الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
تواصلا مع ما سبق أن تناولته تحت عنوان ( عن تراجيديا  ( الكاتب والقلم) أتحدث في هذه التناولة عن نرجسية بعض (الكتاب) وإنتهازية بعض (الأقلام) وهذه للأسف ظاهرة متفشية في  الوسط المهني ولا ضير من التطرق إليها ليس بقصد الإسآة لهؤلاء البعض ولا إنتقاص منهم، ولكن بهدف تسليط الضوء على إزدواجية ما كان لها أن تكون موجودة وخاصة في أوساط هذه النخب

الثلاثاء, 14-يناير-2025
ريمان برس - خاص -

تواصلا مع ما سبق أن تناولته تحت عنوان ( عن تراجيديا  ( الكاتب والقلم) أتحدث في هذه التناولة عن نرجسية بعض (الكتاب) وإنتهازية بعض (الأقلام) وهذه للأسف ظاهرة متفشية في  الوسط المهني ولا ضير من التطرق إليها ليس بقصد الإسآة لهؤلاء البعض ولا إنتقاص منهم، ولكن بهدف تسليط الضوء على إزدواجية ما كان لها أن تكون موجودة وخاصة في أوساط هذه النخب المعنية بتوجيه قناعات الرأي العام والمؤكلة بمهمة توعية العامة وتنويرهم بالقضايا التي يجب أن تكون محور اهتمامهم ومتصلة بحقيقة وجودهم الحضاري والوطني والإنساني.
رسالة السماء التي أنزلها الله لرسوله المصطفى عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام بدأت بعبارة (إقراء) والقارئ يفترض أن يقراء ما يفيده وينفعه وينمي مداركه وأمتنا لقبت بأمة (إقراء) لكن للأسف وجد الكثيرون من المهتمين انها لا تحمل هذه الصفة وليس لها من هذا اللقب نصيبا يذكر بحكم معطيات راهن الحال..؟!
بعض وأقول بعض من أرباب الكتابة وحملة الأقلام يعيشون حالة نرجسية تعكس حقيقة جهلهم بالرسالة التي يفترض أن يحملوها ويقوموا من خلالها بتنوير الوعي الجمعي بما ينمي مدارك المتلقي وينير طريقه ويوجهه نحو أهدافه في النطاق المجتمعي  بما يعزز روح التلاحم والتماسك المجتمعي وتعزيز وحدة المواطنة والهوية والأنتماء سوي الأنتماء لنطاقه الجغرافي الوطني، أو الأنتماء للأمة التي تجمعنا بها وحدة العقيدة والدين واللغة والجغرافية، أو الأنتماء الحضاري ببعده الإنساني للمجتمع البشري باعتبار الإنسان هو جزءا من هذا العالم رغم اختلاف العقائد والهويات واللغات والثقافة والسلوك والتقاليد الاجتماعية..
لكن هذا الاختلاف يحتم على الكاتب مهما كانت درجة وعيه أن يستشعر دوما رسالته تجاه المجتمع الذي ينتمي وبالتالي واجبه أن يقدم أفضل ما لديه من الوعي الفكري والثقافي وينقله للرأي العام بعيدا عن التعالي والنرجسية وأن يجعل من قلمه وسيلة للتنوير ولا يسخره لغاية أخرى تجعل المتلقي ينظر إليه نظرة إنتقاص..؟!
صحيح ان رضاء الناس غاية لا تدرك، لكن هناء يصبح ضمير الكاتب هو الغاية الذي يجب أن يحكم ويتحكم بكل حرف يصدر عنه ويخطه بقلمه.. فرب كلمة تهوى بصاحبها سبعين خريفا في جهنم.. صدق رسول الله صلوات الله وسلامه عليه.
مؤسف أن نجد البعض يعمل لنفسه هالة من التعالي والتباهي و يصنع قالبا زجاجيا لنفسه وبرجا عاجيا  وينظر للأخرين  بنظرة دونية و لكل من حوله وحتى لزملائه الذين قد يكونوا أكثر قدرة واقتدار منه لكنه طبع البعض، طبع تطبعوا عليه يعرفه علماء النفس بمرض (النرجسية) القاتل لمواهب حامله، ومثل هؤلاء ينظرون لأنفسهم على أنهم أساتذة ومفكرين ومثقفين يعرفون أسرار الكون مع إنهم تخرجوا من كلية الإعلام بمعجزة ومشاريع تخرج حصيلة ( نسخ ولصق) وليس في تجاويف عقله سوي بعض المعلومات التي علقت من محاضرات الكلية وحسب، فيما تجده لم يعرف كتاب غير تلك التي متصلة بتخصصه، مع العلم أن الصحفي والكاتب والمثقف لا يمتلك أيا من هذه الصفات فقط من خلال المنهج الدراسي أومحاضرات الكلية، بل من يمتلك هذه الصفات يفترض أن يكون قد اطلع على مكتبه وقراء ووسع مداركه حتى يحضي بجدارة عن لقب (الاستاذ)..؟
