الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
ثمة سؤال يتبادر لذهن أي مراقب حول تداعيات المرحلة العربية وموقف اليمن من هذه التداعيات ورؤيتها الاستراتيجية لها وألية التعاطي معها ومع نتائجها، الأمر الذي يجعلنا نتسائل هل دخلت صنعاء في

الثلاثاء, 24-ديسمبر-2024
ريمان برس -

ثمة سؤال يتبادر لذهن أي مراقب حول تداعيات المرحلة العربية وموقف اليمن من هذه التداعيات ورؤيتها الاستراتيجية لها وألية التعاطي معها ومع نتائجها، الأمر الذي يجعلنا نتسائل هل دخلت صنعاء في معترك الصراع الجيوسياسي؟ وهل أصبحت ضمن منظومة المعادلة الاستراتيجية العربية _الإسلامية فيما يتعلق بمواجهة المخططات قوي الاستعمار والهيمنة وفي المقدمة الكيان الصهيوني ومن خلفه أمريكا وبقية المنظومة الاستعمارية الغربية..؟!
غير إننا وقبل الخوض في هذا الجانب، نتسائل أيضا عن قدرة وإمكانية _صنعاء _في الصمود ومواجهة أدوات العدوان محليا وقوميا..؟!
ندرك أن ما حدث في المنطقة هو حصيلة مؤامرة كبرى تحاك ضد الأمة منذ عقود، مؤامرة كان تركيزها يتمحور حول فلسطين ولبنان وسوريا وصولا إلى طهران، صراع اخذ أبعاد وطرق مختلفة تراوحت بين الكر والفر، وبين عمليات استخبارية وحصار وأنشطة دبلوماسية، واغتيالات ومساومات وصفقات شاركت بكل هذا أنظمة عربية واسلامية ودولية وما خفي منه أعظم بكثير مما كان معلن، غير أن الطرف الغائب في هذه المعادلة التراجيديا بكل ما فيها من تداعيات درامية كانت _صنعاء _التي فاجأت العالم الأعداء منهم والأصدقاء بل أن موقف _صنعاء _تفاجأت به قري محلية كانت ترى _صنعاء _بمنظار علاقتها مع الخارج الإقليمي والدولي وكذا منظار المؤسسات الدولية التي بدورها رأت في قيادة صنعاء، مجرد (قوي انقلابية) و(مليشيات) يطلق عليها خصومها بأنها مجرد ( ذراع إيران) تماهيا مع معزوفة ابتكرتها دول الجوار التواقة إلى استعادة فرض هيمنتها على اليمن ومصيره وقراره السيادي، طمعا بثروات اليمن من ناحية ومن ناحية أخرى رغبة كبرى الدول الجارة على إبقاء حكام اليمن مجرد (موظفين لديها برتبة خدم) يأتمرون بأمرها ويلبون رغباتها وفق رغبات الراعي الاستعماري الأكبر الذي يتحكم بدوره بقرار دول الجوار اليمني وبعض أنظمة المنطقة التي ترى في أمريكا ليس مجرد حليف لها بل (إلها) يعبد من قبل ه هذه الأنظمة..؟!
صنعاء لم تكن في حسبان أطراف الصراع الجيوسياسي ولا كانت كذلك في مخيلة الأعداء المفترض إنهم يهيمنون على الوطن العربي وأخص بالذكر الكيان الصهيوني ونا يسمى بدول الاعتدال العربي..؟!
بيد أن معركة طوفان الأقصى جعلت _ صنعاء _تقف في واجهة الصراع بكل ابعاده الاستراتيجي والجيوسياسي وكان لوقفتها الغير متوقعة تأثيرا حقيقيا على مسار السيناريو الذي كان يفترض أن يطبق على المنطقة، والذي تم اعتسافه من قبل _صنعاء _بطريقة لم تكن تخطر في بال معدي سيناريو الارتهان الكلي للمنطقة، الذين استطاعوا أن يحققوا إنجازات مهمة وكبيرة نعترف بها ونؤكدها في لبنان وسوريا وحتى في إيران عاصمة ما يفترض انه محور المقاومة، كما استطاعوا أن يدمروا قطاع غزة على روؤس من فيه حتى أن شهداء غزة يفوق عددهم ربما اضعاف ما هو معلن عنه وكذلك الجرحى والنازحين وكل هذا حدث وتحقق ليس بقدرة الكيان الصهيوني وامريكا وحسب، بل أيضا بدعم أنظمة الارتهان والتبعية التي كانت داعما ومساندا للكيان الصهيوني وشريك فعليه بجرائمه سوي عن طريق الفعل الغير مباشر، أو عن طريق الصمت والتزام الحياد، أو عن طريق الشراكة عبر الدبلوماسية المخادعة التي سارت حينا من خلال الوساطة والرعاية أو من خلال رحلات مكوكية لعواصم العالم تستجدي ظاهريا وقف إطلاق النار وحل الدولتين وإدخال المساعدات، فيما واقعيا كان الهدف منح الصهاينة فرص القضاء على المقاومة داخل فلسطين وعلى جبهات الإسناد..؟!
