ريمان برس -
بسم الله الرحمن الرحيم
كتب / مصطفى بن خالد
لندن . 16/1/2025
اتفاق وقف إطلاق النار في غزة:
تحليل شامل للدور العربي ومستقبل السلام في المنطقة
مقدمة:
بعد خمسة عشر شهراً من الصراع الدامي في قطاع غزة، توصلت إسرائيل وحركة حماس إلى إتفاق لوقف إطلاق النار، بوساطة قطرية ومصرية وأمريكية.
يهدف هذا الاتفاق إلى إنهاء الأعمال العدائية وتبادل الأسرى بين الجانبين، مما يفتح الباب أمام مرحلة جديدة قد تحمل فرصاً وتحديات للسلام في المنطقة. 
تفاصيل الاتفاق:
يتألف الاتفاق من ثلاث مراحل رئيسية:
1- المرحلة الأولى:
تبدأ في 19 يناير 2025، وتشمل وقفاً فورياً لإطلاق النار، وإفراج حماس عن 33 رهينة إسرائيلية، مقابل إفراج إسرائيل عن 30 سجيناً فلسطينياً لكل رهينة مدني، و50 سجيناً لكل جندية. 
2- المرحلة الثانية:
تتضمن تحقيق “هدوء دائم” وإطلاق سراح بقية الرهائن لدى حماس، مع التزام الطرفين بوقف الأعمال العدائية.
3- المرحلة الثالثة:
تركز على تبادل جثامين القتلى وإعادة إعمار قطاع غزة، بما في ذلك فتح المعابر الحدودية وتسهيل حركة السكان ونقل البضائع دون قيود. 
الدور العربي في الوساطة
لعبت الدول العربية، خاصة قطر ومصر، دوراً حاسماً في التوسط بين الأطراف المتنازعة. قادت قطر المفاوضات السرية بين حماس وإسرائيل، حيث تنقل الوسطاء القطريون بين الغرف المنفصلة لحل التفاصيل النهائية، من جانبها، ساهمت مصر في تسهيل الحوار وضمان التزام الأطراف ببنود الاتفاق. 
التحديات أمام تنفيذ الاتفاق
رغم التوصل إلى هذا الاتفاق، تبرز عدة تحديات قد تعرقل تنفيذه:
•عدم الثقة المتبادلة:
تاريخ الصراع مليء بالانتهاكات والاتهامات المتبادلة، مما يجعل بناء الثقة أمراً صعباً.
•الضغوط الداخلية:
يواجه قادة الجانبين ضغوطاً من الفصائل المتشددة التي قد تعارض التنازلات المقدمة.
•الدور الأمريكي:
رغم الجهود المبذولة، قد تؤثر التغيرات السياسية في الولايات المتحدة على استمرارية الدعم والوساطة. 
مستقبل السلام في المنطقة
يشكل هذا الإتفاق خطوة مهمة نحو تحقيق السلام، لكنه ليس حلاً نهائياً.
يتطلب السلام الدائم معالجة جذور الصراع، بما في ذلك قضايا الحدود، واللاجئين، والقدس. كما أن الدور العربي يجب أن يتجاوز الوساطة إلى دعم مشاريع التنمية وإعادة الإعمار، وتعزيز الحوار الفلسطيني الداخلي لتحقيق وحدة الصف.
إن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يمثل بارقة أمل لشعوب المنطقة، لكنه يتطلب التزاماً جاداً من جميع الأطراف، ودعماً مستمراً من المجتمع الدولي، خاصة الدول العربية، لضمان تحقيق سلام عادل وشامل ينعكس إيجاباً على استقرار المنطقة وازدهارها.
هذا،،،
والله من وراء القصد
https://www.facebook.com/share/p/1Fe3qyn462/?mibextid=wwXIfr |