الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
خلال رحلته المهنية أتحفنا الاستاذ الفنان عبد الباسط عبسي بإنتاج غنائي غزير، إنتاج فني وإبداعي قدمه الفنان لوطنه وشعبه إسهاما منه في بناء وطنه وتقدم شعبه وتطورهما الحضاري، إبداع فني تعامل مع هموم الواقع وظواهره الاجتماعية، وخلال رحلته الفنية تعامل أستاذنا مع العديد من الشعراء والمبدعين من صناع الحرف والكلمة لكن وحسب قناعتي الشخصية فأنه وجد

الأربعاء, 25-ديسمبر-2024
ريمان برس -

خلال رحلته المهنية أتحفنا الاستاذ الفنان عبد الباسط عبسي بإنتاج غنائي غزير، إنتاج فني وإبداعي قدمه الفنان لوطنه وشعبه إسهاما منه في بناء وطنه وتقدم شعبه وتطورهما الحضاري، إبداع فني تعامل مع هموم الواقع وظواهره الاجتماعية، وخلال رحلته الفنية تعامل أستاذنا مع العديد من الشعراء والمبدعين من صناع الحرف والكلمة لكن وحسب قناعتي الشخصية فأنه وجد نفسه في حروف الاستاذ سلطان الصريمي ليشكل معه ثنائيا إبداعيا قد يصعب على الأيام أن تجود لنا والوطن والشعب بمثلهما، إذ حدث نوعا من التماهي الروحي بين هذا الثنائي المبدع اللذان تميزان بما يمكن وصفه بوحدة روحية ووجدانية تعانقت خلالها أفكارهما وهمومهما ورؤيتهما لحاجة واقعهما، فأمتزجت كل هذه المشاعر فانبثق عن هذا التمازج عمل إبداعي إستعرض منظومة التحديات الاجتماعية وبقالب إبداعي متميز ساهم في تفكيك عقد التحديات بحملة تنوير، حملة أستطاعت تكوين وعي مجتمعي أنار بلا شك الوعي الجمعي من مستوى الفرد في الأسرة الي المجتمع والوطن، إذ أن تحقيق  التحولات الاجتماعية تبدأ بالأعتراف _ أولا _ بوجود الظواهر السلبية والاعتراف بها ثم _ثانيا _ البدء في رحلة مقاومتها من خلال تشكيل وعي جمعي بها وأهمية معالجتها والأستاذ الفنان عبد الباسط مع الثنائي الأخر له الاستاذ سلطان الصريمي _شفاه الله وأمده بالعمر المديد _ قدما من خلال إبداعهما الفني نقدا وحلولا لكثير من الظواهر الاجتماعية السلبية، كما عملوا على نقد الظواهر السلبية التي تصنعها قوي النفوذ والسيطرة، ناهيكم عن رفضهم لكل أشكال الظلم والقهر، وقد فعلوا كل هذا بالكلمة والنغم وبسلاسة، وأحدث عملهما الإبداعي تأثيرا في الوعي الجمعي الوطني.
أعرف أن الاستاذ عبد الباسط خلال رحلته الفنية تعاون مع كثير من الشعراء والأدباء بدءا من زميلي الراحل عبد التواب سيف وحتي الأستاذ الكبير الراحل عبد الله عبد الوهاب نعمان، كما استعان بالتراث الشعبي ودون أن يغفل التراث الصوفي الذي بالأصل يستوطن ذاكرته ووجدانه، لكن التماهي الروحي والتخاطب الفكري كان بينه وبين الاستاذ سلطان الصريمي..
بنشر قيم الحب والتسامح عالج فن الأستاذ عبد الباسط وعبرا عن كثير من الظواهر الاجتماعية، واستطاع من خلاله فنه الملتزم بقيم وأخلاقيات المجتمع وعقيدته الإسلامية وتراثه الحضاري المكتسب أن يحدث تأثيرا في الوعي الجمعي من خلال أنغام شجية اخترقت جدران الوعي الجمعي وبددت في تجاويفها قتامة الجهل والظلام.. حتى أني أجزم بقولي  أن أمثال الاستاذ عبد الباسط والأستاذ ايوب استطاعا أن يرسما في وعي وذاكرة المجتمع من القيم والمفاهيم الوطنية والاخلاقية ما اخفقت عن الاتيان بمثله فعاليات سياسية وحزبية ورموز اجتماعية دينية ووجاهية، بدليل إننا نختلف على كل هؤلاء لكنا لا نختلف على عبد الباسط وايوب وغيرهما من رموز الفن والابداع،وان كانت العقيدة تمثل الحقيقة فإن الفن هو الجمال والحقيقة هي الجمال في أعلى مراتبه الأخلاقية.
غير أن المؤسف إننا في بلد غارقة في ( مستنقع التفاهات) بلد تجرم الفن وتزدري رموزه الذين هم صناع الحب والتسامح والوحدة والمؤدة، وتبجل حتى التعظيم القتلة والفاسدين ورموز الحقد والكراهية ولأنها كذلك فأن من الطبيعي أن نعيش اليوم ما نحن عليه، ناهيكم عن سياسة التجاهل التي تمارس ضد رموز الفن والإبداع والاستهداف الممنهج الذي يتعرضون له رموز الإبداع الفني وخاصة أولئك الذين سخروا فنهم الملتزم لقضايا وطنهم ومجتمعهم ولم يسخروه لتسويق (المجون) ليحققوا من خلاله مكاسب مادية من العامة، أو لتعظيم وتقديس (الفاسدين والمستبدين في مفاصل صناعة القرار) لينالوا مكارمهم  .؟!
لذا نجد هامة فنية بمكانة وحجم الاستاذ عبد الباسط يعيش حياة مجبولة بكل المعاناة مثلة مثل بقية ابناء الشعب رغم كل ما قدمه لوطنه وشعبه ورغم حضوره في الذاكرة الجمعية إلا إنه يعيش قساوة الحياة ومعاناتها وربما أكثر سوءا من غيره من أبناء وطنه، فيما نجد كثيرا من (اللصوص والفاسدين) يعيشون حياة البذخ والرفاهية، ناهيكم عن دولة كانت أو قد تكون لم تحترم يوما مبدعيها ولم تهتم لا بدورهم ولا بمكانتهم ولم تؤمن لهم حقوقهم المشروعة المكفولة قانونيا كحقوق الملكية الفكرية، بل جعلتهم يعيشون حياة القهر والتهميش ولا يلتفت لهم إلا حين يرغب صناع القرار بتلميع أنفسهم في مناسبات متباعدة، وتجاهل أو يتجاهل صناع القرار في اليمن ان التقدم والتطور الحضاري لا تصنعه ( فوهات البنادق) ولا الخطابات السياسية الساخنة، ولا ( الفتاوى الجاهزة لمن يشتري) ، بل التقدم والتطور الحضاري للشعوب تصنعه حروف المفكرين وكلمات الشعراء وانغام الفنانين والحانهم التي تحمل في سمفونيتها أحلام الشعب وتطلعات الوطن.
تحية إجلال وتقدير للهامة الإبداعية والنغم الشجي الاستاذ القدير عبد الباسط عبسي راجيا من الله أن يحفظه ويمده بالعمر المديد إنه على كل شيء قدير.
يتبع :
مع الأستاذ الكبير الفنان أيوب طارش وشذرات من سيرته العابقة بمشاعر الوفاء والحب.

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)