرد حمل وديع ومجموعة من الغلابة الضعفاء الذين تابوا و( استغفروا ربهم  التركي واستغفروا قطر والجزيرة) فيما أمريكا وبريطانيا وكل دول أوروبا منهمكين في إخراج الجولاني وعصابته الإرهابية من قائمة الإرهاب بعد أن تابوا حسب الجزيرة وقطر وبعد أن اقتنع الصهاينة بدورهم بتوبة حلفائهم..؟!
الجزيرة استهجنت علنا كل من ينتقد صمت حكام سوريا الجدد تجاه العدوان الصهيوني مرددين مقولة لماذا ينتقد الثوار ولم يتم توجيه النقد سابقا للنظام السابق الذي لم يرد يوما على العدوان الصهيوني؟!
تبرير جميل لكن لم تجرؤ الحكومة الصهيونية على انتهاك سيادة سوريا ولا على اقتطاع أجزاء واسعة من الجغرافية العربية السورية ولم يحدث أن تجراء العدو في الهجوم على قدرات سوريا في عهد النظام السابق ولم يدمر آلاف الدبابات والطائرات والمضادات الجوية، نعم إسرائيل شنت عدوان شامل على قدرات سوريا العسكرية وبنيتها التحتية دون أن يصدر من العصابة الحاكمة الجديد حتى مجرد بيان إدانة أو استنكار، بل تركوا الصهاينة يدمروا قدرات الشعب العربي السوري فيما هم مشغولين بتدمير الأضرحة والمقابر وكأنهم يجترون احقاد (بني العباس) حين استولوا على دمشق وانشغلوا في نبش مقابر (بني أمية)..؟!
أو اجتروا حكاية الضابط الفرنسي الذي عاد بقواته الي دمشق واتجه الي قبر الناصر صلاح الدين ليقول له (ها قد عدنا يا صلاح الدين) رغم انه دخل لضريح الناصر صلاح الدين راكعا..؟!
الجزيرة لم تترك الأمر دون تعليق بل راحت في ثقافة (كي الوعي) تؤكد عبر محلليها بالقول أن إسرائيل دمرت القدرات العسكرية السورية خوفا من أن تقع بيد النظام الجديد حتى لا يستخدمها لمحاربة إسرائيل مع ان الجولاني صرح علنا أن سوريا لن تخوض حروبا بعد اليوم وأنها منهكة ولن تدعم المقاومة ولا علافة لها بما يجري في المنطقة ويطلب من المجتمع الدولي مساعدته في البحث عن( مواقع الأسلحة الكيماوية) السورية، لكنه أي _ الجولاني_  جاهز لمحاربة أبناء جلدته من الأكراد الذين يصفهم حسب معلمه ( أردوجان) ب( الإرهابيين) وقد يغير رايه أن وجدا حضنا أمريكيا دافئا،ووعد من امريكا بحمايته وعصابته من( اميرهم التركي أردوجان) ( سلطان المحفل العالمي وخليفة الماسونيين)..؟!
من الصعوبة بمكان التنبوء بما تحمله الايام القادمة لسوريا الأرض والإنسان، لكن يبقى السؤال هو كيف سوف  تتعامل قناة الجزيرة وأصحابها إذا ما تحرك تنظيم القاعدة الذي هو جبهة النصرة وهو جبهة تحرير الشام، فاختلاف المسميات لا يلغي الهوية والعقيدة والايدلوجية وان أقسمت (موزة بالطلاق) فهذا لا يمنح الاطمئنان ولا ينفي حقيقة أن سوريا أصبحت بؤرة للإرهاب الذي أمن الصهاينة لكنه لن يدع المجتمعات العربية وشأنها بما في ذلك من تأمروا معه لاسقاط النظام القومي وتحديدا نظام (العاهر عبد الله الثاني) الذي لعب دورا محوريا في تسهيل مهمة هذه العصابة حتى وصولها الي دمشق..؟!
أن الدور الذي يؤديه الإعلام الممول من شركة قطر للغاز يؤدي دورا إعلاميا مهينا للإعلام والكلمة ولشرف المهنة، دورا استخباريا تؤديه الجزيرة وتلفزيون العربي الى جامب إعلام البترودولار الذي يلمع إرهابيي سوريا الجدد ويكشف حقائق عن دور سوريا المقاوم بما في ذلك الإنفاق التي في القلمون وجبل الشيخ التي كانت المقاومة في فلسطين تتلقى عبرها الدعم والإسناد، فيما تغض الطرف عن الاحتلال الصهيوني الا بقدر ما تسمح به الأجهزة الصهيونية التي تشرف على أداء الجزيرة وأخواتها..