ريمان برس -
كثيرة هي أنماط الفنون الإبداعية التي تعطي الإنسان طاقة روحية وتفاؤل بالغد الأفضل والأمل القادم على أجنحة الأحلام أيا كانت هذه الأحلام عصية على التحقيق لكن ثمة إبداع فني يجعل التفاؤل ممكنا بتحقيق الحلم ويعطي النفس متسعا لتقبل تحديات الحياة مهما كانت هذه التحديات تبدو عصية على القهر..
شخصيا احب كل أشكال الفنون التي ليس فيها إثم ولا ذنب ولا جريمة يقع فيها عاشق هذه الفنون الا لدى أولئك المعقدين الذين يحملون قلوب داكنة في السواد ونفوسهم تجدها وكأنها قطع من ليل بهيم..!
اعترف ان نفسي تشربت بإبداعات سيدة الغناء العربي أم كلثوم وذابت باغاني عبد الحليم، وفريد، ومارسيل وتشبعت بفن وابداع أبو عرب شاعر وفنان الثورة الفلسطينية، غير اني اجد نفسي ليس مجرد عاشقا للفنانيين الفاضلين الاستاذ أيوب طارش والأستاذ عبد الباسط، عملاقين ابداعيين انجبتهما منطقة الأعبوس _حيفان _محافظة تعز، بل أجد نفسي مدمنا لفنهما الذي لم يقف عند نطاق (الرفاهية والترفيه) بل حمل فنهما وابداعهما الفني رسالة اجتماعية واخلاقية ووطنية ودينية ، فشكلا معا ثنائيا إبداعيا لن نجد لهما نظيرا بل يستحيل أن يتكرران هاذان المبدعان العملاقان اللذان اعطيا الأرض والإنسان وعلى مختلف طبقات المجتمع وتنوع القيم المجتمعية زادا إبداعيا وفنا راقيا وقدما للوطن والمجتمع ملاحم إبداعية تمزج بين التوجيه والوعظ والإرشاد وتعزيز القيم الروحية والاخلاقية لم يقدم مثلها عتاولة رموز الكراهية والحقد الذين امتهنوا زراعة الفتن وتظليل الوعي وتحويل الحياة الي رحلة بؤس وشقاء وقهر بأسم الدين وكأن دين الله مجرد من قيم الرحمة والمحبة والتسامح والحب مع أن الله رحمة والله حب وتسامح وسمؤ وسيدنا رسول الله يمنحنا بسيرته وسنته متسعا للترفيه وهو من ارسله الله رحمة للعالمين، وداعيا بأمر ربه بالحكمة والموعظة الحسنة.
أن من يقف ضد الفن تحت أي مبرر هو إنسان مجرد من المشاعر والأحاسيس أيا كانت مكانته وفن العملاقان أيوب وعبد الباسط هو إبداع يعكس معاناة إلانسان في بلادي ويعبر عن أحلام و تطلعات البسطاء وبقالب فني رائع والحان تخاطب العقول والقلوب والمشاعر ينقلون التحولات الاجتماعية بكل ابعادها ويقدمون صورة واقعية عن كل معاناة المجتمع بطريقة يعجز عن الاتيان بمثلها أولئك الذين يبثون سمومهم من على المنابر ويقدمون دين الله وكأنه دين (العقاب) الذي لا حدود له ويرون الحب حرام والمشاعر جريمة والعواطف الإنسانية رجسا من عمل الشيطان..؟! |