الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
تميزت اغاني الفنان عبد الباسط عبسي بكونها جسدت الحالة الاجتماعية والثقافية والحياة اليومية للغالبية الشعبية، وعكست حالة وعي نضالي بطيف  ( بروليتاري) أن _جاز التعبير _ توافق عليه الفنان بالحانه

الثلاثاء, 24-ديسمبر-2024
ريمان برس -

تميزت اغاني الفنان عبد الباسط عبسي بكونها جسدت الحالة الاجتماعية والثقافية والحياة اليومية للغالبية الشعبية، وعكست حالة وعي نضالي بطيف  ( بروليتاري) أن _جاز التعبير _ توافق عليه الفنان بالحانه الشجية والشاعر بكلماته السهلة وقدرته التعبيرية في أختزال تداعيات الواقع الاجتماعي رغم اختلاف مراحله.. ويبدو أن قصيدة (نشوان) بما حملت من صور تعبيرية عن واقع اجتماعي تخيم عليه سحب القهر والاستبداد والظلم والهيمنة، والتي جعلت الشاعر بسببها يعيش ردحا من عمره في ( زنزانة الجلاد) دفعته لاحقا  للتعبير عن مشاعره الوطنية وأحساسه بالقهر الذي يكتوي بسياطه أبناء وطنه، إلى اعتماد أسلوب درامي لنقل معاناة أبناء شعبه وتصوير مظالمهم وضروفهم الاجتماعية والحياتية بطريقة تجعل (الرقيب _الجلاد) عاجزا عن الإمساك بما يمكن أن يتخذ منه دليل إدانة للثنائي المبدع، وعليه أعتمد الاستاذ سلطان الصريمي في قصائده التي اتحفنا بها بلبل اليمن الشادي الاستاذ عبد الباسط عبسي، نمط شعري لا أقول إنه ياخذ نمط (أبن المقفع) الذي حين كان يستعرض أوضاع الحاكمية في عهده وأحوال العباد يتحدث عن (الغابة وحيواناتها) وكان يلجاء لهذه الأساليب خشية من بطش الحاكم.. الاستاذ سلطان الصريمي أعتمد اسلوب (المقفع) ولكن بطريقة أكثر تقدمية وهي نقل معاناة وضروف البيئية الاجتماعية التي عاشها وأنغمس فيها فترجم تلك المعاناة إلى قصائد شعر تلقفها مبدع أخر لا يقل عن الشاعر إلتصاقا بالبيئة الاجتماعية وهو الفنان والأستاذ والمناضل عبد الباسط عبسي الذي ابتكر لذاته لون غنائي ومدرسة غنائية فأمتزجت كل هذه المكونات من قصيدة ولحن وصوت وجذور إجتماعية مكنت الشاعر من الإبداع في تقديم صور تعبيرية عن واقع اجتماعي عاشه وعائيش أبطاله، وفنان لا يقل عن الشاعر إبداعا وقدرة على ترجمة قضايا اجتماعية عاشها بدوره وعائيش معاناة أبناء بيئته ووطنه.
ولنقف على _ سبيل المثال _أمام اغنية غناها الاستاذ عبد الباسط وهي اغنية (  أمر الكوؤس ) من كلمات الاستاذ محمد المقطري وألحان وغناء الفنان عبد الباسط عبسي.. هذه اغنية ناقشت قضية اجتماعية هامة، قضية شاعت في أوساطنا الاجتماعية حتى كادت أن تكون قاعدة وليس إستثناء، الأغنية وضعت أمام الرأي العام وكل الأطياف الاجتماعية أكثر من قضية في آن، فهي تحدثت عن ( غلاء المهور) والمغالاة من قبل الأباء في زواج بناتهم، كما طرحت ( ظاهرة العنوسة)، والظاهرة الثالثة هي قضية طمع بعض الاباء ورغبتهم في تزويج بناتهم للأثرياء حبا بالمال، ولو كان المتقدم الزواج رجل طاعن في السن ولديه أسرة وأولاد وقد تكون الزوجة المطلوبة من قبله في سن أحد أحفاده لايهم بنظره ولا بنظر الأب الذي يهمه كم سيدفع المتقدم لطلب يد ابنته، دون أن يهتم بسنه، أو بهيئته، ولا يهتم بمشاعر واحاسيس ابنته.. هذه الأغنية ظهرت في مرحلة كانت هذه الظاهرة تكاد تكون طاغية في المجتمع، فأحدثت بظهورها وعيا إجتماعيا، لم يتحقق بالتوعيات الرسمية والقرارات الصادرة من سلطات الدولة، ولم تنفع معها ( خطب الجوامع وفتاوي العلماء) لأنه ببساطة كانت الظاهرة منتشرة أكثر في أوساط من يفترض إنهم علماء للأسف، ومسؤليتهم تحتم عليهم _إفتراضا _ محاربة الظاهرة لكنهم للأسف بدلا من محاربتها كرسوها في أوساطهم وحدث أن شهدنا علماء دين  تتجاوز أعمارهم الستين عاما وأكثر يرتبطون بفتياة أعمارهن تقل عن العقدين، في ذات الوقت الذي يزوجون فيه بناتهم القاصرات لمن هم في سنهم وحين يعترضهم أحد يكون الجواب سريعا وهو أن سيدنا رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام وعلى آله قد أرتبط بسيدتنا عائشة رضي الله عنها وعمرها (تسع سنوات).. دون التوقف أمام الفارق بينهم وبين سيدنا رسول الله.. واجزم أني شهدت ظاهرة كهذه حين رفض احد الاباء ارتباط ابنته برجل عمره أكبر من عمر والد البنت، فقام أحدهم يذكر الأب بقصة الرسول المصطفى والسيدة عائيشة فرد الأب بقوله : لو جاني رسول الله يطلبها وعمرها خمس سنوات لمددت له يدي موافقا، إنه رسول الله عليه الصلاة والسلام وعلى آله، فأين أنتم منه..؟!
لا أحد ينكر أن اغاني الاستاذ عبد الباسط حملت في كلماتها وأنغامها وبصوت فنانا المبدع صور البيئة الاجتماعية التي قدم استاذنا كل معاناتها وهمومها وأحلامها بكل أمانة وصدق واخلاص وحب، زارعا في النفوس الأمل بالغد الأتي حتى في تصويره لأسوي الظواهر الحياتية، لم يدع اليأس يستوطن وعي المتلقي بل زرع في نفسه وو جدانه وذاكرته الأمل وطالبه بأن لا يستسلم لليأس ولا يخضع للقهر بل عليه أن يقاوم ويدافع عن أحلامه..
يتبع

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)