صنعاء برزت بمواقف لم تكن تخطر ببال الأعداء وحلفائهم وجيوب مرتزفتهم في الداخل والإقليم، فهي تفردت بقوة إسنادها وسيطرتها على أهم طرق التجارة الدولية _هذا أولا _رابطة موقفها هذا بوقف العدوان على غزة،_ ثانيا _ جاءت مواقف _صنعاء _عسكريا وقرارها استهداف عمق الكيان داخل فلسطين المحتلة، الأمر الذي ضاعف حضور صنعاء في معادلة الفعل وفي قلب الصراع الدائر في المنطقة، الأمر الذي عزز مكانة صنعاء في ميدان التفاعل وفي الوعي الجمعي العربي والإسلامي والدولي، فبدت صنعاء رقما صعبا في المعادلة حاضرة بقوة تتجاوز الفعل الإيراني في المعترك وتتجاوز  منطق الاستلاب الذي كان يعتسف حقيقة النظام في صنعاء ويعتبره مجرد (جماعة انقلابية) أو (مليشيا تعمل بأوامر خارجية) وتلكم تهم جزافية كاذبة صدقها من أطلقها وتجاهل قوة صنعاء الفعلية في المعادلة، موقف صنعاء لم يأتي قطعا رغبة في الشهرة أو بحثا عن مغانم كحال أولئك الذين ارتهنوا للشيطان، بل جاءت مواقفها حصيلة قناعة مبدئية وفكر عقائدي وتجسيدا لهوية إيمانية أيا يقال عنها فأن الميدان والفعل هما من يعبران عن هذه الحقائق وليس تهريجات بعض نخب الدفع المسبق الذين يتحمسون لتسويق أفكار رعاتهم بقدر العائد المرجو من الرعاة..؟!
صنعاء حسمت موقفها وقررت بثقة وقناعة وقدرة على خوض المعترك ليس دفاعا عن فلسطين أو إسنادا لمقاومتها وحسب، بل دفاعا عن وجود اليمن ودوره ومكانته، وهي التي تتميز بموقع جيوسياسي فريد ومتفرد عن غيرها من بلدان المنطقة ولهذا لا غرابة أن هرولت الإمارات الي (سقطري) في البحر العربي وهي اخر نقطة في الحدود الجغرافية اليمنية، وآخرين هرولوا نحو المخاء على البحر الأحمر، وقسموا جغرافية تعز وهي المحافظة الأهم في الجغرافية الوطنية على أمل أن يجعلوا منها (إدلب) أخرى كما توهم بعضهم بعد سقوط سوريا..؟!
معادلة تنسفها مواقف صنعاء المبدئية التي تدرك جيدا دورها ومكانتها ورسالتها وأهمية موقعها، بعيدا عن ( جعجعة المجعجعين) وبعيدا عن تهويمات واحلام قادة الكيان الصهيوني أو هدير طائرات واشنطن وقواعدها في المنطقة، بعيدا عن كل هذا فاليمن في مواقفها  مثلت حالة استثنائية للأعداء أيا كانت هويتهم، فهي ليست غزة ولا لبنان ولا حتى سوريا يسهل استهداف بحكم القرب الصهيوني، فالبعد عن العدو والقدرة على استهدافه عبر الصواريخ والمسيرات، والتحكم في الممرات البحرية، أضف الي كل هذا إيمان الشعب اليمني وتمسك بعقيدته الإسلامية وهويته القومية، كل هذه الممكنات تعطي اليمن قوة خارقة تجعله يمضي في مهمته ورسالته في منازلة العدو وحلفائه ويقف في ذات الموقف الذي وقفه المسلمين أمام (جحافل هولاكو) في معركة (عين جالوت) وكأن قدر صنعاء قد حدده الله في هذه المواجهة في لحظة انهيار أمة وانهيار أنظمة وتحولهم إلى احصنة طروادة لنتنياهو وعصابته الإجرامية..!
كل التهديدات الصادرة ضد صنعاء وكل التنديدات بمواقفها شهادة فخر واعتزاز وأوسمة على صدر قيادة صنعاء الذين قرروا خوض المعترك نيابة عن العرب والمسلمين، حقيقة وان كان هناك من يسخر منها ويجهلها غير إنها الحقيقة الراسخة الغير قابلة للانتقاص، بل السخرية تطال الساخرين الذين تجردوا من هويتهم ودينهم ومسؤلياتهم..!
أن صنعاء وان بقت وحيدة وحيدة في المعادلة فهي تسطر مرحلة تاريخية يجب النظر إليها بكل حب واعجاب وافتخار، بغض النظر عن الضروف الداخلية التي تمر بها البلاد ويمر بها الشعب إلا أن الواجب يستدعي من كل حر أن يلتف حول مواقف قيادة صنعاء في مواجهة العدوان، واثقين أن لدى صنعاء أوراق كثيرة يمكن أن تلعبها لحظة الحاجة أن استدعى الأمر وهي أوراق مؤلمة على كل مكونات المنطقة ورعاتهم، أوراق قد تقلب الطاولة راسا على عقب وهذا مرهون حدوثه بتطور الأحداث..!

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)