مشكلتنا أن التحولات العابرة التي ولجت إليها بلادنا عام 1990َم أوجدت ظواهر لا أقول إنها ( سلبية) ومدمرة للوعي الثقافي، بل أوجدت حالة من (مشاعية) ثقافية، مشاعية ساوت بين (الوعي _  واللا وعي) وبين مثقف قضى عمره في قرأة الكتب وأخر ثقافته لم تتجاوز متابعة نشرات الاخبار الرسمية والإنصات لأحاديث  ( مرتادي المقايل) وفكرة من هنا وجملة من هناك، مع رشة ( جرأة) أو بالبلدي (قلة حياء) من قبل بعض المتطفلين الذين دخلوا سوق المهنة والكتابة والثقافة قفزا من (فوق السور) والمؤسف انهم وجدوا حواضن ترعاهم بحكم ان المناخ العام كان يتطلب أمثالهم ليكونوا حمالين رسائل، وأصبحوا يشكلون ما يمكن وصفه ب (رابطة كتاب الغفلة) الذين سرعان ما ارتبطوا ببعض النافذين بحسب القرابة والولاء والمصلحة، وأصبح لكل نافذ ما يمكن أن نسميه (ناطقا) يعبر عنه وينقل رؤيته بتداعيات المرحلة، والمؤسف أن أعضاء هذه الرابطة انطلقوا كالصواريخ في سماء النجومية وفاقت شهرة بعضهم شهرة عتاولة المفكرين والمثقفين والكتاب الوطنيين الذين فاقت شهرتهم كل منتديات الوطن العربي لكنهم مجهلون عند أعضاء رابطة كتاب الغفلة، وأتذكر أحدهم ذهب لديوان مؤسسة الثورة واحتل مكانه في صدارة الديوان باعتباره استاذ ومفكر وكاتب لا يساوي الاستاذ  أحمد بهاء الدين أمامه شيئا، وقدم في نهاية المقيل مقاله للأستاذ المرحوم محمد الزرقة_ رحمة الله تغشاه _ وكنت شاهدا على الواقعة وبعد عدة ايام قابلت  كاتب الغفلة يشتم ويقدح بالاستاذ الزرقة وبكل هيئة التحرير في الثورة  الذين لم ينزلوا مقاله والسبب (أن المقال خطير ويحمل أفكار خطيره كان النظام سيأخذ بها لكن الزرقة خاف من نشر المقال بأسم الكاتب لأن الموضوع كان يجب أن يأتي منه أي من رئيس تحرير الثورة، ولأنه لم يفكر بموضوع المقال فقد تعمد عدم نشره حتى لا يكتشف المسؤلين و القارئ أن كاتب المقال  أكثر وعيا بالقضايا الاستراتيجية  من رئيس تحرير الثورة، وهيئة تحريرها )..؟!
أخر كان مسؤل مالي في (جمعية أصحاب المخابز) ثم أصبح فجأة صاحب امتياز و رئيس تحرير وكانت كل مهامه هي أن يصحى قبل الظهر ويتحرك بسيارته ويملاها بمجموعة من الكتاب والصحفيين الي احد المطاعم ويغديهم ثم يأخذهم لسوق القات وبعدها إلى ديوانه ومن كل واحد يحصل على مقال في موضوع ماء وكانت المواضيع المطلوب إثارتها بالصحيفة  مدونه امامه في ورقة تأتي من جهة ماء..؟!
(القلم) يمكن أن يتحول إلى( بندقية) قاتلة إذا لم يستشعر حامله  مسؤلية وأهمية رسالته وواجبه تجاه المتلقي الذي قد ينخدع به ويتبني ما يسطره من معلومات موجهة أو مظللة أو تخدم جهة بذاتها بهدف تحريف بوصلة الوعي الجمعي الي مسار غير مسارها المفترض أن تسير فيه..!
أن الكاتب الحر والقلم الشجاع ليس ذاك الذي يدافع عن قضية ماء بذاتها، أو من يواجه بالنقد حاكما أو مسؤلا أو فاسدا أو ظاهرة من الظواهر الاجتماعية وحسب، لكن الكاتب الحر والقلم الشجاع يكمن في أولئك الذين يعيشون هموم العامة من الناس ويترجموا تلك الهموم إلى قضايا يلفتوا بها ومن خلالها  أنظار صناع القرار أولا ثم يحملوهم مسؤلية معالجتها..!
والكاتب الشجاع الذي يتميز بسيرة نقية وصفحته بيضاء غير ملوثة، وهو الذي لا يقبل أن يؤجر قلمه أو فكره لمن يدفع، رغم قساوة ضروفه، ويقبل أن يتحول إلى (متسول) لكنه لا يقبل أن يكتب إلا ما هو مؤمن به ومقتنعا به وبما يمليه عليه ضميره..
أن الكاتب الشجاع والحر هو الذي يحمل رسالة أخلاقية يعبر من خلالها عن هموم شعب وقضايا وطن، بعيدا عن الدوافع الذاتية والحزبية والسياسية، وبعيدا عن شيطنة خصومه لمجرد إنهم يختلفون معه في الرأي أو يختلف معهم ، والكاتب الشجاع هو الذي ينتقد الظواهر السلبية ليس بدافع التشفي والتشهير والأنتقاص من الأخر، بل من ينتقد كل الظواهر بصدق وموضوعية، بدافع البناء والإصلاح، وبدافع الحرص على المصلحة العامة.
نعم هناك ( كتاب نرجسيين) وهناك (أقلام إنتهازية) وأصحاب الأقلام الانتهازية هم  من تسببوا في ( تسفيه المهنة) والحط من قدرها ومكانتها ومكانة منتسبيها، وهناك نافذين كانوا وراء تكريس هذه الظاهرة وتطويعها بهدف ضرب قيم المهنة ورسالتها وتدجينها حتى لا تفضح عيوبهم، والهدف أيضا تجريد ( السلطة الرابعة) من تأثيرها ودورها ورسالتها، وفعلا تم تكريس نظرة عامة في الوعي الجمعي عن مهنة الصحافة، نظرة ترى في هذه المهنة ومنتسبيها مجرد (أبواق للإرتزاق) وأن الكاتب الصحفي ممكن شرائه ولكل قلم ثمنه..؟!
للموضوع صلة.

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)